صفحة الكاتب : بيداء السعدي

الحجاب ثقافة وقيمة إسلامية
بيداء السعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تسوق بعض الأفكار هنا وهناك الى ان حجاب المرأة هو قتل لحقوقها وانه أضعف الايمان لا مبرر لارتدائه فهو اختيار وليس فرض لذا لابد من ان تكون المرأة حرة في ارتدائه او خلعه كما تريد ومتى تريد، ولكن، قبل الخوض في جدلية الحجاب، من سوق لهذه الأفكار ومن أي منبع جاءت لتصب بمجتمعنا بوابل هذه الأفكار التي لا أساس لها لا بمجتمعنا ولا بديننا الاسلامي؟  
الحجاب لغةً هو ما يحجب او يحول بين شيء وآخر ويمنع ظهوره، وهو أيضا الستر حَجبَ الشيء أي ستره، وفي الإسلام يعني الرداء، أي ملبس النساء المتعارف لدى القبائل العربية لغرض الستر واخفاء الشعر والجسد عن مرمى اعين الرجال  
وهناك نوعان متداولان منه الأول ما خفي تحته الجسد والشعر عدا الوجه والكفين والنوع الاخر هو ما يعرف بالنقاب وفي الحالتين يكون فضفاضا وغير شفاف، وهو فرض شرعي وضعه الدين الإسلامي الحنيف على المرأة المسلمة عند البلوغ ومن شروطه ما تقدم ذكره أي ان يكون حاجبا لأجزاء الجسم والشعر وفضفاضا بحيث لا يمكن ان يوصف جسم المرأة بعد ارتداءه.  
وجاء في الذكر الحكيم من كتاب الله جل جلاله، "يَا أَيُّهَا النَّبِى قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)، حيث أمر الله رسوله الكريم واخبره بتبليغ نساء المسلمين ان يرتدين الحجاب كما جاء وصفه بالذكر الحكيم من خلال مخاطبته عز وجل ان يبدأ بزوجاته وبناته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، كي لا يتعرضن للأذى والهتك ممن يعترضون طريق النساء، آنذاك، باللفظ او التجاوز.  
ويشير هذا الامر والذي ذكره القرآن الكريم الى إن قضية أن يكون جسد المرأة سافرا، أي بلا عباءة وكذلك بلا غطاء للرأس قد يعرضها لأن تكون فريسة للهتك ممن انحطت اخلاقهم وطمعت قلوبهم، لذا نجد ان الدين الحنيف اوجب على المرأة ما يضمن لها ان تكون مصون عن اعين الرجال وهي تؤدي فرائضها الحياتية او اعمالها التي كرمها الإسلام بها ان ضمن لها حق التعلم والعمل.  
وهناك شاهد آخر بسورة النور يأمر من خلاله الله تعالى المرأة بالحجاب "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِى الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "(31).  
 
من خلال ما تم ذكره وما جاء به القرآن الكريم نجد ان الثقافة الإسلامية والتي من ضمنها حجاب المرأة  يجعلها سيدة للنساء ويحفظ عفافها ويرفع من قدرها  ويحجبها من العقاب يوم القيامة اذ ان الحجاب فرض شرعي قبل ان يكون محورا من محاور الثقافة الإسلامية، لذلك لا غرابة اذا ما طن ذباب المشروع الصهيوني محاولا صدع الثقافة الإسلامية من خلال حجاب المرأة بين فترة واخرى، فما يشهده عالمنا اليوم من ثورات همجية ضد الحجاب كان دائما وعلى مر العقود الحديثة مثاراً فجميعنا يتذكر ما حصل بفرنسا قبل سنوات عندما تم منع المحجبات من ارتداء حجابهن في الجامعات او العمل، كما انه لن يكون الهجوم الأخير فالماكنات الصهيونية ومشاريعها الرذيلة دائما ما تسعى لضرب المنظومة الأخلاقية للمجتمع الإسلامي، إلا انهم في غفلة عن عمق هذه الثقافة الإسلامية وتجذرها كما انهم لا يعون أن للبيت رب يحميه، وعلينا نحن المسلمات ان نتثقف بثقافة ديننا ونفخر به كما تفخر الشعوب بدياناتها وان نقف بوجه من لا يريد الخير للمرأة المسلمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بيداء السعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/10/05



كتابة تعليق لموضوع : الحجاب ثقافة وقيمة إسلامية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net