معاملة الطاغية مع الرعية و نهايته في القرآن الكريم (ح 1)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الطواغيت ابليس كما قال الله جل جلاله "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" (النحل 36) فطواغيت الانس يطيعوا اوامر طاغوتهم الاكبر ابليس ليضلوا الاخرين فيتبعوهم فيصبحوا من بطانية الطاغية مهما صغر او كبر، واخرين يرفضون ظلم الطاغية فطريقهم الهداية. فعاقبة مكذبي رسل الله وائمته وعلمائه الصالحين إلى سوء كما بينت القصص القرآنية. فهؤلاء ضلوا السبيل فحول الله منهم قردة وخنازير كما قال عز من قائل "قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ" (المائدة 60). واكثر بطانة الظالم هم المنافقون الذين يقولون خيرا ولكنهم يبطنون الشر و منهم الجواسيس قال الله عز وجل "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا" (النساء 60-61). 

ومشكلة المشاكل ان استخفاف الطاغية بشعبه يقابله الخنوع من قبلهم مما يولد لديه قناعة ان افعاله المشينة صحيحة "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ" (الزخرف 54).

ومبدأ الطغاة قتل الشباب واستباحة اعراض الناس ونسائهم وقهر العوائل كما قال الله جلت قدرته "سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" (الاعراف 127).

الطغاة اسلوبهم التهديد لمن يعارضهم كالرجم في الماضي الذي يماثل الاعدام حاليا قال الله سبحانه وتعالى "قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا" (مريم 46)، و "قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ" (يس 18)، او التهديد بالتهجير "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" (الاعراف 88).

الموضوع السابق الشجاعة: ما هي تطبيقاتها الحياتية؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat