صفحة الكاتب : السيد عبد الستار الجابري

بناء المجتمع في دولة امير المؤمنين عليه السلام - الحلقة العاشرة والاخيرة المرحلة الثانية: مرحلة الاصلاح الاجتماعي من موقع ادارة الدولة
السيد عبد الستار الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تتكون الدولة بطبيعتها من الارض والشعب والسلطة، وادارة البلاد عبارة عن عقد اجتماعي بين الشعب والسلطة، مبني على اسس معينة، فاذا اصبحت الاسس لا تلبي حاجة الشعوب واصرت عليها السلطات ادى ذلك الى ثورة الشعوب ضد السلطات، وكذلك الحال فيما اذا لم تلتزم السلطات بالاسس التي تحدد طبيعة تعاملها مع الشعوب، ومثال الاول الثورة الفرنسية ومثال الثاني انتفاضة الامصار الرئيسية الثلاث الكوفة والبصرة ومصر ضد ولاة عثمان وتوجه ابنائها الى المدينة المنورة لمطالبة السلطة المركزية باتخاذ اجراءات رادعة للولاة، وحيث لم تستجب السلطة لطلب ابناء الامة بل تآمرت مع والي مصر ووالي الشام للقضاء على التحرك السلمي لابناء الامصار، انقض بعض المصريين على الخليفة وقتلوه، في الوقت الذي تخلى اهل المدينة مهاجريهم وانصارييهم وقرشييهم عن عثمان ورهطه، لأن عثمان انقلب على مبادئ تدوير السلطة بين القريشيين وهو المبدأ الذي كان الاتفاق عليه بين بطون قريش وعلى اساسه تولى ابو بكر ومن بعده عمر الخلافة واشركا بطون قريش في شؤون ادارة الدولة ولكن لما وصل الامر الى عثمان وتمكن مهندسوا خلافة قريش – بنو امية – من الوصول الى سدة الحكم قلبوا للقرشيين ظهر المجن فما ان حلت السنة السابعة لحكم عثمان بن عفان حتى انقلب على القرشيين ولم يعد لهم حضور في ادارة الدولة الامر الذي جعل من القرشيين صفا معادياً لعثمان وعلى راسهم عائشة بنت ابي بكر والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله فيم اتخذ سعد بن ابي وقاص جانب الحياد السلبي, في ذلك الوقت حاول امير المؤمنين (عليه السلام) منع وقوع  صدام دام بين الجماهير المعترضة وقصر السلطة لان العواقب لن تكون سليمة وتفتح على الامة باباً جديداً من الدماء والحروب، الا ان عثمان لم يلتزم بوعوده مما اضطر امير المؤمنين (عليه السلام) الى مغادرة المدينة الى ينبع.
انتهت الاحداث بمقتل عثمان وخروج الامر عن يد قريش والانصار واصبح القرار قرار الامة التي مثلها البصريون والكوفيون والمصريون، فبايعوا امير المؤمنين (عليه السلام) وبايعه الانصار ثم بايعته قريش وبايعت الناس، فكانت اول بيعة بعد يوم الغدير تتم باختيار الامة دون قهر او اجبار او مؤامرة سياسية.
وبهذا تحولت مرحلة الاصلاح من مرحلة ما قبل الدولة الى مرحلة الدولة، ومن مرحلة بناء فئة اجتماعية تحمل هموم الامة الصالحة الى مرحلة تصحيح مسار الامة التي ابتعدت بسبب السياسات الخاطئة عن مسار الحق.
وفي هذا المختصر سنتناول المجالات الخمس التي تحركت فيها السلطة القرشية لحرف مسار الامة عن الاتجاه الصحيح لبناء مجتمع يتماشى مع الاطروحة القرشية وهذه المجالات كما مر عرضها سابقاً:
1.  الغاء مرجعية اهل البيت (عليهم السلام) بعد النبي (صلى الله عليه واله).
2.  اضافة مرجعيات في عرض مرجعية الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة.
3.  تعديل جملة من الاحكام بما تناغم مع رغبة السلطان او طريقته في ادارة الدولة وان كان ذلك مخالفاً للكتاب والسنة النبوية.
4.  دعم المرجعيات الثقافية التي تمتد جذورها الى الفكر التوراتي لسد الفراغ الذي خلفه منع تدوين الحديث ومنع رواية السنة النبوية والاقتصار في الثقافة القرانية على التلاوة فقط.
