صفحة الكاتب : عزيز الحافظ

أي آزياء للحزن نرتدي اليوم
عزيز الحافظ

 

ليس للحزن مقر..ولكن له مُستقرْ....لم يمتطي للقدوم مركبة 
فضائية من وكالة ناسا يعلوها صدى للوهم متصديءالإنتظار.. أو وهبته مجانا 
للاحداق..شظايا حمم بركان غائر وصموت وكتوم الغضب... 
 
هالته القدومية من فورها تُغطي سماءأً ليست بسعة الأحداق أو كغيمة تشيرنوبل تفور 
منها روائح منتقاة لإنغام بتهوفن التآوه ... فلو للحزن عالما ك والت ديزني في ديزني 
لاند؟ فلن نلجه مهما برع الدعائيون.. 
 
لم يكن الحزن برقا لذيذ الرؤية نخاف صواعقه لنصنع مانعتها ومسارات التخيل الممغنط 
بفيزياويته الإفتراضية لا ولا رعدا مرعبا للاطفال وسكونية الوداعة فيهم ملائكة جنة 
الأرض..
يلج لذواتنا بلاإستئذان..يٌقدم ويقتحم بلاملامح مرتديا زي زيف نفسه ليقطع انفاسنا 
اللاهثة بعيدة عن ضفاف قدومه الثابت نصلها في كل فؤاد بشري.
عبد الله وحسن من ملايين الأسماء التي تسبح في فضاء الطفولة البريئة محبورة جذلة 
تقتنص من سويعات الكظم الطفولي المكبوت،لحيظات دقائقية تجد صداها الآخاذّ في بريق 
عصفورية الفرح في المآقي..
كان أبوهما آسيرا ل16 سنة نتاج الحرب المجنونة التي ضيعت شبابه وامانيه وسحقت 
ذكريات وملامح اهله فلم يعد يتذكر حتى سحنات دفق العواطف من والديه لم يعد بعد 16 
سنة يميز شحنات ذاك النبض العائلي لقلوبهم فلم يعد النبض نفسه والجسد وعاء مذعور 
تهرب من اشجاره طيور السرور المفترض..
عاد قاسم ليجد ان الحزن خارج سجنه أسمى وأقسى وأرسى فكيف ينسى !
عاد متزوجا عزوبية مفروضة وبهاء امل ميت بحياة فيها للسرور مقر معلوم الأطراف وحالة 
مادية ميتة سريريا! لم تصل حق الدفن! ولكن الاقدار رويدا رويدا منحته الفرصة للنهوض 
من ركام حطام  نفسي مفروض عليه فكان ثمرة وجمرة زواجه هذين الطائرين النورسين 
المَحبُورين عبد الله وحسن وقمة افرست مافعلاه انسياه جبال حصاروست والاطلس 
وكليمنجارو وحتى افرست ! جبال الاحزان التي تراكمت في اوردته 16 عاما ضائعه كان فيه 
الحزن له صائغا نحتيا ل قاسمٍ بلاملامح!
عصر يوم من ايام الصبر العراقي الكالح الغرائبية .. لامساحات للطفولة يلهون بها 
تتوفر بها شظايا من السعادة يلتذون بها ويلوذون ،توجه الاخوان على دراجات الجذل 
منتشين إلى اطراف مدينتهم الشعبية وهناك كان للقدر انياب إفتراسية لو رسمها 
ليوناردو دافنشي لما تحققت! كان فضاء لهوهم المفتوح ارضا لملاعب الرياضة فيها نصيب 
زحف العمران البنائي عليها فاحالها ركاما من الذكريات ولكن الاطفال حولها يحومون 
على ماخزنته الذكرى وتعلقت ..كيف ارسم المشهد؟ هل هي حفرة جمع عمال البناء فيها 
الماء لتنقيه الاحجار ؟ ام بحيرة للموت مخفية الملامح؟ ام مقبرة للحزن مدروسة 
الشواهد؟ هل يتخفى الحزن؟ هل يتنكر الموت ليخادع ضحاياه؟ هل ياتي الموت فارسا ؟ ام 
يتسحب كالجبناء ليسل الارواح البريئة؟
سقط الاخ الاصغر بدراجته في حفرة الماء وهو لايعرف السباحة فترك الاخ الاكبر الدنيا 
بإسرها وبدراجته وفطرته وبديهته الأخوية الشهامية، لينقذه ولايدري ولن يدري ولن 
يصرخ ولن يودع... انهما عانقا سوية موت رخيص اختصر 16 سنة كظم غيظ ابوهما... منذ 
عصر ذاك اليوم وهما غائبان لادراجات ولا ملامح لاتعرف الناس اين رحل اولاد قاسم 
المسمى الاسير...حتى بعد مرور 10 سنوات على عودته..هياج وصراخ وهسيس الالم بامل ما 
في النفس دون ان يدري احد ما اين مستقرات ،مرتسمات ،مخططات ،بيانات ، قراءات ذاك 
الالم ومرتكزاته!
في تلك بقعة الماء الصادء؟ حتى الرابعة فجرا وسط الظلام على ضوء إنارات بدائية 
ونيران أحشائية تتلظى حرقة، كانوا يبحثون عن بصيص امل أين هما دون جدوى حتى صرخ بهم 
الموت!! في حفرة الماء البئرية !!إنهم هنا معي متعانقين!! عندها كانت الاحزان 
الخجلة من نفسها لاتقوى على ترديد نوتة موسيقية واحدة للصمت او النحيب فقد صار كل 
الآباء اليوم ،قاسما!
ألم يقصم الحزن يوميا قضمة من دفق مشاعرنا؟ لم يختار الطفولة في الوطن؟! لم يسلّ من 
اوردتنا لحوما ينتشي بتدمير خلاياها خلية بعد خلية؟ امْا نحن أهدافا ايسر لقنصه 
المفاجيء؟ لم لم يقتنصنا بدلاء؟ ليتني لم أكن أسمع ما نزفت هنا! 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عزيز الحافظ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/09



كتابة تعليق لموضوع : أي آزياء للحزن نرتدي اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net