صفحة الكاتب : د . ناهدة التميمي

الى برلمانيي الغفلة .. بلا تحية
د . ناهدة التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قبل ايام نُشر موضوعا عن عائلة محطمة بالكامل , كان الشاب المعاق يرتدي دشداشة نسائية لانه فاقد الاهلية والمقدرة على العناية بنفسه.. والفتاة مشلولة تماما والاخ الاكبر مريض وعاطل عن العمل .. 
ربما تعطف البعض على هذا المعاق بتلك ( الدشداشة النسائية ) لتستر جسده العليل والنحيل , والاخ الاكبر كان باديا انه مريض وبائس ومتعب للغاية ..والاهم من هذا كله هي الفتاة الشابة التي تُركت لمصيرها الاسود دون رعاية او وازع من ضمير .. فهذه الفتاة كيف تقضي حاجاتها الانسانية ,قبل الاكل والشرب!!! .. من يأخذها الى المرافق ومن ينظفها ومن يُحممها ومن يُحفّظّها وقت الدورة الشهرية ومن يبدل حفاظاتها ومن يطبخ لها او يعينها على الاكل ..
كل هذه الاسئلة وغيرها دارت في رأسي وانا ارى صور هذه العائلة المنكوبة والبائسة في وقت يتعالى صوت البرلمانيين صراخا ونشازا وعراكا على المغنائم والمناصب والمكاسب والامتيازات السياسية .
اذ ان جُلّ المعارك الدائرة بين البرلمانيين هي لتثبيت حصصهم من الغنيمة .. فما يعنينا نحن المواطنين من الهجوم على هذا او ذاك او هذا الكيان او ذاك..!!, وان كان التقويم والتصويب شيئا جيدا لتحسين الاداء والمسيرة, ولكن اليست هذه امتيازات وضعها البرلمانيون لانفسهم وفقا لتعليمات بريمر وكانها رشوة لهم ليسكتوا على الكثير من التخريب والعبث في موارد العراق وشعبه وامنه..!!
هل فكر احد البرلمانيين الشرفاء ان يعلوا صوته في المطالبة بتشريع قانون لانصاف مثل هذه الحالات بدل صراع الديكة على الترشيحات والاحتفاظ بالكراسي والامتيازات لانفسهم 
 اليس الاجدر في مثل هذه الحالة ان يتم تعيين معينات يذهبن لمثل هذه العاجزة وبشكل يومي يتناوبن في الرعاية ..  لتحميم الفتاة وغسلها وتنظيفها والطبخ لها واطعامها اسوة بكل الدول التي تحترم انسانية شعبها وكرامته 
 كما ان العناية بمثل هذا الطفل المسكين الذي يرتدي دشداشة نسائية من البؤس وفقدان القدرة على العناية بنفسه هي العمل الصالح كله وهي الصلاح ذاتهوهي افضل تشريع انساني وسماوي. 
يابرلمانني الصدفة والغفلة لماذا ترتفع عقيرتكم بالصياح على هذا وذاك لان الامر يخص مصالحكم وبقاءكم ومناصبكم ولماذا لم تلتفتوا يوما الى مشاكل الشعب المستعصية ..
 لم ار فيكم من نادى بقانون يكفل ادمية المعاقين ومن ليس لهم معيل ولم ار منكم من تبنى مشروع التعيين المركزي للخريجين اذ اني اعرف شابا مهندسا وبعد ان يئس من التعيين لمدة ثلاث سنوات اضطر الى العمل شرطي مرور .. وهناك شابة خريجة قانون وزوجها خريج تربية, لحد الان وبعد اربع سنوات لم يجدوا وظيفة تاويهم فاضطر الزوج الى تصليح الثلاجات العاطلة ليعيش .. 
اين انتم واخص الاطباء منكم واصحاب الضمير من تشريع قانون التامين الصحي ليكفل العلاج المجاني لكل من لايستطيع دفع التكاليف .. واين انتم من النظر في زيادة رواتب المتقاعدين والتي لاتكفي مصرف يوم واحد 
واين انتم من مشكلة الاطفال المشردين في الشوارع والارامل المستجديات والايتام .. اليسوا هؤلاء اولى بان تقفوا بصلابة وتطالبوا بتشريعات تكفل حياتهم وانسانيتهم بدل التباطح على المآرب الشخصية والحزبية والكتلية .. واجدى من التصويت الفارغ على من سيفوز بالمباراة ريال مدريد ام برشلونة .. او من التصويت على اتفاقية حماية قاع المحيطات وكاننا دولة في  عمق المحيط. 
ذات مرة انتقدني احد الاخوة المعلقين الاعزاء لاني قلت سمعتهم في العراق يقولون برلمان السادة والعلويات .. وقال هؤلاء نسبتهم لاتتجاوز الخمسة بالمئة .. والحقيقة هي حتى لو كانت نسبتهم واحد بالمئة فهم الاولى بالدفاع عن حقوق المظلومين والضعفاء لانهم من نسل الرسول الاعظم والذي جاء بالرسالة من اجل الحق والعدل ,والمفترض انهم السائرون على طريق ابي تراب سيد البلغاء وامام المتقين والذي كان يستئنس النوم والجلوس والسجود على التراب تزهدا وتعففا وتركا للدنيا , ولايغمض له جفن وهنالك يتيم جائع او فقير معوز .. فاين انتم من كل ذلك ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ناهدة التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/05



كتابة تعليق لموضوع : الى برلمانيي الغفلة .. بلا تحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net