صفحة الكاتب : حامد زامل عيسى

قراءة في قصيدة( ارض السواد ) ؟
حامد زامل عيسى

عند قراءتي قصيدة الشاعر المبدع موسى عزيز الخالدي لمست وعيا لشاعر يمتلك أدواته ولم ينصفه النقاد .

فالشعر هو تحديد موقف وقد سجله شاعرنا الخالدي بهذه القصيدة( ارض السواد ) واثبت ان الشاعر اي الخالدي لا يمكن ان يكون شاعرا دون أن يعي ما يجري ويدور من حوله فموطنه العراق الذي حمله بين جوانحه وفي قلبه لهذا تراه محتجا هنا على الجريمة الصامتة التي ترتكب بحق( ارض السواد ) والذي استطاع فيها الكشف عن المكبوت، اذ كلما تعمقت رؤية الشاعر للواقع المعاش فيها اي ارض السواد ازدادت معاناته حدة وجاء ليؤكد في قصيدته على وظيفة الشعر في نقد الواقع المر لقد امتلكت القصيدة القدرة على التعبير عن هذا الواقع وتحمل فكرها المتمثل بالرفض الثوري لواقع المعاش ما حدث ويحدث في ارض السواد بات صراعا حاد في نفس الشاعر لقد طرح الخالدي قصيدة ثورية الموقف.

لهذا تعتبر قصيدة ارض السواد صرخة احتجاج مدوية كون هذه الأرض عمدت بالالم والجوع والدموع والظلم فاكتسبت قصيدته الحماسة والحزن ففيها مارس مسؤولية التاثر من كونه شاعرا.

بمعنى لم تولد القصيدة الا بعد ان انقلبت صورة ارض السواد عند الشاعر لان هذه الارض في لحظة مخاض التي تعيشها حاليا انها لحظة قلقة.

واخيرا نقول أن هذه القصيدة جاءت تحديا في وقت صعب وأن الشاعر المبدع موسى عزيز قد اجاد فيها.

 

 

( أرض السواد )

 

ارض السواد تجوع من سقم هل يعتري من باعها سقمُ

مات الضميرُ فصرتمُ وحشاً يغتالنا واعدائكم سلمُ

حبل الخداع ركبتم ظهره هل من ضمير تحده قيمُ

احييتم الاسقام في بلدي الأرض خنتم والايمان والقسمُ

جددتم الاثام في وطني ياخائنين بغيهم عزمُ

حزتم تراث الناس من دنس واستوثقت برقابكم غرمُ

زدتم ثراءا بعد شح وفاقة العار ثوبكم والله غدا خصمُ

قلتم موالي للوصي خديعة وكنتم للمرادي السيف والسمُ

كم ملجما لليوم نعرفه طعن النقاء بسيفه المُ

إن عبتموا طاغوت من ملكوا صرتم له رحمة ورحمُ

بالامس تلتجئون في دول عريٌ حفاة كبيركم قزمُ

باسم العراق لبستم هيبة جازيتم الفضل شرٌ وظلمُ

هذا العراق غصبتم اديمه سهم اخ وصهر وعمُ

هذا العريق سُفهتُم علومه اقدم لوح واول القلمُ

ارض السواد وفيها جياعٌ مابين نازحٍ ومشرد ومعدمُ

مورث فخرٍ والايام شاهدةً يعطي خصاصه ومنتهى الكرم

أوقف نهارا بباب حطتنا يدعو وياليت بوجهه علمُ

مامات من أرخى له كفا لله فوض امر من حرمُ

لله در ثكالانا في وطن رغم الجراح ورغم

الجور يبتسمُ شعب به التاريخ متعجبا من ساسة حكموا ومارحمُ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد زامل عيسى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/30



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في قصيدة( ارض السواد ) ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net