5.  اعتماد التمييز الطبقي على اسس قبلية وقومية بديلاً عن مبدأ المساواة القرآني.
ومن هنا كانت الدعوة الاصلاحية لامير المؤمنين (عليه السلام) والنواة المجتمعية التي عمل على ايجادها في فترة ابعاده عن السلطة تبنت تصحيح المسار في ضمن دائرة الاصلاح المجتمعي في تلك المجالات وسوف يتم التعرض لها على نحو الاجمال:
1.  الدعوة الى مرجعية اهل البيت (عليهم السلام) 
ان الدعوة القرشية لالغاء مرجعية اهل البيت (عليهم السلام) كانت تعتمد على ركيزتين الاولى تجهيل الامة باهل البيت (عليهم السلام) والثانية اظهار اهل البيت (عليهم السلام) بانهم مجرد ارحام النبي (صلى الله عليه واله) وليس لهم أي قيمة ابعد من ذلك، ولذا كان لابد من العمل على رفع هاتين الحالتين من اذهان المجتمع المسلم، واظهار قيمة اهل البيت (عليهم السلام) على واقعها.

عبد الستار الجابري, [٢٢/٠٧/٢٠٢٢ ٠٢:٥١ م]
وقد زخرت المرويات عن امير المؤمنين (عليه السلام) بعد توليه الحكم في الاشادة باهل البيت (عليهم السلام) وبيان حقائقهم وشفع ذلك بالسيرة العطرة التي ترجمت الاسلام عملياً والتي حولت النظرة عن اهل البيت (عليهم السلام) خاصة في المجتمع الكوفي الذي عاصر اربع سنوات من حكم امير المؤمنين (عليه السلام).
ومما ورد في هذا المجال جملة من الخطب التي حوت من العلوم والمعارف في مختلف المجالات والتي جمعت بين الادب الراقي والمباحث العقائدية او الاخلاقية او التاريخية او الادارية والتي كان للشريف الرضي (قدس سره) جهد كبير في جمعها وتدوينها في المجموعة العظيمة التي عرفت بنهج البلاغة والتي تصدى العديد من الشخصيات العلمية لشرحها وبيان ما فيها من ثراء ادبي وفكري ومنهم على سبيل المثال ابن ابي الحديد المعتزلي البغدادي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية، وقد استهل الشريف الرضي (قدس سره) كتاب نهج البلاغة بالخطبة الاولى التي تتحدث عن التوحيد بنحو لم يعهد مثله في خطابات تلك الفترة الزمنية وبعبائر تكشف عن تطويع اللفظ لبيان الحقائق بنحو يعجز غير امير المؤمنين (عليه السلام) عن مثل ذلك البيان في مجالات العقيدة ولم يعهد ممن سبقه او عاصره او جاء بعده – سوى ائمة اهل البيت (عليهم السلام) -.
وعدا عن النهوض بالواقع العلمي للامة من خلال خطبه (صلوات الله عليه) في ايام الجمع وفي الاعياد والمناسبات المختلفة، فإن الرقابة بعد ان زالت في عهده عن الرواية في فضائل اهل البيت (صلوات الله عليهم) فإنها اخذت دورها بين اوساط الامة من خلال من عاصر النبي (صلى الله عليه واله) من المنصفين من المسلمين الذين اتخذوا البصرة والكوفة والمدينة محالاً لسكناهم فكانوا يرفدون الامة بفضائل امير المؤمنين (عليه السلام) فضلاً عن مناشدته لجملة من الصحابة لبيان بعض فضائله ومما يروى في هذا المجال انه (صلوات الله عليه) استشهد انس بن مالك الانصاري على حديث الغدير فادعى انه كبر ونسي فدعى (عليه السلام) عليه ان يصاب ببيضاء لا تواريها العامة ان كان انس كاذباً فاصيب انس وبقيت علامة في وجهه، وكان انس من المخالفين لامير المؤمنين (عليه السلام) حتى في حياة النبي (صلى الله عليه واله) ويشهد على ذلك حديث الطير المشوي.
