صفحة الكاتب : يوسف السعدي

حكومة ما بعد الغفلة
يوسف السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو أن الساسة العراقيون، كانوا بحاجة إلى الفترة المظلمة بين حكومتي عبد المهدي والسوداني، ليستفيقوا من غفلتهم، وينتبهوا أنه يجب العمل على دعم حكومة قوية، تلبي احتياجات المواطنين وتحل مشاكلهم، بدلا من إستغلال مطالب الشعب لتحقيق أجندات خارجية.. لكن ثمن هذه الصحوة كان باهض جدا، وهو دماء قادة النصر.
بيانات المساندة والتأييد من قبل اغلب الجهات السياسية للسوداني تأكد ذلك، فكما يبدو أنهم انتبهوا على انه حكومة سياسية هي الحال الواقعي, وعليهم الابتعاد عن كذبة التكنوقراط، التي هي طريقة لعدم تحمل مسؤولية الفشل في حال فشلت الحكومة في عملها.
كذلك فهموا أن النظام الديمقراطي، لا يعني بالضرورة اشتراك جميع القوى السياسية في الحكم، وإنما القوى التي تحقق أغلبية في مجلس النواب، وتكون متفقة على نقاط رئيسية محددة تشكل المنهاج الوزاري، و والأهم كان التوقف عن سياسة استرضاء الجميع من أجل ان يشارك بالحكومة.
يجب أن يكون داخل الحكومة فقط من يؤمن أيمان كامل، بالنقاط رئيسية التي تشكل المنهاج الوزاري، لان يعارضها سيكون مصدر قلق، وإزعاج، ومعرقلا لعملها لأنه سيكون متقلبا.. وبالتالي هي أيضا فرصة للقوى غير المشتركة، لتسعى للحصول على الأغلبية في الانتخابات القادمة في حال فشل الحكومة الحالية، وهذا هو جوهر اللعبة الديمقراطية.
أن البداية الجيدة للسيد السوداني، في إلغاء جميع قرارات الفترة المظلمة، كانت مهمة لكي لا يفقد الشعب ما بقي له من ثقة, بوجود ساسة وطنيون، همهم الوطن والشعب، والدعم الكبير لها من قبل القوى السياسية يجب أن يستمر أيضا ولا يتوقف، حتى عندما تتعارض اجراءات الحكومة مع المصالح الحزبية، او تمس شخصيات كبيرة في الاحزاب.
تسمية الحكومة الحالية، بحكومة الفرصة الاخيرة، ليست تسمية اعلامية، انما واقعية لان الشعب وصل الى اقصى حد من تحمل الاوضاع المزرية للبلد، والصبر على القوى السياسية التي حكمت بعد 2003.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يوسف السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/11/08



كتابة تعليق لموضوع : حكومة ما بعد الغفلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net