صفحة الكاتب : عمار عبد الكريم البغدادي

من وحي شهريار وشهرزاد (80)  الحب الغاية (2)
عمار عبد الكريم البغدادي

قلنا في المرة السابقة: لو أن عاشقين على وصالٍ دائم تمرّدا على الإمتزاج النفسي بطباع أرضية ، لإختارا البعاد عن قناعة ، ولو لحين ، حتى لا يتكدر صفو الإتصال الروحاني بسلوكيات متهورة .

والحب الغاية ياشهرزاد قد بلغ هدفه آنفا لكن سعادته لا تفتر كشوقه الدائم ، ومن كان هذا حاله فلن يجعل له هدفا آخر إلا دوام محبته ، فما حاجة العاشق الذي يبلغ قمة السعادة، ويتلذذ حتى بآهاته وحسراته الى طريق سعادة جديد ؟!.

أمّا المتحابان من غير إتصال نفسي فهما في غاية السعادة مع كل خطوة يخطوانها سوية نحو هدفهما المنشود، كأن يكون الرابط المقدس (الزواج )، فإن زالت نشوة بلوغ الهدف فتر الحب ، وتسامت السعادة كحلم قديم، والأوفياء والمخلصون في هذه الدرجات من المحبة يسعون جاهدين الى الحفاظ على حبل الوصل والمودة عبر هدف جديد، وكلما بلغوا الهدف صار الحب باهتا ، وافتقدوا طعم السعادة مرة أخرى ،وهم على هذا الحال، مادام الليل والنهار، بحاجة الى هدف متجدد يشعرهم بالبهجة ، وإستعار نار الحب .

وأنصح كل زوجين متحابين عصفت بهما التعاسة من غير أسباب ظاهرة بالسعي الى تحقيق حلم قديم أو مشروع إجتماعي أو تجاري ، أو إكمال دراسة طالما حلما بها لتتجدد لديهما السعادة والمحبة .

كما ترين ياشهرزاد الفرق واضح بين إرتباط قلبين وتمازج نفسين ، فالقلبان متقلبان وبحاجة دائمة الى خطوات نحو الأمام تشعرهما بالأمان ، والنفسان متجانستان ساكنتان لبعضهما وإنْ فارقت بينهما المسافات ، وحالت دون وصل العاشقَينِ الأقدار .

ولا أخفي عليك سرا إن قلت : إنني بحثت عن مفهوم (الحب الغاية) في عقول الناس وقلوبهم فلم أجد إلا النزر القليل ممن يفقهون هذا المعنى في زمننا هذا ، ومن بينهم عاشقون بلغوا إمتزاج نفوسهم مع نفوس من أحبوا ، وعاشوا أعظم إحساس روحاني لكنهم لم يدركوا فحواه، وهم في خوف دائم يبحثون عن أسباب مرئية للحفاظ على عشقهم النبيل، وكنتيجة حتمية لتصوراتهم الذهنية فقدوا تلك النورانية ، وتصادموا بطباع أرضية ، ولم تعد نفوسهم تسكن إلى نظيراتها إلا ما ندر ، وصاروا مع المتحابين بلا عشق سواء، لأنهم يبحثون عن أسباب بهجة جديدة لا تُرضي النفوس المتصلة في عالمها العلوي، فضاعوا وأضاعوا كل أسرار السعادة المتحققة مسبقا .

 

مقتبسات من مؤلفي : شهريار من بغداد وشهرزاد من القاهرة

للتواصل مع الكاتب : ammaralbaghdadi14@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار عبد الكريم البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/15



كتابة تعليق لموضوع : من وحي شهريار وشهرزاد (80)  الحب الغاية (2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net