وبهذا الجهد الكبير الذي بذله امير المؤمنين (عليه السلام) وخلص اصحابه اعيد توجيه اذهان الامة الى مرجعية اهل البيت (عليه السلام) واسهم ذلك في تعزيز وجود قسم من الامة اصبحوا لا يأخذون معالم دينهم الا عن اهل البيت (عليهم السلام) وقد ولد ذلك عبئاً كبيراً على معاوية بن ابي سفيان عندما ابتز الخلافة من اهلها وسلب امر الامة بالمكر الخديعة والمال والسيف، فعمد الى سب علي (صلوات الله عليه) على المنابر في كل اقطار الامة الاسلامية وتبعه على ذلك بنو امية ومنع الرواية عن امير المؤمنين (عليه السلام) حذف اسماء محبيه من ديوان العطاء، بل وحجب العطاء عمن لا يسب علياً (صلوات الله عليه) عند توزيع الاعطيات.
قال امير المؤمنين (عليه السلام) يصف موقع اهل البيت (عليهم السلام) في هداية الامة (
موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه . وجبال دينه . بهم أقام انحناء ظهره وأذهب ارتعاد فرائصه .( ومنها يعني قوما آخرين ) زرعوا الفجور : وسقوه الغرور . وحصدوا الثبور، لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين . وعماد اليقين . إليهم يفئ الغالي . وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية . وفيهم الوصية والوراثة . الآن إذ رجع الحق إلى أهله ونقل إلى منتقله) 
وقال (صلوات الله عليه):( بنا اهتديتم في الظلماء . وتسنمتم العلياء وبنا انفجرتم عن السرار . وقر سمع لم يفقه الواعية وكيف يراعي النبأة من أصمته الصيحة. ربط جنان لم يفارقه الخفقان ما زلت أنتظر بكم عواقب الغدر. وأتوسمكم بحلية المغترين سترني عنكم جلباب الدين وبصرنيكم صدق النية. أقمت لكم على سنن الحق في جواد المضلة، حيث تلتقون ولا دليل. وتحتفرون ولا تميهون. اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان غرب رأي امرئ تخلف عني ما شككت في الحق مذ أريته . لم يوجس موسى عليه السلام خيفة على نفسه أشفق من غلبة الجهال ودول الضلال . اليوم تواقفنا على سبيل الحق والباطل من وثق بماء لم يظمأ) 
2.  الغاء ماعدا مرجعية مرجعية الكتاب العزيز والسنة النبوية المطهرة واهل البيت (عليهم السلام) 
تقدم ان قريشاً اوجدت مرجعيات في عرض مرجعية الكتاب العزيز والسنة المطهرة والتي برزت بوضوح في الكتب الفقهية والاصولية في القرن الاول للهجرة والتي اعتبرت مصادر للتشريع في عرض الكتاب والسنة منها القول بالرأي والقياس وقول الصحابي وفعل الصحابي وقول التابعين وافعالهم واجماع اهل الامصار والمصالح المرسلة والاستحسان وغير ذلك من المرجعيات الفقهية التي يستند اليها اتباع المدرسة القرشية بخطيها الاموي والعباسي في استنباط الاحكام، وهذه المدرسة امتداد للمدرسة القرشية.
تجلى الدور الاصلاحي لامير المؤمنين (عليه السلام) وخلص اصحابه في رفض مرجعية غير القران والسنة والتاكيد على ان اهل البيت (عليهم السلام) هم الملاذ الامن للامة وهم المنصوبون من الله تعالى لحفظ شريعة سيد المرسلين وبيان احكام الدين كونهم عدل الكتاب الذي لا يفارقه حتى يردا الحوض على النبي (صلى الله عليه واله) ولذا انكر امير المؤمنين (عليه السلام) بشدة مسالة الاختلاف في الفتيا وعرض بالمفتين وبالمصحح لهم على اختلافهم فقال (عليه السلام): (ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد . أفأمرهم الله تعالى بالاختلاف فأطاعوه . أم نهاهم عنه فعصوه . أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه . أم كانوا شركاء له . فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه وآله عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول ﴿ ما فرطنا في الكتاب من شئ﴾ فيه تبيان كل شئ وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾ . وإن القرآن ظاهره أنيق. وباطنه عميق . لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به) 
