صفحة الكاتب : د . عمار عبد الرزاق الصغير

دفع إشكال الشيخ صاحب الحدائق على علم الرجال .
د . عمار عبد الرزاق الصغير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يرى الشيخ يوسف البحراني زعيم الطائفة الاخبارية في زمانه :

أن جميع ما في الكتب الروائية الأربعة قطعي الصدور عن المعصومين ، وقد تبنى لذلك أدلة عديدة كان أقواها : أن مؤلفيها مثل الطوسي يؤخذ بقوله حينما يوثق راوي او يضعفه ، فإذا نعتمد  كلامه في توثيق الرواة - حتى نأخذ بروايتهم - فلماذا لا نعتمد روايات كتابه ونعد جميع ما فيه صحيح الصدور عن المعصومين؟ .

وهذا السؤال تمت الإجابة عليه من جهة الحاجة إلى علم الرجال وان كانت الحاجة أثر مترتب على الجواب لهذا السؤال ؟

 

 و من أبرز الإجابات الشائعة لمؤلفي البحث الرجالي ما انصب اهتمامها على الآتي :

1- اختلاف مفهوم الصحة بين القدماء والمتأخرين  ، فرب صحيح قديما غير صحيح عند المتأخرين ، لهذا صفة التقييم تختلف أيضا .

2- مبنى الوثوق عند الطوسي جعله يعتمد على قرائن خارجة عن السند ، فرب توثيق وتصحيح عنده هو غير موثق عند المتأخرين ؛ لهذا لم يعتمد فقط السند حتى نلتزم بقبول روايات من يوثقه او رد من يضعفه .

3- عدم ادعاء المحدثين لصحة جميع ما في كتبهم بالتالي لا نلتزم بتوثيق او تضعيف الرجالي القديم .

4- ضعف بعض الروايات وتعارضها حتى عند الطوسي تضطر للرجوع الى علم الرجال لفك التعارض ، ومن ثم وجود روايات ضعيفة حتى عند بعض من يوثقه الطوسي .

 

فهذه الإجابات كانت حول أصل علم الرجال والحاجة إليه ، أو أصل صدور الحديث من المعصومين فناقش في الظن والقطع ، ويمكن ايراد الإجابة الاتية وفقا لما يراه أستاذ المادة :

إن هذا الاختلاف الذي أورده الشيخ البحراني (قدس) يبحث بملاحظة اساسات ثلاث :

أولا :  حقيقة قول الرجالي : فالبحراني يرى أن  (قول الرجالي) هو من نوع (خبر الثقة) لهذا وثق حتى المتأخرين فضلا عن توثيقه للطوسي ؛ اما من يرى ان قول الرجالي (قول مختص واجتهاد) فلا يستشكل عليه بسؤال البحراني؛ لان الاجتهاد فيه ظن واحتمال خطأ وتوهم وهي علل للراوي والرجالي ، والطوسي غير مستثنى من ذلك فيمكن أن تتعرض مروياته الى الضعف كما حصل مع بعضها . وإذا كان قول الرجالي ثقة فلا حاجة بعد للحس والحدس .

ثانيا : المنهج المتبع لكل رجالي : إن (قول الثقة) يعمل في (منهج النصوص الرجالية) فقط وليس في جميع المناهج ؛ لهذا يتعطل هنا (النصوص الرجالية) لأنه (قياسي لا استقرائي) وعملية التوثيق والتضعيف استقرائية ، فمنهج النصوص يتعطل ويرجع الى التحليلي لهذا لابد أن ينقح بالتحليل جميع التراث الروائي

علما إن المتأخرين ردوا منهج النصوص لأنه قياسي برهاني بدليل أن التقييمات الرجالية تثبت بالاستقراء وليس بالقياس والبرهان . لهذا اشكال البحراني يأتي على من يعتمد فقط على النصوص الرجالية دون باقي المناهج .

ثالثا : مبنى الوثوق ومبنى الوثاقة : الوثوق هو الاعتماد على جملة من القرائن في التقييم الرجالي ( مثل التوثيقات العامة والخاصة) ، ويعتمدون المنهج التحليلي ومنهم الطوس ، أما الوثاقة فيعتمدون فقط غالبا على التقييمات والنصوص الرجالية .

فمن يؤمن بمبنى الوثوق يعتمد التحليلي ؛ لأنه يعتمد مجموعة قرائن وليس مثل مبنى الوثاقة الذي يعتمده البحراني؛ فيعتمد فقط على النصوص الرجالية .

على هذا الأساس اشكال البحراني يرد على أهل الوثاقة لا الوثوق لكنهم خرجوا منه باعتمادهم على ان قول الرجالي قول خبير مختص .

فالبحراني عنده قول الرجالي قول ثقة لكنه استبعد قرائن الوثاقة الأخرى التي يمكن أن تضعف ما وثقه الرجالي كما حصل في تضعيف كثير من توثيقات الطوسي .

وعلى وفق ذلك يتقرر اشكال البحراني بالآتي :

  • من يرى قول الرجالي من نوع (خبر الثقة) ويعتمد فقط على (منهج النصوص الرجالية) ويتبنى الوثاقة لا الوثوق . فإنه يلزمه بالأخذ بكل ما يأتي من الرجالي مثل الطوسي ، فكما يقيم الرجالي ويؤخذ بتقييمه كذلك يدون الرواية ويرويها ويؤخذ بما يرد عنه .
  • أما من يرى أن قول الرجالي (قول خبير مختص) او (قول ثقة يساهم مع بقية القرائن في التوثيق ولا ينفرد بها) ، ويعتمد (المنهج التحليلي) ويعتمد على (مبنى الوثوق ) بالاعتماد على قرائن كثيرة للتوثيق -مثل التوثيقات العامة والخاصة ورعاية العلل السندية والمتنية والتضعيفات -  فلا يرد عليه اشكال البحراني .     

ومعظم علمائنا المعاصرين يعتمدون القسم الثاني .

د عمار عبدالرزاق الصغير / من درس (علم الرجال) لطلبة جامعة الإمام جعفر الصادق / المرحلة الثانية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عمار عبد الرزاق الصغير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/05



كتابة تعليق لموضوع : دفع إشكال الشيخ صاحب الحدائق على علم الرجال .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net