صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

قتر و قتورا وقترة في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الله تبارك وتعالى "قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا" ﴿الإسراء 100﴾ قتورا صفة بمعنى بخيلا وهي صيغة مبالغة للبخيل، و "لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ" ﴿البقرة 236﴾ المقتر اسم اي الفقير الضيق الحال، و "لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" ﴿يونس 26﴾ قتر غبار تشبيه للكآبة والحزن، و "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" ﴿الفرقان 67﴾ يقتروا: يقتر فعل، وا ضمير، لم يقتروا اي لم يبخلوا او يضيقوا في النفقة، و "تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ" ﴿عبس 41﴾ اسم اي غبره على الوجه، والغبرة من الغبار. الكلمات الواردة في القرآن الكريم التي تشمل كلمة قتر ومشتقاتها: الْمُقْتِرِ، قَتَرٌ، قَتُورًا، يَقْتُرُوا، قَتَرَةٌ.
جاء في مجمع البحرين للشيخ الطريحي: قوله تعالى: "تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ" ﴿عبس 41﴾ القترة بالتحريك الغبار. وفي الغريب "تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ" ﴿عبس 41﴾ يعلوها سواد كالدخان. قوله: "وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ" ﴿البقرة 236﴾ المقتر: الفقير المقل. وفي الحديث (أنفق ولا تخف إقتارا) الاقتار: القلة والتضييق على الانسان في الرزق، يقال أقتر الله رزقه: أي ضيقه وقلله. وقتر عليه قترا وقتورا من بابي ضرب وقعد: ضيق عليه في النفقة، ومنه (قتر على عياله) إذا ضيق عليهم. وأقتر إقتارا وقتر تقتيرا مثله. والقتار بالضم: الدخان من المطبوخ وقيل ريح اللحم المشوي المحترق، أو العظم، أو غير ذلك. يقال قتر اللحم من بابي قتل وضرب: ارتفع قتاره. وفي الخبر (نعوذ بالله من قترة وما ولد) هو بكسر القاف وسكون التاء: اسم إبليس لعنه الله. والقتير: الشيب.
الاقتصاد من القصد، وهو ما بين الإسراف والتقتير. فالاسراف والتقتير مذمومان كما قال الله تعالى "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" ﴿الفرقان 67﴾، و "وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ" (الاسراء 29) و الإقتار هو أن ينفق الشخص أقل من الواجب. قال الشاعر: لا أعد الاقتار عدما ولكن * فقد من قد رزيته الاعدام.
وجاء في تفسير القمي: قال الله تعالى "قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا" ﴿الإسراء 100﴾ قال: لو كانت الأموال بيد الناس لما أعطوا الناس شيئا مخافة النفاد "وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا" ﴿الإسراء 100﴾ اي بخيلا.
وعن الامام علي زين العابدين (يا ذا المن لا منّ عليك، يا ذا الطول لا اله إلا أنت، يا أمان الخائفين وظهر اللاجين وجار المستجيرين، إن كان في أمّ الكتاب عندك أني شقي أو محروم او مقترّ عليّ رزقي، فامحُ من أمّ الكتاب شقائي وحرماني واقتار رزقي واكتُبني عندك سعيداً موفقاً للخير، موسّعاً عليّ في رزقي).
جاء في معاني القرآن الكريم: قتر القتر: تقليل النفقة، وهو بإزاء الإسراف، وكلاهما مذمومان، قال تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" ﴿الفرقان 67﴾. ورجل قتور ومقتر، وقوله: "وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا" ﴿الإسراء 100﴾ ، تنبيه على ما جبل عليه الإنسان من البخل، كقوله: "وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ" (النساء 128)، وقد قترت الشيء وأقترته وقترته، أي: قللته. ومقتر: فقير، قال: "وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ" (البقرة 236)، وأصل ذلك من القتار والقتر، وهو الدخان الساطع من الشواء والعود ونحوهما، فكأن المقتر والمقتر يتناول من الشيء قتاره، وقوله: "تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ" ﴿عبس 41﴾ قترة نحو: "غَبَرَةٌ" "وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ" (عبس 40) وذلك شبه دخان يغشى الوجه من الكذب. والقترة: ناموس الصائد الحافظ لقتار الإنسان، أي: الريح، لأن الصائد يجتهد أن يخفي ريحه عن الصيد لئلا يند، ورجل قاتر: ضعيف كأنه قتر في الخفة كقوله: هو هباء، وابن قترة: حية صغيرة خفيفة، والقتير: رؤوس مسامير الدرع.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/22



كتابة تعليق لموضوع : قتر و قتورا وقترة في القرآن الكريم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net