بل يؤكد امير المؤمنين (عليه السلام) ان سبب الاختلاف في الامة طريق ضلال ولا يجوز ان يتبع لانه يؤدي الى الهلكة وان الاختلاف الحاصل مرجعه اما الى الجهل او الى تعمد الكذب على الله ورسوله قال (عليه السلام): (علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم ابن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : قلت . لأمير المؤمنين عليه السلام : إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله غير ما في أيدي الناس ، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه وآله أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أن ذلك كله باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين ، ويفسرون القرآن بآرائهم ؟ قال : فأقبل علي فقال : قد سألت فافهم الجواب . إن في أيدي الناس حقا وباطلا ، وصدقا وكذبا ، وناسخا ومنسوخا ، وعاما وخاصا ، ومحكما ومتشابها ، وحفظا ووهما ، وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله على عهده حتى قام خطيبا فقال : أيها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ، ثم كذب عليه من بعده ، وإنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس : رجل منافق يظهر الإيمان ، متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدا ، فلو علم الناس أنه منافق كذاب ، لم يقبلوا منه ولم يصدقوه ، ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله ورآه وسمع منه ، وأخذوا عنه ، وهم لا يعرفون حاله ، وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عز وجل : " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم " ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الأعمال، وحملوهم على رقاب الناس ، وأكلوا بهم الدنيا ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله ، فهذا أحد الأربعة . ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحمله على وجهه ووهم فيه ، ولم يتعمد كذبا فهو في يده ، يقول به ويعمل به ويرويه فيقول : أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه ولو علم هو أنه وهم لرفضه . ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنه منسوخ لرفضه ، ولم علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه . وآخر رابع لم يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ، مبغض للكذب خوفا من الله و تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وآله ، لم ينسه، بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه ، وعلم الناسخ من المنسوخ ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ فإن أمر النبي صلى الله عليه وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ [ وخاص وعام ] ومحكم ومتشابه قد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان : كلام عام وكلام خاص مثل القرآن وقال الله عز وجل في كتابه : ﴿ما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله صلى الله عليه وآله وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسأله عن الشئ فيفهم وكان منهم من يسأله ولا يستفهمه حتى أن كانوا ليحبون أن يجيئ الأعرابي والطاري فيسأل رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يسمعوا.
وقد كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري فربما كان في بيتي يأتيني رسول الله صلى الله عليه وآله أكثر ذلك في بيتي وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نسائه . فلا يبقى عنده غيري وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من بني ، وكنت إذا سألته أجابني وإذا سكت عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصها وعامها ، ودعا الله أن يعطيني فهمها ، وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما أملاه علي وكتبته ، منذ دعا الله لي بما دعا ، وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام ، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلا علمنيه وحفظته ، فلم أنس حرفا واحدا ، ثم وضع يده على صدري ودعا الله لي أن يملا قلبي علما وفهما وحكما ونورا ، فقلت : يا نبي الله بأبي أنت وأمي منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شئ لم أكتبه أفتتخوف علي النسيان فيما بعد ؟ فقال : لا لست أتخوف عليك النسيان والجهل ) 
وفي هذا النص يظهر بوضوح انه (عليه السلام) يؤكد على مرجعية اهل البيت (عليهم السلام) والتي تبتدأ بشخصه (صلوات الله عليه) ثم تمتد في ابنائه.
وقال (صلوات الله عليه) معرضاً بمرجعية غير اهل البيت (عليهم السلام) وعده تلك المرجعيات مرجعيات ضلال لانها لم تأخذ من نبع التشريع الصافي بل كانت تتبع الجهالات وتتبع الضلالات (إن أبغض الخلائق إلى الله رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة . ودعاء ضلالة . فهو فتنة لمن افتتن به . ضال عن هدي من كان قبله. مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته . حمال خطايا غيره . رهن بخطيئته ورجل قمش جهلا . موضع في جهال الأمة عاد في أغباش الفتنة . عم بما في عقد الهدنة قد سماه أشباه الناس عالما وليس به . بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من آجن . واكتنز من غير طائر . جلس بين الناس قاضيا . ضامنا لتخليص ما التبس على غيره) 
