من اوقات واماكن استجابة الدعاء في القرآن الكريم والسنة (ح 3) (نزول المطر 1)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

7- نزول المطر: قال الله تبارك وتعالى عن نزول المطر في القرآن الكريم: "وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ" (البقرة 164) وما أنزل الله من السماء من ماء: مطر، وما أنزل الله من السماء من ماء المطر، فأحيا به الأرض، فصارت مخضرَّة ذات بهجة بعد أن كانت يابسة لا نبات فيها، و "وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا" (يس 33) أحييناها بالماء، ودلالة لهؤلاء المشركين على قدرة الله على البعث والنشور: هذه الأرض الميتة التي لا نبات فيها، أحييناها بإنزال الماء، وأخرجنا منها أنواع النبات مما يأكل الناس والأنعام، ومن أحيا الأرض بالنبات أحيا الخلق بعد الممات، و "هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا" (غافر 13) وينزل لكم من السماء رزقا: بالمطر، هو الذي يُظْهِر لكم أيها الناس قدرته بما تشاهدونه من الآيات العظيمة الدالة على كمال خالقها ومبدعها، ويُنَزِّل لكم من السماء مطرًا تُرزَقون به، وما يتذكر بهذه الآيات إلا مَن يرجع إلى طاعة الله، ويخلص له العبادة، و "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (لقمان 34) إن الله وحده لا غيره يعلم متى تقوم الساعة؟ وهو الذي ينزل المطر من السحاب، لا يقدر على ذلك أحد غيره، و "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" (الشورى 28) وهو الذي ينزل الغيث: المطر، والله وحده هو الذي ينزل المطر من السماء، فيغيثهم به من بعد ما يئسوا من نزوله، وينشر رحمته في خلقه، فيعمهم بالغيث، وهو الوليُّ الذي يتولى عباده بإحسانه وفضله، الحميد في ولايته وتدبيره، و "يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ" (سبأ 2) يعلم كل ما يدخل في الأرض من قطرات الماء، وما يخرج منها من النبات والمعادن والمياه، وما ينزل من السماء من الأمطار والملائكة والكتب، و "وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ" (الشورى 27) ولو بسط الله الرزق لعباده فوسَّعه عليهم، لبغوا في الأرض أشَرًا وبطرًا، ولطغى بعضهم على بعض، ولكن الله ينزل أرزاقهم بقدر ما يشاء لكفايتهم، إنه بعباده خبير بما يصلحهم، بصير بتدبيرهم وتصريف أحوالهم، و "وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ" (الانفال 11) إذ يُلْقي الله عليكم النعاس أمانًا منه لكم من خوف عدوكم أن يغلبكم، وينزل عليكم من السحاب ماء طهورًا، ليطهركم به من الأحداث الظاهرة، ويزيل عنكم في الباطن وساوس الشيطان وخواطره، وليشدَّ على قلوبكم بالصبر عند القتال، ويثبت به أقدام المؤمنين بتلبيد الأرض الرملية بالمطر حتى لا تنزلق فيها الأقدام، و "وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ" (الحجر 21) نُنَزِّلُهُ إلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلومٍ: ينزل حسب احتياجات الخلق، وما من شيء من منافع العباد إلا عندنا خزائنه من جميع الصنوف، وما ننزله إلا بمقدار محدد كما نشاء وكما نريد، فالخزائن بيد الله يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، بحسب رحمته الواسعة، وحكمته البالغة، و "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ" (الحجر 22) وأرسلنا الرياح وسخرناها تُلَقِّح السحاب، وتحمل المطر والخير والنفع، فأنزلنا من السحاب ماء أعددناه لشرابكم وأرضكم ومواشيكم، وما أنتم بقادرين على خزنه وادِّخاره، ولكن نخزنه لكم رحمة بكم، وإحسانًا إليكم، و "وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ" (العنكبوت 63) ولئن سألت أيها الرسول المشركين: مَنِ الذي نزَّل من السحاب ماء فأنبت به الأرض من بعد جفافها؟ ليقولُنَّ لك معترفين: الله وحده هو الذي نزَّل ذلك، قل: الحمد لله الذي أظهر حجتك عليهم.
روي عن الاِمام أمير المؤمين عليه السلام أنّه قال (اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الاَذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة، وعند دعوة المظلوم، فإنّها ليس لها حجاب دون العرش). وعنه عليه السلام أنّه قال (تفتّح أبواب السماء عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الاَذان، وعند قراءة القرآن، ومع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر). وقال الاِمام الصادق عليه السلام (طلبوا الدعاء في أربع ساعات: عند هبوب الرياح، وزوال الاَفياء، ونزول القطر، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن، فإنّ أبواب السماء تفتّح عند هذه الاَشياء). جاء في الزيارة: (وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها وبكم تنبت الارض اشجارها وبكم تخرج الارض ثمارها وبكم ينزل الله الغيث). ويقول ابو طالب رضوان الله عليه في مدح النبي صلى الله عليه واله: وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للارامل.
المستحبات عند نزول الغيث او المطر: قراءة سورة التكاثر روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من قرأ هذه السورة لم يُحاسبه الله بالنِّعمَ الّتي أنعم بها عليه في الدنيا ، ومن قرأها عند نزول المَطرَ غَفر الله ذنوبه وقت فَرَاغه). قال الإمام الصادق عليه السلام (من قرأها وقت نزول المطر، غفر الله له، ومن قرأها وقت صلاة العصر كان في أمان الله إلى غروب الشمس من اليوم الثاني بإذن الله تعالى). و قراءة سورة الإنفطار قال الامام الصادق عليه السلام: (من قرأها عند نزول الغيث غفر الله له بكل عدد قطره تقطر). عن أبي عبدالله عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تشيروا إلى المطر ولا إلى الهلال فإنّ الله يكره ذلك).
ورد ان علم نزول الغيث من الغيبيّات التي لا يعلمها إلا الله عز وجل. ورد في الروايات: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، يعني حججا. قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم: إذا رأيتم المطر فصلوا عند ذالك ركعتين، فمن فعل ذالك بحسن نية و خشوع، و تمام من الركوع و السجود، كتب الله له بكل قطرة من ذالك المطر عشر حسنات.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat