صفحة الكاتب : علاوي حسين محمد

جرأة الشعر واثارة التلقي عند آمال الفتلاوي
علاوي حسين محمد

 ترتكز النصوص الإبداعية على المثيرات الجمالية في تحقيق وجودها، تنوع الأساليب في النص المعرفي لتخفيف وطأة السرد التأريخي وتقدم المعلومة بنداوة التلقي، الكاتبة المبدعة آمال الفتلاوي في موضوعها (لقاء في أبجدية حرف) طوعت الشعرية، أسست لنفسها مساحة تأثيرية لتغور في عمق النص التاريخي وتحقق الشعرية العالية عرض سيرة غيرية لرائدة من رائدات القداسة، هي السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين، وابنة الزهراء (عليها السلام) وأخت الحسين (عليه السلام).
 اعتمدت آمال على الشعرية التي تعد لمحمولات جمالية تقدم السيدة أم كلثوم بطريقة شعرية، هو حرف افق القداسة، وربيع وعي، لتلج بهذا الأفق والوعي عوالم التعريف بأم كلثوم (عليها السلام) المتغيرات نابعة من طاقة الفنان ذاته من إمكاناته ومؤثراته:
 (أنا يا سيدتي حرف كاتبة تزدهي بكم اللقا، وتحلم بمثل هذا اللقاء، السيدة ام كلثوم)، وتبدأ التعريف برمزها المقدس، تجيد معاملة المؤثر معاملة جمالية لرصد المعلومة التاريخية، لتحرك الكاتبة محرك السرد التعريفي تقول:
(احتفى الحرف ببهجة منطقها الرصين) تنهال حينها المعلومات بتدفق ابداعي، الولادة زمن ومكان، الأب، الأم، تدخل المنطوق الشعري من معبرين: الأول ما تقوله الكاتبة: (تجرأ الحرف ليحمل نزيف اغصان سكنها النشيج، نبض كان بأفق الصوت، وطيف كل حنين، المعبر الثاني عن لسان الرمز وتلك جرأة الشعر واثارة التلقي، فعن لسان السيدة أم كلثوم (عليها السلام) تقول: (بعد رحيل الرسول (ص) تمادى الذبول، وتشكلت سقائف وأحزاب وعواصف سوداء وعروش عمرها الجور، ليعبروا، هكذا غادروا المعنى لأنها بلا معنى، فعدوا الخيل، وشدوا الليل حرباً ضروساً في معركة الجمل).
 تولد الشرارة التي تشحن النص بطاقة ايحائية لا تريد أن تدخل سرديات تفاصيل معروفة، وانما ترتقي على الإيحاء لتثير عقل المتلقي أحداثاً هو يعرفها، وهنا لابد من تماس معها شعورياً عبر مكونات الإيحاء، نذهب عبر المسعى التكثيفي الى تعرية التاريخ بأقل الكلمات: (خرجت صاحبة الجمل بما حمل من ضغائن الحقد والمكر والخديعة).
 تكشف الكاتبة اللثام عن الواقع التاريخي، احداث لو كتبت بلغة المؤرخ لما اثرت بهذا العمق الوجداني: (لم يجد الحرف ملاذاً سوى البكاء، ذبحت العبرة سماوات لقاء سيدتي هو الدمع في بعض مزاياه... صلاة).
 نبض النص كان حركة التقديم والتماثل الغيري لدواخل الرمز المقدس تقول مولاتي (ربما تنهض الذاكرة عند موقف تأخذ منه ما تريد وما تشاء، فاحملي للعالم وصية مولاي الحسين:
(إذا انا قُتلت، فلا تشقّنّ عليّ جيبا، ولا تخمشن عليّ وجهاً، ولا تقلن هجراً)، قال الحرف حينها: انا احتاج الى ذاكرة تحمل كل هذا الفيض الرحمان الغائر في الوجدان، فسلاما حتى مطلع الجرح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النص:
(لقاء في أبجدية حرف)
 فوق القلب خط الحرف وهجاً يسمو ويغور في التواريخ هيبة وسناء، هو حرف أفق القداسة وربيع وعي، ربيبة من ربات منزل الوحي، وسيدة من سيدات مدرسة النبوة، زهد وعبادة وبلاغة وشجاعة، البعض يخلط بينها وبين سيدة الصبر زينب (عليها السلام) والبعض الآخر ينفي وجودها أصلاً، ولذا أنا قدمت حرفاً مرفوع الرأس، الغصن المتوهج يرسم خطواته عند مرافئ اللقاء، أنا يا سيدتي حرف كاتبة تزدهي بكم اللقا، وتحلم بمثل هذا اللقاء، السيدة أم كلثوم بنت امير المؤمنين (عليهما السلام)، وابنة سيدة نساء العالمين، السيدة الزهراء (عليها السلام)، فكان اللقاء عامرا بالصلوات، احتفى الحرف بهجة بمنطقها الرصين.
:ـ ولدت في المدينة المنورة عام 6 هجرية في حجر أب هو يعسوب الدين، ورضعت الصبر والحكمة والايمان من أمها سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول رب العالمين (ص)، في بيت تستأذن الملائكة لتشم منه عطر النبوة، بلغت دروس الوعي وغذيت تعاليم القرآن، واستلهمت نهج جدي رسول الله والقوة والعقيدة واليقين.
تجرأ الحرف ليحمل نزيف أغصان سكنها النشيج، كيف كان التصدي يا أفق الصوت وطيف كل حنين؟ قالت (عليها السلام) بعد رحيل الرسول (ص)، تمادى الذبول وتشكلت سقائف وأحزاب وعواصف سوداء وعروش عمرها الجور، ليكبر على وهاد غادرت المعنى؛ لأنها بلا معنى، فعدوا الخيل، وشيدوا الليل حرباً ضروساً في معركة الجمل، اذا خرجت صاحبة الجمل بما حمل من ضغائن الحقد والمكر والخديعة، حملت سيدة التاريخ ام كلثوم الدفق المحمدي لتواجه من تمادى ببهجة زور زاعمة هي الأخرى النصر، النصر لصالح من؟ والنصر على مَنْ؟ على امير المؤمنين علي، لا حول ولا قوة الا بالله، لم يجد الحرف ملاذاً سوى البكاء ذبحته العبرة، سماوات لقاء سيدتي هو الدمع في بعض مزاياه صلاة، وانت التي رافقت تكايا الصمت جراحا في الطفوف، كنت هناك مع سيدة الصبر تشدين ازر الولاء، وتعلمين العالم كيف ينتصر الحق المبين، كنت سارية النصرة للدين والاباء.20:59

وأكيد إن المواقف لها بوح يسري في الضمير، نظرت الى حرفي المناصر حد النشور، حينما عزم السجاد (عليه السلام) لينهض على عصاه وسيفه اثقل من حيل جريح، رددته كي لا يذبل بعده وجه العالم ويخلو من نور امام، انا التي ناديت مستغيثة: يا محمداه، يا علياه، يا اماماه، والقلب دامي الخضور، تحمل الأرض به يولد، يحيا والفضاءات مصاب، واذا بصوت معصوم هو أخي الامام ينادي: يا اختاه، تعزي بعزاء الله، قال حرفي:ـ انا لا اشك لحظة يا سيدتي انكم شمس هذا الوجود، اشراقته، قالت مولاتي:ـ ربما تنهض الذاكرة عند موقف تأخذ منه ما تريد وتدع ما تشاء، فاحمل للعالم وصية مولاي الحسين: (اذا انا قتلت فلا تشقّنّ عليّ جيبا، ولا تخمشن عليّ وجها، ولا تقلن هجرا)، قال الحرف حينها: انا احتاج الى ذاكرة تحمل كل هذا الفيض الرحماني الغائر في الوجدان:
- انا من صرخت بوجه الكوفة ان الصدقة علينا حرام، واستجاب الأطفال فورا ورموا ما في أيديهم من طعام، كل اوجاع الدنيا تحتمل الا وجع الطفوف؛ لأنها تحتاج لنصرة الا نصرة التقى ونصرة الدين، ولهذا كنا رغم العطش نحن نبايع الأرض وانهارها ونحن شيمة كل فرات، مالنا وندم اهل الكوفة؟ مالنا والبكاء؟، لمن البكاء علينا، على الحسين، على كربلاء؟، العزاء هوية واسمى معاني الولاء، العزاء انتماء أيها الحرف، ومن سيخذل في الطف حسيناً، سيخذله الله يوم اللقاء


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاوي حسين محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/07/03



كتابة تعليق لموضوع : جرأة الشعر واثارة التلقي عند آمال الفتلاوي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net