3.  الغاء الاحكام المخالفة لكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه واله)
الخطوة الاخرى في الاصلاح الاجتماعي التي عمد اليها امير المؤمنين (عليه السلام) اعادة الناس العودة بالناس الى الشريعة الحقة والغاء الاحكام التعسفية التي جاء بها الحكام ورتبوا عليها الآثار ومنها على سبيل المثال الغاء امير المؤمنين (عليه السلام) جميع التصرفات المالية التي قام بها عثمان بن عفان (والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة ، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق) 
وقال (عليه السلام) مندداً بجهال الامة الذين تصدوا لبيان الاحكام ظلماً وعدواناً: (فإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به. فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت. لا يدري أصاب أم أخطأ فإن أصاب خاف أن يكون أخطأ . وإن أخطأ رجا أن يكون قد أصاب)  
وهو (عليه السلام) في هذا المقطع من الخطبة يعرض بمن تصدى لاصدار الاحكام في هذه الامة وعمل برايه اذا اعوزه الدليل مع جهله المطبق بالنصوص والروايات حيث يصف (عليه السلام) من هكذا شأنه بانه يذروا الروايات اذراء الرياح للهشيم اي انه بعيد عن فهم الروايات والاخذ بما فيها، بل لا يستند فيما يحكم فيه الى مصادر التشريع بل جعل من نفسه ورأيه حكماً مع انه يعلم انه جاهل فيما بينه وبين نفسه: (جاهل خباط جهالات . عاش ركاب عشوات لم يعض على العلم بضرس قاطع يذري الروايات إذراء الريح الهشيم . لا ملئ والله بإصدار ما ورد عليه . ولا هو أهل لما فوض إليه. لا يحسب العلم في شئ مما أنكره * ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا لغيره . وإن أظلم أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه . تصرخ من جور قضائه الدماء . وتعج منه المواريث إلى الله أشكو من معشر يعيشون جهالا ويموتون ضلالا ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته. ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه . ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر)
ومما حفظ التاريخ من الاحكام التي ردها امير المؤمنين (عليه السلام) ما جمعه السيد محسن الامين العاملي (قدس سره) في كتاب عجائب قضايا امير المؤمنين (عليه السلام) التي حفظت جزءاً من التاريخ الفقهي لامير المؤمنين (عليه السلام) خاصة في الفترة التي تليت عصر النبي (صلى الله عليه واله) وكيف انه (صلوات الله عليه) كان يبين الاحكام الصحيحة ويرد الاحكام الباطلة التي كان يصدرها من تصدى لقيادة الامة وزعامتها، فما تقدم عن نهج البلاغة في ذم الجهلة بالاحكام والمتصدين بغير حق لم يكن موجهاً لحالة افتراضية تقع مستقبلاً بل كان النقد فيه موجهاً لحالة موجودة سبقت ايام حكمه (صلوات الله عليه) وعاصرت حكمه ودامت بعد حكمه.
4.  اعتماد الثقافة الاسلامية الخالصة
تقدم ان الثقافة الاسلامية الخالصة تقتضي ان تكون المرجعية في الامة بعد النبي (صلى الله عليه واله) لخصوص المعصومين من اهل بيته (عليهم السلام) اللذين ذكرتهم اية التطهير ونص عليهم النبي (صلى الله عليه واله) في حديث الثقلين وغيره من النصوص الواردة عنه (صلى الله عليه واله) ، ولذا عمد القرشيين اللذين استشعروا خطورة الثقافة الاسلامية الخالصة على مستقبل زعامتهم للامة على ازواء المباني الحضارية الاسلامية، وحيث ان المجتمع بطبعه متعطش للمعلومة خاصة الاجيال الجديدة لذا قررت العصابة القرشية الاستعانة ببعض مسلمي اهل الكتاب لنقل قصص العهدين لاجيال المسلمين، ولم تسمح السلطة القرشية لأحد ان يتبنى مسألة التثقيف الا بتعيين منها فاستعانوا كعب الاحبار ووهب بن منبه وامثالهم، وقد تطورت هذه الحالة فيما بعد لما عرف بالحكواتي في بعض المجتمعات كتطور لقصاصي اهل الكتاب لتحل قصص زيد الهلالي وعنتر العبسي وامثالها من القصص لتسرد على ابناء المجتمع بعد ان انتهى دور قصاصي مسلمة اهل الكتاب في المساجد ومعاهد التعليم.
لقد عمل القصاصين ايام عمر وعثمان في المسجد النبوي وغيره من المساجد المهمة حتى جاء عهد امير المؤمنين (عليه السلام) فطردهم شر طردة فلحقوا بالشام، واستقروا عند معاوية الوريث الطبيعي للمنهج القرشي بل احد اهم مؤسسي ذلك المنهج.
