الصراع الروسي الأوكراني يشهد تطورًا مفصليًا مع ضم موسكو 15 بالمئة من أراضي أوكرانيا

تطور مفصلي في الصراع الروسي الأوكراني المتواصل منذ شهر شباط الماضي، يتمثل بفقدان أوكرانيا 15 بالمئة من مساحتها مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة (30 أيلول 2022) ضم أربع مناطق أوكرانية إلى بلاده.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية “باتت روسية”، رغم التحذيرات من قبل كييف وحلفائها الغربيين.

وقال بوتين، في خطاب ألقاه، إن “ضم المناطق الأربع الجديدة للاتحاد الروسي يعبر عن الإرادة الشعبية للملايين، وإن سكان تلك المناطق باتوا مواطنين روسيين إلى الأبد”.

وأضاف أن “روسيا ستقوم بكل شيء للدفاع عن أراضيها”، داعياً نظام كييف الى احترام ما وصفه بالإرادة الشعبية.

وحضّ الرئيس الروسي كييف على وقف جميع عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وقال “ندعو نظام كييف إلى التوقف فورا عن القتال، ووقف جميع الأعمال العدائية.. والعودة إلى طاولة المفاوضات”.

وجاء إعلان الضم الروسي بعد إجراء ما وصفته موسكو بالاستفتاءات في المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها، خلال هجومها المستمر منذ أكثر من 7 أشهر.

وفي ظل تصاعد وتيرة الصراع الروسي الأوكراني، قالت روسيا، اليوم الجمعة، إنها ستعتبر الهجمات ضد أي جزء من مناطق أوكرانية توشك قواتها على ضمها، أعمالا عدوانية ضد موسكو نفسها، وذلك بعد أن أبلغ الرئيس بوتين مجلس الدوما الروسي بطلب هذه المناطق الانضمام رسميا لروسيا.

وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أن بلاده ستضم “بحكم القانون” أجزاء من أوكرانيا لا تخضع لسيطرة القوات الروسية ضمن تحركاتها لضم 4 مناطق في أوكرانيا.

ونقلت وكالة تاس عن رئيس مجلس الدوما الروسي قوله إن “بوتين أبلغ المجلس بطلب ضم دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا إلى بلادنا”

في المقابل، قالت الحكومات الغربية وكييف إن التصويت ينتهك القانون الدولي.

وفي ذات السياق، قالت سلطات خيرسون الموالية لروسيا إن جميع سكان المنطقة سيحصلون على جوازات سفر روسية السنوات الثلاث المقبلة.

وأوضحت أن الفترة الانتقالية لدمج خيرسون في روسيا ستكون 3 أعوام على الأقل.

إلى ذلك، تكبدت أوكرانيا خسائر بشرية فادحة جراء قصف روسي شمل مدنا عدة، في حين أفادت تقارير اليوم الجمعة، بمقتل مسؤول روسي كبير، وذكرت مصادر أن الولايات المتحدة تستعد لصراع طويل في أوكرانيا يتم تنسيق دعمه من خلال قاعدة عسكرية في ألمانيا.

ففي خيرسون، قتل نائب رئيس الإدارة الروسية لشؤون الأمن بقصف صاروخي أوكراني استهدف منزله.

أما في زاباروجيا، فنقلت رويترز أن 23 أوكرانيا قتلوا وأصيب 28 في قصف روسي على قافلة للمدنيين.

وقال حاكم المنطقة الأوكراني أولكسندر ستاروخ “العدو شن هجوما صاروخيا على قافلة مدنيين إنسانية ” مضيفا “هناك 23 قتيلا و28 جريحا”.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن انفجارات شديدة هزت الليلة الماضية ميكولايف جنوب أوكرانيا.

وأكد رئيس الإدارة الإقليمية في ميكولايف، فيتالي كيم، وقوع 7 انفجارات على الأقل، واتهم القوات الروسية بقصف مبنى مكونٍ من 9 طوابق في أحد الأحياء السكنية بالمدينة وألحق أضرارا بالغة به.

من جانبه، اجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقادة الجيش اليوم الجمعة لمناقشة خط تحرير الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا.

وقال زيلينسكي على تطبيق تيليغرام إن الاجتماع ناقش أيضا إمدادات الأسلحة فضلا عن الخطط الأخرى المحتملة لروسيا بعد غزوها لأوكرانيا.

في سياق متصل، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية عن مسؤولين عسكريين أميركيين أن الولايات المتحدة تستعد لصراع طويل الأمد في أوكرانيا، وتكثف إنتاج الأسلحة، مع مضاعفة التركيز على أنظمة المدفعية الصاروخية بعيدة المدى.

ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤول كبير بالبنتاغون قوله إنهم سيطلبون أنظمة راجمات “هيمارس” الجديدة من الشركة المصنعة، وسيستغرق تسليمها بضع سنوات.

ويمكن لمنظومة “هيمارس” العمل كراجمة صواريخ، أو منصة صواريخ باليستية متوسطة المدى، لكن الولايات المتحدة تزود أوكرانيا بمكونات الراجمة التي يبلغ مداها نحو 80 كيلومترا، دون المنظومة الباليستية.

وحسب “نيويورك تايمز” يستعد البنتاغون لوضع آلية لعمليات تدريب وتجهيز الجيش الأوكراني، بما يعكس التزام الإدارة الأميركية بدعم هذا البلد على المدى الطويل في الحرب مع روسيا.

ووفق المسؤولين، فإن هذه الآلية ستكون تحت قيادة واحدة وجديدة مقرها ألمانيا، على أن يرأسها جنرال أميركي رفيع المستوى.

وهذا المقترح قدمه قائد القوات الأميركية بأوروبا كريستوفر كافولي إلى وزير الدفاع. وفي حال تم اعتماد هذه الآلية، فإن القيادة الجديدة سترفع تقاريرها إلى الجنرال كافولي، وستتولى تنفيذ القرارات التي اتخذتها مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا التي تتكون من 40 دولة.

ويأتي ذلك مع تواصل الصراع الروسي الأوكراني، حيث نشبت الحرب بين البلدين في شباط الماضي بعد اتهامات موسكو لكييف بالتضييق على السكان الروس في المناطق الشرقية من أوكرانيا معتبرة ان كييف تحاول تهديد الأمن القومي الروسي عبر السعي للانضمام لحلف الناتو، في حين تنفي كييف المدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، اتهامات موسكو وتندد باجتياح روسيا لأراضيها متهمة اياها بانتهاك القانون الدولي.

الموضوع السابق ارتفاع عدد الإصابات بمرض الكوليرا في سوريا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat