صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 7)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جاء في موقع الحكيم عن ظواهر مذهبية للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: نرى كثيراً من شيعة أهل البيت أعزهم الله عندما يكتبون كتابة أو لوحة فيها اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسم الإمام علي عليه السلام فإنهم يكملون ذلك بكتابة لفظ الجلالة، حتى باتت هذه الظاهرة تشكل ثالوثاً شيعياً محل طعن الآخرين ، فنرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا هل أن ذلك يشكل توهيناً للباري عزَّ وجل لأنه لا يقرن بأي مخلوق مهما كانت درجته أم ماذا ؟ الجواب : ليست في الكتابة المذكورة توهين للذات المقدسة، لأن الكتابة المذكورة عبارة عن الانتماء لله، وإكمال هذا الانتماء بذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، وكما لا يكون الاقتصار على ذكر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عند الآخرين يشكل ثنوياً مقدساً كثنوية المجوس، فإلحاق أمير المؤمنين عليه السلام بهما لا يشكل ثالوثاً مقدساً كثالوث النصارى. ولا توهين على الباري عزَّ وجل في إلحاق عبديه المقربين عنده عند ذكره تكريماً لمن كرمه هو عزَّ اسمه، ولذا تكرر في القرآن المجيد الأمر بإطاعة الله تعالى ورسوله في سياق واحد والمدح لمن يطيعهما. كما أمر الله سبحانه وتعالى بإطاعته هو ورسوله وأولي الأمر في سياق واحد فقال: "وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ" (التوبة 74) ، و قوله تعالى "أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء 59). وألحق عزَّ من قائل الإحسان للوالدين بالتوحيد في مواضع كثيرة من القرآن المجيد . كل ذلك لأهمية شأن ما ألحقه من دون أن يلزم منه توهين عليه عزَّ اسمه، وقد أردنا بإلحاق أمير المؤمنين عليه السلام به تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم التأكيد على أنا كما ذكرنا الله تعالى إشعاراً بكوننا موحدين وذكرنا رسوله إشعاراً بكوننا مسلمين ذكرنا أمير المؤمنين عليه السلام إشعاراً بكوننا مؤمنين غير منافقين، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أن لو لا علي عليه السلام لما عرف المنافقون، وأنه لا يحب علياً عليه السلام إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، ومن الطبيعي أن يغيض ذلك المنافقين وتضيق صدورهم منه، فيرمونا بالعظائم، ويهرِّجون علينا بما نحن منه براء.

في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: إن من أعظم الواجبات وآكدها التفقه في الدين، وتعلم أحكامه في العقائد والعمل، فقد حثّ الشارع الأقدس على ذلك مؤكد. قال الله تعالى: "وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" (التوبة 122). وفي نصوص كثيرة أن طلب العلم فريضة على المسلمين. وفي صحيح مسعدة بن زياد: (سمعت جعفر بن محمد عليهم السلام وقد سئل عن قوله تعالى: "فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ" (الانعام 149) فقال: إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: أ كنت عالم؟ فإن قال: نعم، قال له: أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال: كنت جاهل، قال له: أفلا تعلمت حتى تعمل؟ فيخصمه. وذلك الحجة البالغة). وفي حديث المفضل: (سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله، ولا تكونوا أعرابا. فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً). وفي صحيح أبان بن تغلب عنه عليه السلام قال: لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا. إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة.

جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: يكون عزاء لكم وسلوة عن مصائبكم ومحنكم، ويرفع معنوياتكم، ويشد من عزائمكم ويزيدكم صبراً وثبات، وصلابة وتصميم، فإنهم صلوات الله عليهم خير قدوة لكم، وأسمى مثل وأفضل أسوة. وقد ورد في نصوص كثيرة أن من أصيب بمصيبة فليذكر مصابه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنها أعظم المصائب. وفي حديث أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: (قال: إن إسماعيل كان رسولاً نبياً سلط الله عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من عند رب العالمين، فقال له: ربك يقرؤك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك. وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين عليه السلام أسوة) وقد صدق من قال: أنست رزيتكم رزايانا التي سلفت وهونت الرزايا الآتية. وخصوصاً إذا نظرتم إلى عاقبة تلك المصائب والمحن التي كتبها الله تعالى عليهم حين استسلموا لها وصبروا عليه، ورأيتم كيف صارت العاقبة لهم، فنصرهم الله تعالى على عدوهم، بأن أبقى ذكرهم، وأحيى أمرهم، ورفع شأنهم، وأعلا نورهم، حتى طبق الأرض وملأ الخافقين. وباء الظالمون بالفشل الذريع والعاقبة الوخيمة والخيبة والخسران واللعنة الدائمة في الأرض والسماء. وتذكرتم قول عقيلة بني هاشم زينب الكبرى صلوات الله تعالى عليه للإمام زين العابدين عليه أفضل الصلاة والسلام وهي في قمة المأساة حين مروا بهم على شهداء كربلاء وهم موزعون على وجه الأرض: (ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة، لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة، فيوارونه، وهذه الجسوم المضرجة. وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء عليه السلام لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام. وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علوا). وقولها ليزيد وهي أسيرة في مجلسه: "فكِد كَيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرن، ولا تميت وحين، ولا تدرك أمدن، ولا ترحض عنك عاره. وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم يناد المناد: ألا لعنة الله على الظالمين). وقد صدق الله عز وجل حين يقول: "فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ" (هود 49).