تصدى امير المؤمنين (عليه السلام) وخلص اصحابه لتطهير المجتمع من الثقافة المنحرفة التي روجت لها السلطة وبثها مسلمة اهل الكتاب وتمثل عملهم بمهمتين متوازيتين الاولى تنقية افكار المسلمين من الافكار الدخيلة على الاسلام والثاني بيان المفاهيم الحقة للدين الاسلامي الحنيف، ولعل جملة من الخطب الواردة في نهج البلاغة تثبت ذلك فاول خطبة منه في التوحيد وخلق الملائكة وبعث الانبياء والرسل ومن يلاحظ تلك الخطبة  الرائعة في كل جوانبها يجدها تجيب على الاسئلة التي تتعلق باصل خلق الكون بما فيه من سماوات وارضين وكواكب ونجوم وخلق الملائكة وخلق ادم وبعث الانبياء (عليهم السلام) والختم ببعثة النبي (صلى الله عليه واله) فهي تجيب عن كل الاسئلة التي تتعلق بالجانب العقائدي بعبارة جمعت بين الرقي الادبي والدقة العلمية والثراء الفكري الذي من يقف على كنهه يزول عنه ما ولده الفكر المنحرف لقصاصي التوراة في المجتمع المسلم، فما ورد في هذه الخطبة العصماء هو جمع لكل المعاني التي وردت في القرآن الكريم وما جرى على لسان النبي (صلى الله عليه واله) من بيان حقائق ما وراء الطبيعة بعبارة جامعة تطهر العقول مما علق بها من روايات التجسيم ونزول الرب وجلوسه على العرش التي دسها قصاصوا العهدين في فكر المجتمع المسلم والتي تسببت في خلل فكري ومنهجي لا يزال اتباع مدرسة قريش الى اليوم يعانون منه لاعتقادهم بقدسية تلك النصوص مع انها لا تنسجم مع دلالات الايات المحكمة من الكتاب العزيز، وتنفيها النصوص الصحيحة الواردة عن النبي (صلى الله عليه واله) واهل بيته (عليهم السلام).
5.  اعتماد مبدأ المساواة بين المسلمين
كانت سيرة النبي (صلى الله عليه واله) التسوية بين المسلمين في كل ما لا تمايز فيه بينهم، وكان (صلى الله عليه واله) كأحدهم في كل شيء، لا يتميز عنهم الا بما اختصه الله تعالى به، فكان من يأتي مجلسه (صلى الله عليه واله) في مسجده لا يعرفه من بين الجالسين، اذ لم يكن شيئ يميزه عن جلسائه ليدل عليه.
كما انه في العطاء من بيت المال كان يأخذ كأحد المسلمين لا يتميز عنهم بزيادة، وفي مقام القضاء والمنازعات كان لا يميز نفسه عن المسلمين مع انه النبي المعصوم وقصه سواده وخزيمة ذو الشهادتين من اوضح الواضحات في انه في تطبيق القوانين لا يميز ذاته المقدسة عن غيره من العباد.
فعلى صعيد العطاء والمظهر وتطبيق القانون كان (صلى الله عليه واله) يتعامل كواحد من ابناء الامة لا يتميز عنهم بشيء.
وعندما تصدت قريش لقيادة الامة كان اول ما عملته تعطيل القضاء في الكثير من الموارد ومنحت السلطة لنفسها حق القضاء والتشريع فلم تطبق احكام الشرع على خالد بن الوليد بما فعله في بني يربوع من انتهاك اعراضهم وقتل رجالهم وسبي نسائهم واتلاف اموالهم، وحكمت بحرق قطري بن فجاءة مع انه لم يرد في حكم الاسلام الحرق، وصادرت اموال فاطمة (صلوات الله عليها) ظلماً وعدواناً، وكان الحاكم يدور بدرته في الاسواق يضرب من يشاء ويعاقب من يشاء وكتم الانفاس وقهر الناس وميز بين الناس في العطاء حتى وصف امير المؤمنين (عليه السلام) تلك الحقبة:(فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ويخشن مسها . ويكثر العثار فيها . والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم . وإن أسلس لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط وشماس وتلون واعتراض . فصبرت على طول المدة وشدة المحنة . حتى إذا مضى لسبيله . جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا) 
ثم يضيف (صلوات الله عليه) الى تقييمه للاوضاع التي سادت بلاد المسلمين ايام هيمنة بني امية على شؤون الدولة بقوله (الى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه . وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله . وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته) 
فكانت الفترة التي تلت ايام النبي (صلى الله عليه واله) فترة البعد عن السيرة النبوية العطرة، فجاء امير المؤمنين (عليه السلام) ليعيد لتلك السيرة رونقها الخاص وعبق عطرها الفواح الذي يداعب المشاعر الانسانية التواقة الى العدل والانصاف والاحسان ومكارم الاخلاق والقيم المثلى والاخلاق العليا، ليطلق (صلوات الله عليه) لمبدأ المساواة بين الجميع امام الشريعة فلا يميز احد على احد الا في ضوء الاسس التي اقرتها الشريعة الالهية.
