صفحة الكاتب : زينب راضي الزيني

جهادُ قلمي بدون قمري..
زينب راضي الزيني

  أنا وقلمي صديقانِ لا نفترق، فهو ينوبُ عني، بحزني، بفرحي ...

فهو يعرف ما بي، ويسجلُ أحاسيسي دونَ أنْ يألمني ...
أصبح قلمي يحزن لحزني .
يكتبُ كلماتٍ تزيدُ لواعجَ الحزنِ.
أولُ كلمةٍ كنتُ أكتبها بقلمي: أميّ.
كم انا بحاجة إلى تلك النظرة الصافية؟
كم أنا بحاجةٍ إلى تلكَ اليدِّ الحانية؟
كم أنا بحاجةٍ إلى نبرةِ صوتها تنادي بأسمي؟
كم أنا محتاجه الى أحضانها الدافية؟
إنّها تشبهُ ضوءَ القمرِ الذي يضيءُ عتمة الليالي الكالحة.
كم أحتاجها بالقرب مني؟
 فهي رفيقتي مثلُ قلمي تخافُ وتبعدُ الأذى عني.
ما كدْتُ أمسكُ قلمي الا وهو يبدأ يرتلُ حروف الحزن على أمي.
فعلاً، صديقٌ حميمٌ لا يخدعني.
بل أحزاني وهمومي شاركني وخفف عني.
كلما أمسكتهُ، أخذَ بكتابةِ دعاءَ الصبر والتأسي بأهلِ البيت (عليهم السلام) 
ليبعدَ الحزن عني.
ويكتبُ مناجاةَ عاشقٍ فارق حبيبه 
إنّها لحظه اشتياق، وعناق، لفقيد تاقتِ الروح له تواقاً.
يجبر خاطري بكلماتٍ يُسطرها على ورقتي الحزينة.
أحسستُ حينها أنّه أحنّ صديقٍ لي.
لم يخدعني بل يحسّ بكلّ ما في قلبي بدون أن أحرّك فمي
وأحدثه عن همي 
يعرف ويحسّ معي بألمي.
أنا وهو نسهرُ ونكتبُ على ضوءِ القمر 
يعجبُه هدوء الليل.
وضياء القمر المنير.
فهو يسهرُ معنا ليجبُرَ القلبَ الكسير.
فرأيتُ القمرَ حزيناً كحزني.
سألته: لمَ أنت حزين مثلي؟
كنت تُضيء لي أيامي.
كنت مع قلمي أُحدثك وتُحدثني.
لِم أنتَ حزين؟
أراك تخفتُ بضيائك نحوي.
كأنك تقول: لا تتعلقي بي.
فقال لي :
هناك قمرٌ قطّع قلبي.
سقط بكربلاء قرب العلقمي.
وكان كفيلاً لزينبَ ابنة علي.
إذن، كيف لكِ أنْ تحتمي بي؟
ابعدي عني واتركيني لشأني.
أخافُ أن أُضيءَ لكِ وتتعلقي بنوري.
ابقَ لي لتُنيرَ دربي، وتطفئَ جمرة قلبي.
فقال لي :
الشمسُ ستشرقُ وتحوك لكِ بخيوطها أحلامكِ 
وتُنيرُ ظُلمتكِ بدلاً عني.
لا أريدُ الشمسَ
 أُريدك أنتَ لأنكَ كفيلي.
أنت أصبحتَ ليلي.
أنا أكتب مع ضيائِك وأنتَ تُنيرُ لي ظلام الليل.
فكيف تتركني وأنا بدونك بقايا روح بقلب نحيل؟
أنا على وشك الرحيل.
بخيط أمل هزيل.
ارجع، وأنِرْ طريقي، فأنتَ الكفيل.
بدونك حياتي يا قمرُ مُستحيل.
كنتَ تسمعُ بكائي وحزني والليل طويل.
وأسمع منك دعاء الصبر لي.
عن فقيدي الذي كان يحنو عليّ 
ويخاف عليَّ من ظلمة الليل.
مثلك أيُّها القمر.
من رحل عن داري أصبحت بدونه ظلمة موحشة.
أنتَ أيضاً إنْ فارقتني يصبح ليلي موحشاً.
فكيف لي أنْ أحتمل قمرينِ
 يفترقانِ عني لحظة واحدة؟
كلاكما تنيرانِ حياتي.
كلاكما تحققان أمنياتي.
كلاكما نجاتي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زينب راضي الزيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/23



كتابة تعليق لموضوع : جهادُ قلمي بدون قمري..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net