جاء في كتاب فاجعة الطف للمؤلف السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره: الدولة بتركيبتها معرضة للضعف والانهيار: الأول: أن مثل هذه الدولة المبنية على الاستغلال والظلم والجبروت والقهر، وعلى عدم الانضباط في نظام الحكم، معرضة للصراع والضعف والانهيار، كما انهارت الدول بمرور الزمن مهما كانت قوته. ولأن يكون الصراع داخل الدولة بين الحق والباطل، وتمتاز إحدى الفئتين عن الأخرى، خير من ضياع الحق وموته بمرور الزمن، ثم يكون الصراع بعد ذلك بين فئات الباطل المختلفة من أجل الاستيلاء على السلطة من دون هدف ديني أو إنساني نبيل. لا أهمية للدولة العربية في منظور الإسلام: الثاني: أن كون الدولة عربية لا أهمية له في منظور الدين الإسلامي العظيم، بل لا يخرج ذلك عن منظور جاهلي حاربه الإسلام، وشدد في الإنكار عليه، ونبذه. وهو عدوان في حقيقته على الإسلام، الذي قام عليه كيان الدولة، وسرقة منه. فإن كون العرب هم الحاكمين في تلك الفترة باسم الإسلام شيء، وكون الدولة عربية شيء آخر. فهو نظير ما ينسب لبعض الأمويين من قوله عن سواد العراق: (إنما هذا السواد بستان لأغيلمة من قريش). وما ينسب للتعاليم اليهودية المحرفة من أن الدين اليهودي مخصص لصالح بني إسرائيل ويقر امتيازاتهم على بقية الشعوب. لو شكر العرب النعمة: نعم لو أن العرب شكروا نعمة الله عز وجل ولم يخرجوا بالسلطة عن موضعها الذي وضعها الله تعالى فيه، وأوفوا بعهد الله سبحانه الذي أخذه عليهم، لأبقى الله جلّ شأنه عزهم فيهم، ولحملوا دعوة الله عز وجل للأمم، وانتشر الإسلام بحقه وحقيقته وعدله واستقامته وخيره وبركته، بعيداً عن الانحراف والاستغلال والمحسوبيات. ولعمّت لغة العرب الدني، لا لأنها لغة العرب، لتتحسس منها الشعوب الأخرى، بل لأنها لغة الدين العظيم والقرآن المجيد والسنة الشريفة، بما في ذلك الأدعية والزيارات الكثيرة. وبذلك تهمل الفوارق تدريج، وتموت العصبيات. ويكون للعرب شرف ذلك كله، ويكسبون احترام العالم ومودّته. لكنهم أخطأوا حظهم، وضيعوا نصيبهم، و "بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ" (ابراهيم 28). وإنا لله وإنا إليه راجعون. ولله أمر هو بالغه. إظهار دعوة الإسلام الحق أهم من قوة دولته: أما كون الدولة إسلامية فهو من الأهمية بمكان، خصوصاً في تلك الظروف، حيث تكون سبباً في حفظ كيان الإسلام، وإيصال دعوته الشريفة للعالم، كما حصل فعل. ولذا تقدم أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ترك الصراع مع القوم لاسترجاع حقه حفاظاً على كيان الإسلام العام. إلا أن من أهم الثمرات المطلوبة من بقاء الكيان الإسلامي العام هو تحقيق الأرضية الصالحة لإيصال الإسلام الحق للمسلمين، بل للعالم عامة وتعرفهم به. فلا معنى للتفريط بهذه الثمرة حذراً من ضعفٍ مؤقت في قوة الدولة الإسلامية التي هي في مقام تحريف الدين وتضييع معالمه. بل يتعين إيقاف الدولة عند حدّها والسعي لسلب شرعيته، لتعجز عن تحريف الدين وتضييع معالمه. ثم تترك لتقوي كيانها باسم الإسلام، من دون أن تقوى على التدخل في الدين، لحفظ معالمه، واتضاح ضوابطه، مع ظهور دعوة الدين الحق، وقوته، وسماع صوتها في ضمن الكيان الإسلامي العام. وهو ما حصل بجهود أهل البيت صلوات الله عليهم، وفي قمتها نهضة الإمام الحسين عليه السلام التي انتهت بفاجعة الطف المدوية الخالدة. والحاصل: أنه قد كان لفاجعة الطف التي ختمت بها نهضة الإمام الحسين صلوات الله عليه الذي هو المسؤول الأول في المسلمين في هذا المفصل التاريخي من مسار السلطة، والوضع الحرج الذي يمرّ به الإسلام، ضرورة ملحة من أجل التنفير من السلطة المنحرفة، وسلب الشرعية عنه، لدفع غائلتها عن الإسلام، ومن أجل إيضاح معالم الدين والتذكير بضوابطه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/09/04



كتابة تعليق لموضوع : اشارات المرجع السيد محمد سعيد الحكيم قدس سرة عن ائمة اهل البيت والقرآن الكريم (ح 7)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net