صفحة الكاتب : فاروق الجنابي

صرخات الجياع وامانة العتبات
فاروق الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العرف السائد لدى عامة الناس وحتى الامس القريب ان العتبات المقدسة في عموم العراق هي مجرد مزارات تمارس من خلالها بعض الطقوس والشعائر الدينية واصبحت بتقادم السنين موروثا وفلكلورا مجتمعيا يستذكرون في رحابها  تلك المآثر الانسانية التي سطرها آل بيت النبوة عليهم السلام في معاني العفّة والصبر،اليوم وبعد ان اشرقت شمس الحرية وانجلت عتمة الياس وتبددت كوابيس الخوف وتحطمت اغلال الترهيب وانتصرت معاني الصبر على اسواط القمع البوليسية التي كانت تمارسها ادوات الحكم لتكميم الافواه ،انتفض القائمون على ادارة العتبات من ذلك الصمت والسبات المفروض قسرا انطلقت من مباديء رسالة الحسين الثائر واتخذتها عنوانا لتحرر الشعوب من العبودية ومن الجهل والتخلف ،فوجدت الامانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية انهما امام مهام انسانية واخلاقية توازي تلك المعاني التي جسدتها ثورة الجياع الحسينية في بناء الانسان بعدما ايقنت ان مؤسسات الدولة العراقية قد نخرتها فايروسات الديمقراطية المستوردة للفساد المالي والاداري وبكتيريا المحاصصة الطائفية ولاتلبي ابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة للانسان العراقي ،فالوضع الاقتصادي متردي للغاية والبطالة تجاوزت حدود البؤس والقطاع الخدماتي منهك تماما ولذلك تسارعت خطاها للبحث عن مشاريع تنتشل من خلالها ذلك الواقع البائس فقامت بتشكيل خلايا ولجان عمل وغرف عمليات لتنشيط الخبرات المعطلة والاستعانة بالخبرات الاجنبية واقترحت اللجان الفنية والهندسية وذوي الخبرة من انشاء بعض المشاريع الستراتيجية الغذائية والصحية والخدمية والثقافية والاعلامية بمواصفات متطورة للغاية فدارت عجلة العتبة العباسية المقدسة ممثلة بأمينها الامين السيد احمد الصافي ومجلس ادارتها السيد ليث الموسوي وعقيل الياسري وجميع القائمين على مهام العتبة رجال الكلمة الصادقة علي الخباز ورضوان السلامي وكان اول الغيث مجموعة مصانع الكفيل الغذائية التي اطفأت لهيب السوق السوداء وانقضّت على وحوشها الكاسرة واردفته بمستشفى ميثم التمار المدعوم اما على الصعيد الثقافي فانها لملمت جراح الشعر واحزان الكلمات وانقلبت على عبودية الخطاب الملّلائي لتكون العتبة العباسية منبرا للشعر الوجداني ومحطة يتسامى من خلاله الشعراء في رحاب الجود 
اما العتبة الحسينية فانها ادركت تماما ان المؤسسات الحكومية لايمكنها النهوض بالواقع الخدماتي والصحي خصوصا في الامد المنظور كونها تحتضر بسكرات الانهيار فتسارعت خطاها ممثلة بامينها الامين الشيخ عبد المهدي الكربلائي والسيد افضل الشامي والشيخ فاضل عوز والسيد جمال الشهرستاني والاستاذ ولاء والقائمون على ادارتها ليكون اول غيثها مستشفى السفير الذي يعتبر الاول في الشرق الاوسط من حيث الاجهزة الطبية والمعدات الحديثة والتخصص في الامراض المستعصية والتي تفتقدها بعض المشافي العالمية وحتى مشافي وزارة الصحة العراقية وانتدبت لها الكثير من الملاكات الطبية المتخصصة مثلما ادركت ان مدينة كربلاء لابد ان تخلع جلباب الماضي وترتدي حلة تتناسب مع الواقع السياحي العالمي فانشأت الكثير من المجاميع الخدمية والترفيهية وبمواصفة عالمية غاية في الدقة امتزجت فيها جمالية التصميم ودقة التنفيذ وتوزعت على العديد من الاماكن التي يتكاثف عندها الزائرين وانتصرت تلك الامانة على تراكمات الخطاب المللائي المترهل لتشرق في رحاب المدينة شمس الثقافة العقلانية التي تحمل رسالة الحسين الانسانية الممتزجة برفعة الخطاب ووسطية الطرح تطوف بها ارجاء الدنيا من خلال مهرجانات المسرح الانساني الحسيني العالمي ومنابر الثقافة الاعلامية للتاكيد بان القضية الحسينية هي ليست قضية طائفية شيعية بمعزل عن السنة او قومية (عربية خارج حدود الكرد)او اثنية او عرقية وانما قضية تتمحور في انسانية الانسان باعتباره غاية سامية حياته مقدسة وكرامته مصانة ،حقوقه محفوظة وواجباتها ملزمة               

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاروق الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/09



كتابة تعليق لموضوع : صرخات الجياع وامانة العتبات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net