صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

ما الذي استفاده الشعب من زيادة الإيرادات ؟!
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السؤال الذي وضعناه عنوانا لهذه المقالة ، غالبا نسمعه مرات ومرات من قبل عامة الناس ، فاغلب العراقيين قد عانوا ما عانوه من الفقر والنقص في القدرات الشرائية والذي تزامن مع مجيء حكومة تصريف الأعمال ، فقد استهلت أعمالها بالتصريحات التحذيرية من وزير ماليتها ( المستقيل ) حين خاطب الشعب بان الحكومة عاجزة عن توفير الأموال لتسيير الأمور ومنها صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين والمشمولين بالرعاية الاجتماعية وغيرها من الفئات وفي توفير متطلبات اغلب الخدمات ، وبسبب تلك الطروحات وافق مجلس النواب على قانون الاقتراض تحت مسوغ توفير الأموال لموجهة الحرج في تغطية نفقات الموازنة الاتحادية  التي بلغت تقدير نفقاتها 130 تريليون دينار ، واستجابة لطلب حكومة تصريف الإعمال ولكي لا يواجه البلد عجزا كالذي أوصفته وفصلته في ( الورقاء البيضاء ) تم اعتماد أرقاما تشاؤمية لسعر تصدير النفط الذي جعلوه 45 دولار للبرميل كما جاء في المادة ( 1-أولا- أ ) من قانون الموازنة الاتحادية رقم 23 لسنة 2021 ، ولم يكتفوا بذلك فقد أضافوا ضيما آخرا للشعب بجعل سعر صرف الدولار 1450 دينار بموجب الفقرة ( ب ) من المادة أعلاه ، وقد تسببت ( الصدمة كما سموها ) بصعوبات ومعانات معيشية لأغلب فئات الشعب انعكس عنها ارتفاع أسعار السلع والخدمات بنسب تتراوح بين 25- 50% على الأقل  وتعطيل تنفيذ المشاريع وتوقف اغلب الأعمال وإصابة المنتج المحلي بالصميم  ولم يتحقق شيئا للشعب غير الضرر ومزيدا من شد الأحزمة على البطون ، وبعد نفاذ الموازنة التي تأخر إصدارها لشهور بدأت أسعار النفط بالصعود التدريجي حتى وصلت لأكثر من 100 دولار للبرميل كما زادت حصة صادرات العراق من التصدير بموجب قرارات اوبك + وتزامن مع ذلك أيضا الإعلان عن توقف العراق عن دفع تعويضات حرب الكويت التي كان بمقدارها 4 مليارات دولار كل عام نظرا لتسديدها بالتمام والكمال ، وتوقع الناس أن تتحسن أمورهم وان تراجع الحكومة قراراتها الاحترازية لتعود الأسعار والأمور لحالها السابق على الأقل وان يعاد النظر في توزيع الموارد لإشباع البطون الخاوية التي تعاظمت فيها نسبة الفقر بموجب إحصاءات وزارة التخطيط ، ورغم إن الإيرادات النفطية سجلت أرقاما لم تشهدها منذ سنوات الاان الوضع لم يتغير  ولم بشهد الشعب بوادر التحسن بمختلف المجالات فالموازنة الاستثمارية محدودة التخصيصات والتقدم في الاعمار والبناء يشهد نموا ضعيف ، والحكومة عجزت عن تقديم الموازنة الاتحادية قبل الانتخابات بوجود مجلس النواب وبذلك تم الدخول بعام 2022 بوضع أسوا من قبله لان الصرف تم بمعدل 1 12 من المصروف الفعلي لعام 2021 والحكومة لم تصرف كامل تخصيصاتها لعام 2021 التي قدرت ب130 تريليون لتأخر صدور الموازنة وإيقاع أدائها البطيء .

