صفحة الكاتب : جاسم محمد كاظم

هل اصبح مايسمى (بالشهيد ) هو الخاسر الاكبر في العراق ؟
جاسم محمد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد تكون كلمة الشهيد من اشد الكلمات التباسا بدالها ومدلولها في كل التاريخ الاسلامي العروبي بصورة عامة و العراقي بصورة خاصة بقديمة وحديثة . والشهيد تلك الكلمة التي ذكرت اول مرة في العهد القديم لتؤكد بدلالة قطعية بان اللة وملائكتة قد شهدت بالجنة لكل من يضحي في سبيلة . واخذت المسيحية نفس المدلول في انجيلها وبشرت اتباع العهد الجديد بنفس البشارة وان كانوا قد تمردوا على احكام التوراة .ولم يختلف القران عن سابقية بالوفاء لكل من يضحي في سبيل اللة \"ان اللة اشترى من المؤمنين انفسهم \" ومقابل تلك الانفس المباعة تكون الجنة هي الثمن . ومع انقسام الاسلام الى اكثر من مئات الفرق المتخاصمة كان معنى الشهادة يلتبس حين تقاتلت هذة الفرق مع بعضها البعض وكل منها يدعي الشهادة لاصحابة والنار للطائفة الاخرى . وحين سال \"الامام علي \" بعد موقعة الجمل عن مصير القتلى من الجانبين  ايا منهم في النار وايا منهم في الجنة كان جوابة \"ان كل من قاتل في سبيل اللة فهو في الجنة \" . ومع اختلاف شكل اللة وصورتة في منظور  كل فرقة اسلامية  كان اللة ياخذ شكل الفقية وتصورة حتى كان الاسلام في اخر امرة بلا شهادة حقيقية ..ومع ان كل الامم حتى الوثنية منها  والتي لاتؤمن بالدين  تحتفل بذكرى شهدائها ومضحيها ففي كل عام يضع الرئيس الاميركي بنفسة باقات الورود على مثوى اولئك الذين سقطوا عام 1775 من اجل استقلال اميركا عن مستعمرها الانكليزي . واشتطرت اسرائيل على مصر نصبا بشكل امراة مقطعة اليدين منتصبا في تراب سيناء يخلد ذكرى ابطالها الشهداء مقابل انسحابها من تلك الارض وان تبقى هذة المنطقة اسرائيلية الملكية الى الابد .الا ان مايسمى  بالشهيد والمضحي في العراق كان هو الخاسر الاكبر حين لم يعترف بة احد حين تنقلب السلطة على نفسها راسا على عقب. ولو عاد هذا الشهيد الى الحياة يوما ما  لمات كمدا وحزنا واخذتة الحسرة  لانة ضحى باغلى مالدية من اجل لاشي حين لم يخلدة ولم يذكرة احد من وطنة  . وبقي هذا السؤال محيرا وبلا اجابة حين تتناسى كل السلطات المتعاقبة على مقود السلطة وصولجانها كل المضحين في هذا البلد حين يكون تاريخ التضحية محصورا بزمن السلطة السابقة وتسقط كلمة الشهادة ويسحب شرفها عن مضحيها  بعد ان تتبدل السلطة  .فلم يعرف العراقيين الان ماهو مصير اولئك الجنود  الذين سقطوا في  حرب  تشرين  عام 1973  او الذين  ضحوا بانفسهم   في جبال كردستان   جبال كردستان ايام ثورة الشعب الكردي. ولم يفتي أي مرجع ديني او فقية هل هؤلاء من الشهداء ام لا ؟ واذا كان هؤلاء الجند في خانة الشهادة فما هو مصير الثوار الاكراد حين تصدوا لتلك السلطة الغاشمة ودافعوا عن النفس والارض ؟ فليس من المعقول ان يكون الكل شهداء يجلسون على سرر متقابلين سوية في جنان الخلد بلا خصام . وهكذا كان الدم العراقي يضيع هبائا وبلا مقابل او ذكرى . وتكرر نفس المشهد مع اولئك الذين سقطوا على بوابة الشرق ايام حرب الثمان سنوات مع الجارة ايران وسحب منهم ذلك الشرف بعد ان تبدلت مقاليد السلطة واصبحوا في نظر السلطة الجديدة \" من المغرر بهم\"  وليسوا من الشهداء وتم اعطاء القابهم الشرفية وامتيازاتهم المالية لكل \"خائن\" او \"عميل\" بنظر سلطة البعث الراحلة بنسبيات عجيبة لم يشهدها كل تاريخ المعمورة بقديمة وحديثة . ومع حدوث بوادر الاقتتال الطائفي في العراق كانت كل فرقة تنعت مضحيها بالشهداء وتخلدهم بايام\" وطنية \" حتى اصبح لكل فرقة يوم للشهيد . ولم يحسم دين الاسلام بشقية الشيعي والسني واحدة من اهم المسائل الشائكة هل من يسقط من العراقيين برصاص قوات العم سام من الشهداء ام لا ؟ وهل تعترف كل فرقة بهذة الشهادة للغير ام لا وهل تترتب لها حقوق شرعية في نظر السلطة ؟ ومع هذا التذبذب بين حروب السلطة والشهادة كان العراقي هو الخاسر الاكبر لانة صدق ببلاهة وهم السلطة وشعاراتها الخاوية على الدوام حين خسر حياتة من اجل الجلاوزة و المتسلطين المتاجرين بدمائة ونفسة . . ولا احسب احدا من العراقيين بعد الان مستعد للتضحية بنفسة من اجل أي جلواز او سلطة قادمة مهما كان شكلها منذ ان بدا العراقيون يسلمون انفسهم بالجملة الى قوات العم سام ويجوبون السفارات وكل الطرق بحثا عن مهرب بديل في ارض الغرب وقد ياتي يوما ما يكون هذا \"العراق\" اعزلا وبلا مدافعين عن ترابة حين تجوبة كل سنابك خيول الفاتحين من مختلف الاصناف والاشكال شرقا وغربا شمالا  وجنوبا   .
 
  
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسم محمد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/09



كتابة تعليق لموضوع : هل اصبح مايسمى (بالشهيد ) هو الخاسر الاكبر في العراق ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net