صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

الطائفية في منطقتنا العربية ::: انذارات خطرة!
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
استوقفني التصريح الذي أدلى به قائد شرطة دبي قبل أيام حيث تناولته مواقع الصحف الالكترونية وهو يتحدث عن المطالبة بتشكيل مليشيات أو مجاميع مسلحة سنية في عدد من دول الخليج العربي لتتوجه الى مقاتلة الشعب البحريني الثائر والذي يطالب بحقوقه مثل باقي البشر في العالم ، هذه الدعوة التي تصدر عن مسؤول أمني كبير تحتاج الى الكثير من التأمّل حول دوافعها ومن يقف وراءها ،ربما تصريحه السابق حول ايران بأن الامارات ""اذا ارادت الحرب على جزرها فلن تكون هناك دولة إيران""  قد أعتبره كمن يقوم بإفراغ ماء البحر بملعقة شاي ، لذلك علينا التأمّل فمن هو الذي يدفع بهذا الاتجاه ، هل هم قيادة دولة الامارات ؟ أم انها دعوة ضمن مخطط خليجي تدخل تحت خيمته أغلب دول الخليج التي تتبنى الفكر الوهابي سبيلا لتنفيذ اجنداتها، فان كانت الامارات او بعض دول الخليج هي من تدفع بهذا الاتجاه ففي اعتقادي انها مرحلة خطرة تتضح ملامحها كثيرا من خلال الاراضي السورية ومحاولة ايصال رسائل تحذيرية أو إنبائية تخبر المجتمع العربي برمته انه في خط المواجهة الشرسة التي تسمح بقتل المسلم لأخيه المسلم وهذا ما أعتقده محاولة لبعض الاجندات في ادارة ملفات الموت المتحركة على نطاق واسع في عالمنا العربي ونظرا لان مصطلح او مفهوم نظرية المؤامرة لم يعد قائما فإننا نبني الامور بوقائعها كونها أرقام موجودة على الارض ويتم العمل بها من خلال ما تثيره وسائل الاعلام كافة وما يخرج منها بشكل ملموس الى القارئ او المشاهد العربي بدعم كامل من قبل بعض الدول العربية والخليجية منها تحديدا ، وهذا الدعم يتمثل بدعم قوى الارهاب ماديا ومعنويا ولوجستيا وفق استراتيجية معينة تتبناها هذه الدولة او تلك وان كانت تلك الدولة صغيرة ام كبيرة وذلك كله من أجل دفع الضرر عن عروشهم كما يعتقدون ويفكرون في وضح النهار ، وربما التصريحات التي تنطلق من هنا وهناك من قبل قيادات هذه الدول هي من تقوم على اعطاء الضوء الاخضر لتلك المجاميع الارهابية في الايغال والتفاعل مع لغة القتل المعتمدة لديهم وهو ما يجعل ورقة الطائفية البغيضة المتصدرة للمشهد السياسي وسط المجتمع العربي الذي ما عاد يفهم من بواطن الامور وما هو المخفي ؟ ويتلاعب به هؤلاء القادة الموبيئين فكرا شوفينيا .
ان اطلاق التصريحات من قبل بعض المسؤولين الصغار او الكبار منهم على مستوى الدول العربية لم يكن هو الدافع الوحيدة لهذا التأجيج الطائفي وانما هناك آلية خطرة يعتمدها اعلام هذه الدول فيقوم بنفث سمومه عبر بث او كتابة ما يقوم على تفريق الامة وجعل الفواصل الدينية فيما بينها فيكفّر وقت يشاء لإخراج البعض من الدين والملة ولعل الهجمة الشرسة اعلاميا من قبل جريدة معينة تابعة الى دولة بذاتها او قناتها الفضائية يتم ممارستها تجاه دولة مثل العراق ليسمحوا لأنفسهم التدخل بشؤونه الداخلية فيُعرّضوا السلم الاهلي الى كارثة خصوصا اذا لاحظنا ان هناك بعض السياسيين في داخل العراق من يبارك خطواتهم ويؤيد سمومهم الاعلامية الصفراء ربما لغاية في أنفسهم لمحاولة الامساك بخيوط اللعبة القذرة التي ينوي هذا التحالف الارهابي البغيض بترسيخها لتكون محرقة كبيرة الخاسر الوحيد فيها هو الشعب العراقي لا غير، وهذا ذاته ما تحاول بعض الدويلات القيام به في سوريا ولبنان كما قامت على احرازه من خلال دفع المليارات في دول اخرى مثل مصر وليبيا واليمن وتونس التي كما اعتقد ستكون نارا ملتهبة دموية بين فئات مجتمعهم الدينية وهو بالفعل ما يتم الدفع باتجاهه لتكون تلك الدول بؤرة نزاع مستمر تؤدي الى ضعفها الحقيقي على مستوى القرار العربي حتى يتسنى لهذه الدول التي تدفع الاموال بيد تأخذ السيادة في القرار العربي باليد الاخرى كونها دول صغيرة هامشية لا ترقى لفرض هيمنتها وصوتها على باقي القرار العربي دون استخدام هذا الاسلوب، وما أثير في الاعلام العالمي والعربي من محاولة دولة بحجم قطر ارشاء دولة بحجم روسيا وثقلها الكبير في العالم من اجل الحصول على قرار دولي يسمح بتمزيق الدولة السورية لتصبح ضيعة من ضياع الصراع فتعود بالفائدة السياسية على الدوحة. 
ما أراه من خلال هذه المشاهد أننا في منظومة هي عبارة عن مافيا سياسية سرية تعتمد المال السياسي والاقتصادي في تنفيذ اجنداتها المشبوهة كونها بذلك تشكّل انذارات خطيرة على مستوى العالم العربي قد تجر المنطقة الى ما لا يُحمد عقباه لأن من تضطهده او توغل قتلا فيه لن يسكت على ضيم اطلاقا وهذه ردة الفعل ربما لم يحسب حسابها تجار الموت من خلال مراكز في قيادة دولهم وقد تعصف بهم لأن النار تحرق الجميع وهم ليسوا ببعيدين عنها كونهم داخل اسوار هذا الوطن العربي وهو ما سيسمح لدول اخرى تحيط دولنا العربية بالتدخل وفقا لمصالحها السياسية والاقتصادية ولا خوف لدولة على مكون معين سوى خوفها على مصالحها ولا مجال عند ذاك للمجاملات المذهبية الدينية او العرقية او القومية فالسياسة ليست محلا للمجاملات او التعاطف انما تبادل مصالح ليس اكثر ،،، فهل ينتبه قصيري النظر والفهم السياسي لتلك الكارثة ان حلت وسط مجتمع عربي متوتر خاضع لعملية التثوير تغلب عليه العاطفة اكثر من النظر الى المستقبل ؟؟ انها أسئلة ليست حائرة فقط وانما تحمل في طياتها حالة من التخوف على مستقبل أجيالنا القادمة إن لم نقل سوف تبدأ بنا لتنتهي بهم دون ذنب لنا أو لهم سوى أنها مزاجات سياسية تعمل بعقلية متخلفة بطابع ديني غريب ليتحكموا بحياتنا التي منحها الله لنا دون ان يكون هؤلاء الموتورين أوصياء علينا ، فبلداننا العربية فيها من العقول ما يكفي ويزيد لقيادتها بروح انسانية تحفظ حق الجميع على اختلاف الوانهم ومعتقداتهم وقومياتهم.        

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/17



كتابة تعليق لموضوع : الطائفية في منطقتنا العربية ::: انذارات خطرة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net