صفحة الكاتب : نور الحربي

المجلس الأعلى ومنهج الإنفتاح
نور الحربي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انتهج المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يعتز بانتمائه لمدرسة اهل البيت عليهم السلام، بخصوصياتها المعروفة انتهج مبدأ الانفتاح الايجابي على كافة القوى السياسية الوطنية العراقية بل كانت أولى إهتماماته السياسية، حتّى وان اختلفت معه بعض هذه القوى في فهم طبيعة هذا النهج بأعتبار أن المجلس ليس تياراً إقصائياً فهو يحترم هذا الأختلاف في الرؤى والتصورات الذي ليس معناه القطيعة مع الآخر بأي حالٍ من الأحوال، خصوصاً بعد انتهاء مرحلة العمل الجهادي المسلح والمواجهة مع النظام البعثي المجرم وللحديث مناسبة بكلّ تأكيد فمع لقاء قيادة المجلس الاعلى وحزب الدعوة وعلى أعلى المستويات من هنا يجتهد البعض في وضع تصورات وتحاليل تفتقر للدقة أحياناً عن طبيعة العلاقة القائمة بين قيادتي المجلس الأعلى وحزب الدعوة الإسلاميّة رغم أنّ الكيانيين هما نتاج مدرسة واحدة وان اختلفت آليات العمل التياري في بعض التفاصيل بينهما ولمن يريد فهم طبيعة العلاقة فعليه أنّ يرجع الى تجربة المعارضة وما حوته من تنسيق وعمل مشترك وصل حد أنّ يكون العديد من قياديي حزب الدعوة أعضاء في الهيئة العامة للمجلس الأعلى فيما شكل آخرون تحالفاً إستراتيجياً ظل قائماً إلى الآن مع قيادة المجلس الاعلى باختلاف شخوصها، ولعلّ حديث المالكي أثناء لقائه السيّد الحكيم مؤخراً يؤكد هذا الفهم ويشرح طبيعة العلاقة القائمة بين الطرفين التي تشهد تصعيداً او فتوراً على مستوى القواعد والكوادر الوسطية ناتج من تسرع البعض واطلاقهم التصريحات والاتهامات، لكنّ بالنهاية فهذه العلاقة حسب وصف المالكي (تأريخية وعميقة)، ولعلّ اللقاء الأخير اتسم بالسلاسة وتعدى مرحلة فهم كلّ طرف للآخر لكون الأمر متحقق منذ فترة ليست بالبسيطة، كما لابُدَّ لنا أنّ نفهم ان لقاء الطرفين ضمن إطار التحالف الوطني وتأكيدهما على على نقاط مشتركة لبناء الدّولة العصرية الناجحة التي تخدم المواطن ودولة المؤسسات والشراكة الوطنية الفاعلة في ظل الدستور العراقي بعد جمود واضح بسبب الأختلاف على قضايا رئيسيّة في منهجية بناء الدّولة تعددت فيها الآراء واختلفت التصورات بينهما، لكنّها لم تكن عصية على الحل بعد أن سادت اللقاء أجواء إيجابية تميزت بالوضوح والشفافية واستحضار وقائع التاريخ وقواسمه المشتركة بين الطرفين لذلك يرى المجلس الأعلى إن اللقاء حتّى وإن جاء لتصفية بعض الأختلافات العارضة التي سادت العلاقة بين المجلس الاعلى والدعوة هو خير من عدم اللقاء والتجافي والتباعد الذي يخالف مبدأ الانفتاح الذي انتهجه المجلس الأعلى والذي طالما أكد ويؤكد ان الحوار الوطني ضرورة دائمة لابُدَّ منها كونها المسار التصحيحي الحقيقي الذي ينقي الأجواء ويجنب العملية السياسيّة برمتها الاخفاقات والانتكاسات وليس خافياً ان الخطوط العامة والمبادىء التي ركزعليها الطرفان انطلقت لتضع آليات تحافظ على وحدة التحالف الوطني وتحفظه من التفكك وتدعم حكومة الشراكة الوطنية وتمكنها من القيام بواجباتها في خدمة المواطنين ومنها التأكيد على وحدة الصف الوطني وتفعيل مبدأ الشراكة الوطنية والعمل على توحيد الجهود حيث ان وحدة الهدف ووحدة المصير تعتبر من أهم المبادئ التي يمكن أن يستند إليها في بناء دولة خادمة لمواطنيها تقوم على العمل المؤسساتي الدستوري بسمات حضارية عصرية متقدمة وناجحة هو هذا الهدف الذي لابُدَّ أنّ يتبانى عليه جميع السياسيين مع ضرورة حسم الملفات العالقة التي أدت الى تراكم الأزمات السياسية الحالية والتي بدأت تتسع بشكل كبير حتّى تحولت الأمور الصغيرة الى عقد كبيرة وهذا ما اقلق الشارع العراقي وزاد مخاوفه، لذا لابُدَّ من أنّ نتفاءل بأن لقاء من هذا النوع وبهذه الطريقة الواضحة مع تبنيه أموراً أساسيّة سيكون منتجاً وداعماً لجهود حل الأزمة التي لن تستمر بوجود الحريصين على حلها. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور الحربي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/08



كتابة تعليق لموضوع : المجلس الأعلى ومنهج الإنفتاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net