صفحة الكاتب : ميس الخفاجي

عاشوراء والاعلام
ميس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اهتمت وسائل الاعلام بقضية عاشوراء كونها قضية اسلاميه و انسانية و وجدانية، لما لها من تاثيرات على الشخصية الاسلامية والعربية.

حيث تناول البعض كيفية التعامل مع هذا اليوم وهل ان يوم عاشوراء يخص فئة معينة ام لجميع فئات المجتمع، بينما اهتمت اخرى بالشعائر الحسينية التي تقام بهذه المناسبة وتاثيرها على سلوك الشباب، واخرى مزجت بين الاحداث الماضية واعادتها في الزمن الحالي باختلاف التاريخ والمكان والاشخاص.

وفي سياق هذا التسابق مابينهم في تغطية هذه الذكرى الاليمة نجد بعض وسائل الاعلام  العربية تجاهلت هذا الموضوع بشكل واضح ولم تتطرق اليه نهائياً.

ولايخفى على أحد لما للاعلام من دور مهم في هكذا مناسبات دينية.
وكما قال احد الادباء " ماقُتل الحسين الا بأعلام ال امية وما خُلد ألا بأعلام الحوراء زينب" وهذه المقولة تنم عن حقيقة مهمة والتفاتة كبيرة بأن للاعلام دور مهم واساسي في بناء الشخصية او قتلها بل بإثبات الحقائق او نفيها او تشويهها.

ونحن على اعتاب ذكرى عاشوراء واستذكار حركة الامام الحسين بن علي ( عليهما السلام) النهضوية التي لم تكن كسائر الحركات الثورية على مدى الازمنة والعصور فهي تنحصر فيه وفي اهل بيته سلام الله عليهم أجمعين نوعاً وكماً وتجسيداً.

حيث لم يكتب او يتحدث التاريخ عن معركة خيضت بطريقة التضحية بالنفس والاهل ( حتى الرضع منهم) والأقربون.

من اجل رفع كلمة الحق وتثبيت كلمة السماء.

وكأحدى المنجزات التي قدمتها لنا ملحمة عاشوراء، هو الأعلام المنصف والشجاع في مقارعة الطغيان والاستبداد فمسيرة الامام الحسين ( عليه السلام ) بدأت منذ اعلانه البيان الاول في مدينة جده رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) والذي تمثل برسالته عليه السلام الى اخيه محمد بن الحنفية (رض) وهو ذات الاعلان والاعلام الذي جلب تلك النخبة الطيبة التي ليش لها مثيل على وجه الارض من آل عبد المطلب ومن تشرف برفقتهم من الاصحاب الاخيار حيث يقول في مضمون الرسالة ( إني لم اخرج اشراً ولابطراً ولامفسداً ولاظالماً، وأنما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي محمد، ألا ترون ان المعروف لايأمر به وأن المنكر لايتناهى عنه...) 

وقد اشتركت السيدة زينب ( عليها السلام) بمسألة التوجيه والارشاد وتوضيح مقاصد واهداف الثورة الحسينية حيث احدث ثورة زلزالية مشابهة للحدث في عاشوراء فتكاملت الرسالة الاعلامية للثورة الحسينية وكما قالت هي عليها السلام للملعون يزيد ( والله لن تمحو ذكرنا ) وهو ماحصل فعلاً بفعل التأثير الاعلامي للثورة الحسينية.

وفي قبال ذلك كانت الماكنة الاعلامية للامويين عبارة عن فوضى اعلامية مبنية على تزييف الحقائق وتمجيد اعمى لأمير الفاسقين ( يزيد بن معاوية) دون ان يعطوا حجة للسائلين عن كيفية تولي مثل هذا الفاسق لأمور المسلمين ومن الذي نصبه وسلمه رقاب الناس، هذا الاعلام المبتذل لم يدم لهم طويلا رغم ماانفقوا من اموال لشراء الذمم والاقلام.

لقد تمثل في نهضة عاشوراء اعلامين متعاكسين في المضمون والمنهج والرسالة والاهداف، تمثل الاول في ترجمة رسالة السماء وتبيان الحق والدعوة الى تحرير الناس من الظلم والاستبداد والخير لكل الانسانية الذي حمله بن بنت رسول الله واهل بيته، وتمثل الاخر في التضليل والتشويه والتزيف والتملق ومثله اعلام الملعون يزيد وجلاوزته.

ورغم مرور الزمن إلا ان الخطان مازالان يعملان كلاً على نهجه واهدافه وبتطور واضح في الطرق والاساليب ألا ان المضمون يبقى واحداً والنتائج متشابهة.

بقلم : ميس الخفاجي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ميس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/05



كتابة تعليق لموضوع : عاشوراء والاعلام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net