صفحة الكاتب : عدنان ابو زيد

 العقائد عابرة للحدود.. فلا تابع ولا متبوع 
عدنان ابو زيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 العقائد الدينية والسياسية عابرة للحدود الجغرافية، والقومية، وربما فشلت في البلاد التي نبتت بذورها فيها، أو تنكّر الناس لها في موطنها الأصلي، فتلقّفتها أمم أخرى ورعتها، وارتفعت بها شأوا. 

بل انّ شعوبا استخلصت عصارة تلك العقائد، وزاوجتها مع ظروفها، ولائمتها مع احوالها، فبرعت في التطبيق. 

دعوة الإسلام ظهرت في مكة التي ضيّقت على حاملي لواءها الذين فرّوا الى المدينة، ونجحوا هناك في تحويلها الى دولة. 

ماركس كان ألمانياً، ولم تثمر أفكاره في بلده الام، بل في روسيا، وتشكّلت على هديها الأحزاب الاشتراكية في بلدان مختلفة. 

وتبنّت الحركة الاشتراكية في بريطانيا، أفكار ماركس، مع الاختلاف في انها ضد الثورات الانقلابية. 

وفي مقاربة لأزمنة قريبة، فانّ حركة طالبان نشأت في المدارس الدينية الباكستانية، لكنها شيّدت قواعدها في أفغانستان. 

والماوية مثال صارخ على تلاشي القومية والهياكل والهويات الاجتماعية والعرقية، أمام قوة الايمان بالنظريات. 

وكانت الحركة الاشتراكية النمساوية المجرية بقوتها الجماهيرية الهائلة، مثار اعجاب الكثير من الشعوب، وأصبح الزعيم النازي أدولف هتلر، رمزا ينجذب الاشتراكيون الديمقراطيون، الى مفاهيمه عن السلطة الجماهيرية. 

والأناركية زحفت من ألمانيا الى الولايات المتحدة الأميركية، وتصادم مناصروها في ميدان هايماركت بوسط مدينة شيكاغو . 

وفي البلاد العربية، فانّ الأيديولوجيات الشيوعية، والقومية والإسلامية، تجتاز المناطقية والمذهبية.   

وآمن قوميون عراقيون، بالرئيس المصري جمال عبد الناصر، واتخذوا منه زعيما، وانبهر يساريون عراقيون وعرب بلينين، و ماوتسي تونغ، وغيفارا، وهوشي منه.   

وعلى مدى عقود انتشر العقائد الإسلامية في الكثير من دول العالم، ونمت المسيحية من طائفة دينية صغيرة إلى أكبر عائلة ديانات في العالم. 

ويتبع الكثير من المسلمين الشيعة في مختلف البلدان، منهج مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران، آية الله الخميني، فيما حركة الاخوان المسلمون السنية لها اعضاء في مختلف أنحاء العالم. 

والدارسون للهياكل الاجتماعية وتاريخ تحول المجتمعات، يدركون آليات وظروف التغييرات الثقافية الكبرى. 

وفي الكثير من الحالات، فانّ العقائد تنتشر من "القاعدة إلى القمة" من خلال تمكين الطبقات الدنيا، والوعد لها بتحسين الحياة. 

يقول الدكتور جوزيف واتس في كلية علم النفس بجامعة أوكلاند، أنّ من المرجّح أن تنتقل المعتقدات بسرعة، إذا كان يقودها زعماء أقوياء. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان ابو زيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/24



كتابة تعليق لموضوع :  العقائد عابرة للحدود.. فلا تابع ولا متبوع 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net