هل السبب بالخطيب أم بصاحب المجلس؟!!
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صلاح عبد المهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكلَّم بعضُ النَّاسِ في بعض الخُطباءِ, وحقَّ لهم ذلك, فإنَّ هذا البعض كان يُتاجرُ بالقضيَّة الحسينيَّة - على الصَّادع بنهضتها - الصلاة والسَّلام -
ولكن ليس السببُ في الخطيب, وإنَّما السببُ في صاحب المجلس الذي يأتي بخطيبٍ غير مؤهَّلٍ للخطابة, ولشرف إرتقاء المنبر الحسينيّ.
وإذا كان صاحبُ المجلس رجلاً بسيطاً لا يستطيع التمييز بين الخطيب المصقَّع والخطيب العيّ, والخطيب العالِم والخطيب الجاهل فلِم لا يسأل أهل العِلم عن الخطباء الجيدين؟
وعلى أيَّة حالٍ , هذا شهر الدَّمعة, يحسن بصاحب المجلس أن يختار خطيباً يتميَّز بالصوت الشجيِّ الجميل, والنَّواح المُبكي, والإلمام الواسع بتاريخ عاشوراء وفضائل أبطاله , ورذائل معسكر الأعداء وتاريخ أشخاصه.
ولقد أحزنني أنني حضرتُ بعض المجالس فوجدتُ الخطيب ينسبُ مقولة (لمَّا سكتَ أهل الحقِّ عن حقهم ظنَّ أهلُ الباطل أنَّهم على حقٍ) للإمام عليٍّ - عليه السلام - وليت شعري ألا يملك ذوقاً أدبياً يميّز به الكلام البليغ عن غيره, والأبلغ عن البليغ؟
ألا يملك نحواً فيرفع خبر (إنَّ) الذي نصبه لمَّا قرأ آيةً كريمةً من كتاب الله؟
ألا يملك حسَّاً شعريَّاً فينتبه للخلل العروضيّ في الشعر الذي ينوح به في خاتمة المجلس ومقدّمته؟
وليت من له القدرة من العلماء الخطباء المخلصين أن يُعرِّفَ الخطباءَ المغمورين من ذوي العلم والتحقيق, والأداء المُشجي الحزين للنَّاس من أصحاب مآتم الحزن, ليأخذوا دورهم في الارتقاء بالمنبر الحسينيّ, فبحمد الله, ماتزال النَّجفُ الأشرفُ موئل العلم, ومعدن التحقيق, ومن خرَّجَ الشيخ المرحوم أحمد الوائليّ, والسيد الشهيد جواد شبر, والشيخ صالحاً الدجيلي - رحمهم الله جميعاً - تُخرّج أمثالهم وأحسنَ منهم, ولكن فتِش ففي الزوايا خبايا, وفي الصناديق جواهر .
سدَّد الله خطى خطباء المنبر الحسينيّ, بما بذلوا من جهدٍ جهيدٍ في إسماع واعية أبي الشهداء من طفّ كربلاء, ورفع قدرهم, وزاد في شرفهم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat