صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

تغيير الخطاب الاسلامي وليس تجديده
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الاسلام جديد يتجدد مع الزمان وهو بحاجة لعقول تكشف هذا الجديد لا ان بحجة التجديد الطعن بالثوابت والعقائد

نعم من حق كل طائفة او دين او حزب الدفاع عن ما يتبنى من افكار لاثبات احقيته فيما يعتقد ، وللدفاع اسلوب يجب ان يتغير حسب ما يتغير في الطرف المستهدف ، فليس من المنطق الدفاع عن شخص يجهل الاخر صفاته .

نحن الشيعة الامامية لنا عقائد ومبادئ نلتزم بها وندافع عنها ومنها الامامة والعصمة وبعض الصفات الالهية وغيرها والاكثر جدلا هي الامامة والتي الفت الاف الكتب لاثبات الامامة ووصية الرسول للائمة عليهم السلام، هذا ناهيكم عن المحاضرات والمجالس والحوارات والمناظرات بهذا الخصوص وهذا محور مهم، ولكن ارى ان هنالك جانب مهم يجب اثباته وتعريف الاخرين به حتى نتمكن اقناعهم بالامامة والعصمة فاذا كان يجهل ثقافة وتراث الائمة عليهم السلام فكيف يفهم الامامة وهي التي تعني الحاكمية .اذا كان يجهل تراث الامام علي او الحسن او الحسين اوالائمة من ذرية الحسين عليهم السلام جميعا فكيف اثبت له انهم الاحق بالامامة؟

نقول الامامة من الله عز وجل وهم يقولون اي الحكام انهم نصبوا بامر الله عز وجل ( الخلافة قميص البسنياها الله ) وغيرهم المتوكل بالله والمعز بالله والمؤيد بالله والمنصور بالله وووووكلها بالله ، وعليه فهم لا يخالفون الامامة بقدر خلافهم مع صفات الامام ، واغلب كتب السير والتاريخ التي دونت ايام الدولة الاموية والعباسية فانها تهمش وتخفي تراث اهل البيت عليهم السلام وهذا هو الذي يدعم ويثبت معتقداتنا في اهل البيت فاذا تم اخفائه بماذا نتسلح ؟ ، الامام الرضا عليه السلام يقول :( لو علموا محاسن كلامنا وعلومنا لاتبعونا) هذا الجانب المهم ، والاهم هو اختيار المقولة والمعلومة التي تتفق وثقافة الاخرين وليس تسليط الضوء والدفاع عن المعاجز التي يرفضها العقل المادي اليوم .

لذا تجد اغلب كتب السير والتاريخ لا تتحدث عن تراث اهل البيت عليهم السلام واما الذين يعتنقون الاسلام فذلك لاحد سببين في الاغلب الاعم اولا الاطلاع على علوم القران وبالنتيجة اغلب الذين اعتنقوا الاسلام لديهم استنتاجات علمية رائعة من القران لا تخص الطائفية ولا السيرة ، فهذا العالم كيث مور الكندي اكبر جراح وخبير في الاجنة بسبب اية تكوين الجنين اعتنق الاسلام ، هذا نموذج من مئات العلماء ، والسبب الاخر لاعتناق الاسلام هو الشعور بالفراغ الروحي فيحاول الملحد او من لا يعرف الاسلام البحث عن ما يطمئن الروح فيجد ضالته في الدين الاسلامي .

هؤلاء المسلمون الجدد من المؤكد ستكون لهم رغبة وحب الاطلاع على التاريخ الاسلامي ولان كثير من الكتب التي تحوي الكثير من الخزعبلات او تهميش صوت الحق فانها لربما تجعلهم يعيشون صدمة من الاسلام بسبب الدسائس في التاريخ الاسلامي .

فانت ايها الامامي حصن خطابك وابتعد عن النقاشات ومحاور المواضيع التي تريد اثباتها ( الامامة والعصمة والمعاجز وما شاكل ذلك ) وركز على علوم وثقافة اهل البيت بانتقاء احاديثهم ورواياتهم التي تتفق وثقافة العصر لا تتحدث عن الطائر المشوي ولا تصر  لتثبت اللعن ، ولا تتغنى بخوارق لا يفهمها ولا يؤمن بها ممن ايمانه ضعيف ، لا اشكك بها بل اقول  ليس وقتها .

هنالك من اسلم واتبع مذهب اهل البيت عليهم السلام بفضل الشعائر لانهم من العقلاء وبحثوا عن الاسباب ولم يلتفتوا الى مفردات الشعائر وبعد توصلهم للحقيقة فانهم امنوا بثقافة اهل البيت عليهم السلام لكنهم لا يؤدون الشعائر ، وفي نفس الوقت هنالك من استخدمها كدليل على الطعن في الاسلام عموما والشيعة خصوصا .

لاحظوا العلمانيين المسلمين يتشبثون بروايات يؤسف لها موجودة في كتب الصحاح وابن تيمية وجاءت مشايخ الوهابية لتزيد من هذه الانتكاسة بفتاوى لا تليق بالاسلام .

الاسلام السياسي او التشيع السياسي هذه بدعة من بهلوانيي السياسة تنطلي على الفارغ علميا وثقافيا بتراث الاسلام وهنا ياتي تاكيدنا على انتقاء مفردات التراث الاسلامي الصحيحة التي تثبت العقائد .

ملحد لا يؤمن بالله عز وجل فيتعصب عليه شيخ ازهري ليقول له بان الله سيرميك في جهنم فيضحك الملحد ليرد عليه عندما اؤمن بوجود الله سيكون ما تقول ، هذه ثقافة الحوار !!!! .  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/21



كتابة تعليق لموضوع : تغيير الخطاب الاسلامي وليس تجديده
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net