صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

حوارية ( ٨٧) : مقارنة عطاء الخالق بعطاء المخلوق
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ☝️ *سؤال :* إن الله عز وجل عنده خزائن كل شيء ، فمهما أعطى عبده من شيء فلا يضرّه ولا ينقص من ملكه شيء .

*النتيجة :* لا يوجد فضيلة متحققة، بينما المخلوق يُعطي المال فينقص ماله فيضرّه النقص مهما قلّ فهو من حيث الفضل _ والعياذ بالله _ عطاؤه أفضل من عطاء الله سبحانه وتعالى !!

✋ *الجواب :* 

باسمه تعالى 

بعد مراجعة أهل العلم والتخصّص وما استفدته منهم سيكون الجواب على النحو التالي :

هذا السؤال سنجيب عليه عقلاً من باب الأدلة العقلية ،ثم نجيب عليه نقلاً بما أفادته الآيات والروايات الشريفة .

أما الجواب العقلي :

١- إن المقارنة بين شيئين لكي تكون صحيحة لابدّ من وجود عنصر أو عناصر مشتركة بين الماهيتين وهذا محال بين الخالق والمخلوق .

٢- إن المالك الحقيقي لكل شيء هو الله سبحانه ولا ملك لعبده بنحو الاستقلال ، بل هو فيض من الحق سبحانه على عباده ، والعبد متصرف في هذا العطاء لا على نحو الملك الحقيقي ، وإنما على نحو الملك الاعتباري ، فما أُعطي لهذا العبد لعبد آخر مثله مما أفاض به الله عليهما . 

٣- إن الله سبحانه وتعالى غني مطلق فهو يعطي ولا يرجو من عطائه شيئاً من عباده ، فهو يَمُنُّ ولا يُمَنُّ عليه ، أما العبد فهو يعطي ويرجو من وراء عطائه شيئاً ، سواء كان في الدنيا أو الآخرة . 

ويكفي هذا الجواب كدليل عقلي .

 

*أما الجواب النقلي :*

قال الله تعالى :

{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} الأنبياء. 

وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)} فاطر

 

مفاد الآيتين أنه سبحانه وتعالى مختلف عن خلقه ، فمن الخطأ هذه المقارنة ، وإنما المقارنة تقع في المتشابه وليس المختلف.

فالآية الأولى تتحدث أنه ليس لأحد من خلق الله سبحانه أن يسأله :  

لماذا فعلت ؟ 

ولم تفعل كذا ؟

فهو الحاكم القادر الملك الحيّ القيوم ذو الجلال والإكرام وهو على كل شيء قدير .

وأما الآية الثانية فهي تبيّن حال العباد وما هم عليه من عجز وفقر، إذ يحتاجون إلى لطف وكرم من خالقهم سبحانه وتعالى .

*أما الرواية :*

فقد روي عن جابر الجعفي (رحمه الله)  في رواية طويلة نأخذ منها محل الشاهد : 

فقال الإمام عليه السلام :

ولا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، 

قال جابر : فقلت له : يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟

قال : لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمه صواباً، وهو المتكبر الجبّار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجاً في شيء مما قضى الله فقد كفر، ومن أنكر شيئاً من أفعاله فقد جحد.

__________________

المصدر كتاب التوحيد - الشيخ الصدوق - الصفحة ٣٩٧

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. 

أرجو أني أجبتك  أخي العزيز على سؤالك .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/15



كتابة تعليق لموضوع : حوارية ( ٨٧) : مقارنة عطاء الخالق بعطاء المخلوق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net