صفحة الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني

قراءة  في خطبة الجمعة ( ( خطبة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي / 1/ كانون  الأول / (2006م)
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  أمسى الكثير من المسلمين يعتقدون بان الخلافة السياسية بمفهومها الانتمائي لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، انها وراثة حقيقية  لاشائبة  فيها  ، وهذا يمثل  قدرة تلك الانظمة على التلبيس وقلب  الحقائق وبث وعاظ  السلاطين الجهة الاعلامية الاقوى عند تلك العروش لتزين صورة الخلافة والخلفاء  ، كان نظام الخلافة المزور يعرف تماما انه يحتاج  أولا الى تحسين  صورته عند الناس بهؤلاء الوعاظ ،  والتمسك الظاهري بأمور الدين  وثانيا  تغييب دور الأئمة عن دورهم القيادي ، ومن  الضرورة اليوم البحث في سيرة أهل البيت عليهم السلام ،ومعرفة كيف كانوا يتعاملون مع الظروف  والاحداث المتغيرة ، عملت الخلافة المزورة على ايجاد خطابات قادرة  لتغيير  قناعات الناس ـ الفتوحات وعمليات السلب لتوفير  أرصدة داعمة لشراء نخب موالية  ، وتغيير جوهر الاسلام  وترسيخ  علاقة  تطبيعية  مع تجديد تلك القيم الدينية  بما يخدم عروش  خلافة الزيف ، ومن هنا  بدأ  الدورالاساسي  لوجود الأئمة عليهم  السلام هو الحفاظ على  جوهر الاسلام وحصانته من التلاعب والتحريف والتضليل  والدورالثاني هو نشر القاعدة  الرسالية  الحقيقية ، ثالثا العمل على بناء نخب علمية فاعلة ومؤثرة ، سعى الأئمة عليهم السلام  بناء الكتلة  المؤمنة الصالحة  لترسيخ  مفاهيم  الدين ملامح  الانحراف والزيف ، على الرغم  من محاولة خلفاء الزيف بناء  دعامات  قوية لترسيخ  قاعدتهم الجماهيرية  ، الا ان هذه القاعدة  كانت لا تتعدى القاعدة النخبوية  من التجار والمتملقين  واصحاب المصالح  وقضاة  العروش  ، والشعب يعاني من الويلات   ، ويدرك  ما  يعانيه  الأمر من انحراف  في القيم والدين  ،  فيعد  الرأي العام  الشعبي من خلال محورين  مهمين  .. الأول  بيان الخلل، والثاني المعالجة ، الامام الرضا عليه السلام  ، لاحظ  في حكومة بني العباس  أولا هناك انحراف فكري وعقائدي عمل الحكام لأشاعة هذا الانحراف لتثبت دعائم سلطانهم ، تركوا المجال واسعا للتيارات المنحرفة ، لأشغال المجتمع  بالجدال  والنقاشات الفارغة ، سعى الامام  الرضا عليه السلام الوقوف بوجه التيارات الضالة والمنحرفة  وبين بطلانها وزيفها وواجه الكثير من التيارات الضالة  من أهل  التجسيم  والتفويض والجبر ، وأجرى  مناظرات بينه وأرباب  المذاهب والديانات الأخرى وبين للناس بطلان تلك المذاهب والملمح  الثاني  الذي عايشه  الرضا عليه السلام  هو ان الدولة  تشجع  الروايات المفتعلة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من أجل ابعاد الناس عن الاحاديث  الصحيحة ،  خطاب العروش الساعي  الى ايجاد  تبريرات  لسلوك ترتيبات النظام وابراز روابط  تجعلهم  يمثلون خلافة  النبي  صلى الله عليه وسلم  مع وجود الامامة الحقيقية، لذلك سعت هذه الأنظمة لتكريم علماء السوء ووعاظ  السلاطين ،  في المقابل  كان  هناك  جيل علماء أهل البيت عليهم السلام  تلاحقهم السلطات  وتضيق عليهم بالقتل والتشريد  وتفتيت مذهب أهل البيت عليهم  السلام ،  والتعامل  مع الغلاة  وكثر الافتاء  دون  الرجوع  الى الأدلة  الشرعية  مستندين  على  الاستحسان  والقياس ،
العديد  من المفكرين  اليوم يدركون  معنى الانحراف الحاصل  في التأريخ ،  لكنهم  لا يولون  الامر لتطوير خطاب  فكري تربوي ، بل اغلب المصادر التربوية  التي تدرس اليوم  هي  تقر بالخلافة  السياسية وترسخها في ذهنية الطلاب ، كان الامام الرضا عليه السلام  يتبع سياسة  بيان  بطلان هذه الافكار وانحرافها عن الخط المستقيم  والاعتماد على تحريف الكلام  ،  ليغيروا المضمون ، والقنوات  الاعلامية اليوم تروج  لمثل تلك الافكار ،القضية التي اثارها سماحة  الشيخ عبد المهدي الكربلائي هو قضية القدرة الجماهيرية على التمييز  بين  الحق والباطل  ، الامر يحتاج الى تفعيل تلك الطاقات  خشية  ان لايملك عامة الناس تلك القدرة ، سعى الامام الرضا عليه السلام  الى عزلهم ،العزل الاجتماعي  يمنع  شيعته عن مجالستهم ومخالطتهم  ويمنع   اعانتهم  بشطر كلمة ، ومن اعانهم  بشطر كلمة  خرج من ولاية الله عز وجل  وولاية رسول الله  صلى الله عليه وآله  وولايتنا اهل البيت عليهم السلام ولا ايمان ولا نصرة  من الله له) ، ، ويعني ان لا ايمان ولا نصرة من الله  سبحانه  ولا رحمة  له  خرج عن ولاية  الله تعالى  ، وبعد  العزلة  رسموا  السياسة  الثانية  وهي  المواجهة من جملة  التوجيهات  ،مواجهة  مثل هذه الامور بالرجوع  الى العلماء الحقيقين لاعلماء الزيف ، الذين يدعون المقامات الروحية  والدينية والعلمية  كذبا وزورا  ، الامام  الرضا عليه السلام  وسع نطاق القاعدة الشعبية ، والقضية المهمة الأخرى تكمن في القضية  الاقتصادية كان الامام الرضا عليه  السلام يوضح للعالم ان الاموال  العامة تسلب من قبل الحكام وهذا ينعكس على معاناة  اليوم  فالفساد  المالي له تبعات كثيرة ومنها  ان الفساد ينهش في جسد الدولة  ، سعى الخطاب  الى تسليط  الضوء من خلال  المنهج الامامي  وقضايا التأريخ الى الواقع  الذي  يعيشه المسلمون  اليوم  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد الرزاق هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/13



كتابة تعليق لموضوع : قراءة  في خطبة الجمعة ( ( خطبة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي / 1/ كانون  الأول / (2006م)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net