ومن المحزن فعلا أن يعيش الشعب حالات من الفاقة والفقر والتضخم وارتفاع الأسعار ومصادرة قدراته الشرائية نتيجة تغيير سعر صرف الدولار رغم التحسن الكبير في إيرادات النفط التي وصلت ل19 مليار دولار في شهري تموز آب الماضيين ( عدا واردات إقليم كردستان ) ، فلم يصدر أي قرار بمكافأة او إنصاف الشعب بإعادة سعر صرف الدولار او تحسين الرواتب للمتقاعدين وللموظفين وتحسين معيشة محدودي ومعدومي الدخل او تنشيط الاقتصاد بمختلف القطاعات ، فكل ما صدر هو قانون الطوارئ والأمن الغذائي الذي تحوم حوله بعض الشبهات والذي تجاوز عنوانه بكثير ، فما خصص للبطاقة التموينية والمشمولين بالحماية الاجتماعية اقل بكثير من إجمالي المبلغ المخصص لهذا القانون  ، وفي ظل الترقب بان تنعكس زيادة الإيرادات على عموم الشعب حصل ( الانسداد ) السياسي وتوقف إصدار موازنة 2022 وربما يمتد الأمر لموازنة 2023 ، ولم تنفك التصريحات المفرحة عن الغنى الذي أصاب العراق والثروات التي دخلت خزائنه تنشر باستمرار بتقارير صندوق النقد الدولي ومؤسسات البلاد ، فقد أعلن البنك المركزي العراقي بأن احتياطي النقد الأجنبي ارتفع إلى أكثر من 85 مليار دولار وهو أعلى مستوى منذ 2003 و من المتوقع أن تصل هذه الاحتياطيات إلى 90 مليار دولار بنهاية هذا العام ، كما ارتفعت كمية ما يملكه من الذهب ليبلغ 130 طنا ليحتل المرتبة الـ30 عالميا والرابعة عربيا .

 ويا لها من فرحة ما بعدها من فرحة أن نكتنز كل هذه الأموال ورغيف الخبز أصبح حسرة على البعض لأنه ارتفع إلى 250 دينار وتغيرت كلمات أغنية ( صمون عشرة بألف ) لتتحول إلى 6 بألف مع إنقاص الوزن ، كما إن أسعار العقارات ارتفعت لثلاثة أضعاف وقد لحقت بها الإيجارات ، وأصبح كل شيء صعبا في حياة اغلب العراقيين فالمعيشة تتجه لتعقيد تصاعدي وكل التفاصيل بحالة تراجع لان ارتفاع التكاليف والأسعار للسلع والخدمات هو ما يسود حاليا وكل ما يقال عن الرقابة على الأسواق هو مجرد ( فزعات محدودة التأثير ) ، وما يخشاه الكثير من أبناء الوطن  أن تنتهي أزمة الطاقة عالميا والتي انعكست بالنفع لمنتجي النفط وزادت معها إيراداتنا التي تعتمد 95% منها على صادرات النفط والشعب لم يجني أية فائدة من هذا الارتفاع ، فلحد اليوم لم يدخل بجيوبهم دولار لان  ما يتردد هي أرقام بالمليارات فحسب ، والشيء الآخر الذي يخاف منه البعض هو أن تمضي الأشهر والسنوات بدون موازنة مما يعني الاستمرار بصرف 112 من مصروفات 2021 ، ثم يأتي يوما يقولون فيه إن الاحتياطيات انخفضت وان هناك تغييرات ستجعلنا بحاجة للاقتراض ، وبذلك تتبخر المليارات كما تبخرت المئات منها قبل سنوات ، وهو ليس أمرا مستبعدا فالأيام والسنين تمضي وحال المواطن (من غير فئة المستفيدين) لم تتحسن رغم القفزات في الإيرادات ، وما يؤكد خشيتهم إن الحسابات الختامية لما بعد 2013 لم تخضع للمصادقة بعد وان كنا في نهاية 2022 رغم التغير في الحكومات والبرلمان ، ولا نخفيكم سرا إن البعض بات أكثر قلقا من ذي قبل رغم الزيادة الحاصلة بالإيرادات ،  سيما بعد رفع أسعار البنزين المحسن وغاز السيارات ورسوم المعاملات واستمرار الانسداد لأمد غير معلوم .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/24



كتابة تعليق لموضوع : ما الذي استفاده الشعب من زيادة الإيرادات ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال

 
علّق سنان السعداوي الاسدي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : الله حيوا رجال بني أسد في السعديه.

الكتّاب :

صفحة الكاتب : جمعة الجباري
صفحة الكاتب :
  جمعة الجباري


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net