صفحة الكاتب : د . علاء هادي الحطاب

نور
د . علاء هادي الحطاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كل السلطات في العالم تعاني الفساد بدرجات متفاوتة، ربما هنا استثناء أو هناك، وإن وجد فلا يذكر، لكن يبقى هذا “ الفساد يختلف باختلاف مستوياته بين سلطة وأخرى وبين دولة وأخرى، لكن أن يتحول هذا الفساد إلى سلطة بحد ذاته فهذا يؤدي حتما إلى انهيار الدولة أي دولة كانت. 

في العراق كما هو معروف تعددت طرق الفساد وأدواته وأشكاله، والأسباب كثيرة لا يمكن الإحاطة بها في هذه المساحة، كما أن معالجات الفساد وطرق مكافحته أيضا بحاجة إلى مختصين وفق أساليب حديثة أثبتت فعالياتها، إذ أثبتت التجارب العالمية أن ذاتها وسائل مكافحة الفساد يمكن استثمارها لتنمية الفساد وشرعنته وتأصيله بشكل لا ينفع معه بعد ذلك كل “راچيتات” علاج الأطباء. 
ظاهرة “نور”، ذاك الذي استطاع بطرق أفلام هوليود سحب مبالغ مليارية كبيرة من الأموال المودعة في هيئة الضرائب بسهولة ويسر مع ما يعرفه المواطن العراقي عن صعوبة سحب مبلغ بسيط من المصارف الحكومية دون “سين - جيم” وصحة صدور وتطابق التواقيع وفق بيروقراطية تكاد تكون مزعجة حد أن ترغب بعدم تكرار المسألة وتفضل أن تخزن أموالك “ تحت المخدة” على أن تودعها في مصرف “ تتبهذل” حتى تتمكن من سحبها، فكيف استطاع هذا الرجل سحب كل هذه الصوك بهذه البساطة وهذا القدر من دون أن يثير الرأي العام قبل انكشاف القصة “بالصدفة”؟. 
ظاهرة نور اليوم تؤشر إلى تحول الفساد إلى سلطة بحد ذاتها لا تفيد الوسائل التقليدية لإيقافها فضلا عن معالجتها، لأنها محمية من قبل “رؤوس كبيرة” وهنا الأمر تحول من ممارسات فردية تعود لأصحابها إلى ممارسات جماعية تعمل بشكل منسق. 
ظاهرة نور تحتم على المتصدين بشكل فعلي وحقيقي توجيه ضربة قاصمة تخسرهم الصديق قبل المحايد والعدو، ضربة لا تتراجع عنها عند أي نوع من أنواع الضغط السياسي مهما كان فعله وحجمه ونوعه، ضربة تؤكد للسياسي و”السرگال” والمسؤول قبل المواطن أن الإرادة جادة هذه المرة بمواجهة الفساد والحد منه إن لم يكن القضاء عليه الذي سيبقى هدفا لهذه الإرادة “السياسية” قبل كل شيء، إذ لا يمكن القضاء على ظاهرة “ نور” بلا إرادة سياسية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علاء هادي الحطاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/09



كتابة تعليق لموضوع : نور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net