فمن مصاديق ذلك مارواه الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : " قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لعمر بن الخطاب : ثلاث إن حفظتهن وعملت بهن كفتك ما سواهن ، وإن تركتهن لم ينفعك شيء سواهن . قال: وما هن يا أبا الحسن ؟ قال : " إقامة الحدود على القريب والبعيد ، والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط ، والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود. " قال عمر : لعمري لقد أوجزت وأبلغت) 
ففي هذا النص الموجز يؤكد امير المؤمنين (عليه السلام) على مبدأ التساوي في الحقوق والواجبات بين ابناء المجتمع المسلم، وان المرجع في كل شيء هو القرآن الكريم، وبتعبير اخر ان السلطان ليس له من ميزة على غيره سوى كونه الامين على تطبيق الاحكام واقامة الشريعة، فخلاصة هذه الامور الثلاث عدم التمايز بين ابناء المجتمع امام القانون الاسلامي، وان المرجع التشريعي هو القران الكريم وان الحاكم هو المطبق لاحكامه وليس مرجعاً تشريعياً في عرضه، والمساواة في الحقوق بين ابناء المجتمع المسلم، ولم يكن ذلك من امير المؤمنين (عليه السلام) مجرد دعوة عندما كانت السلطة في يد غيره بل طبقها تطبيقاً عملياً حياً عندما تولى الحكم وقصة اقامة الحد على النجاشي الشاعر - وهو ممن شهد صفين مع امير المؤمنين (عليه السلام) - خير شاهد على ذلك ، ومثله حضور امير المؤمنين (عليه السلام) مجلس القضاء مع خصمه في قضية الدرع .
وكان (عليه السلام) لا يجامل في حفظ حقوق الامة والانكار على من تسول له نفسه ان يتصرف باموال المسلمين بغير حق وقد روي في نهج البلاغة انه انب وهدد احد عماله لغارته على بيت المال واسختلاص المال لنفسه وقيام احد العمال ببذل المال لاعراب قومه  ولما عوتب (عليه السلام) على التسوية في العطاء الامر الذي جعل زعماء القبائل يبتعدون عنه وهم قد اعتادوا على التمييز بينهم وبين غيرهم ايام عمر وعثمان فقال (عليه السلام):  (أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه ؟ والله ما أطور به ما سمر سمير ، وما أم نجم في السماء نجما . لو كان المال لي لسويت بينهم ، فكيف وإنما المال مال الله ! ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف ، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله . ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه ولا عند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم وكان لغيره ودهم ، فإن زلت به النعل يوما فاحتاج إلى معونتهم فشر خدين وألأم خليل) 
بل زاد (عليه السلام) على ذلك انه عاتب عثمان بن حنيف الانصاري (رضوان الله عليه) لانه اجاب دعوة شاب من اهل البصرة لمأدبة دعي اليها الاثرياء ولم يدع اليها الفقراء، فانه (عليه السلام) كان يرى ان اجابة مثل هذه الدعوة لا تصح من شخص له فضل عثمان بن حنيف (رضوان الله عليه) المنتسب في ولائه ومحبته واتباعه له (صلوات الله عليه) .
ولم يقف الامر عند المساواة بين المسلمين بل كان (عليه السلام) يأمر بالتعامل بالحسنى مع الجميع وان كان من اهل الذمة او المعاهدين وقد مر الاشارة الى قضية حضوره مجلس القضاء في قضية الدرع مع يهودي، وقد اوصى (عليه السلام) مالك الاشتر عندما ولاه مصر: ( واشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم اكلهم، فانهم صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد عبد الستار الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/01



كتابة تعليق لموضوع : بناء المجتمع في دولة امير المؤمنين عليه السلام - الحلقة العاشرة والاخيرة المرحلة الثانية: مرحلة الاصلاح الاجتماعي من موقع ادارة الدولة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net