صفحة الكاتب : د . جابر سعد الشامي

حــروب القمــح والمجاعــة
د . جابر سعد الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أنه لأمر صعب جداً. ان يتخلى مليارات البشر في الكرة الارضية ( كوكبنا الملتهب )عن القمح ,فالقمح حبوب رئيسية في مجال الأمن الغذائي العالمي، يستهلكها مليارات البشر على شكل خبز أو دقيق او اشكال اخرى .  صحيح انه يزداد إنتاج الذرة كل عام لكنها تُستخدم خصوصاً لتغذية الحيوانات على شكل علف أو للاحتياجات الصناعية.

واعتاد البشر وكذلك الحكومات في العديد من دول العالم على اعتبار القمح حاجة انسانية ماسة وغالباً ما يقدم الى السكان بسعر مدعوم .

ويتم إنتاج القمح  في مناخ معتدل، ومن الجدير بالذكر  ان نحو عشر دول تنتج القمح بكثرة ويمكنها التصدير،  ومنها  روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وأستراليا والهند . وقبل بضع سنين خفّضت الولايات المتحدة إنتاجها من القمح لأنها فضلت التوجه لإنتاج  الذرة وفول الصويا لازدياد الطلب عالمياً على الاعلاف والبروتين النباتي والموجود في محصول الصويا بنسبة  تتراوح بين 36- 56 %.

فماذا لو علمنا ان أسعار القمح ارتفعت بنسبة 40 %   ووصلت  أسعار القمح لأعلى مستوى لها منذ ( 14 ) عاماً. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار بعض السلع مثل الخبز والمعكرونة والبسكويت وتلك الاسعار العالية يجعل استيراده والحصول عليه غير متاح لبعض الدول التي تعاني من ازمات  اقتصادية حادة وحروب مثل لبنان واليمن  وليبيا .

ووفقاً لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو FAW)  فإن 50 % من القمح المستهلك في لبنان عام 2020  و 22% من القمح المستهلك  في اليمن  و 43%  من القمح المستهلك في ليبيا تم استيراده من أوكرانيا. 

كما ان الدولتين المتحاربتين ( روسيا واوكرانيا ) لوحدهما تنتجان حوالي 14% من الانتا ج العالمي للقمح . واوكرانيا لا تستطيع تصدير كميات كافية وكبيرة من القمح حتى لو توقفت الحرب مع روسيا والتي ستدخل شهرها الرابع بعد ايام ..

 ويمر العالم عموما بفترات مناخية مقلقة وتقلبات في المناخ مما القى بضلاله على العديد من دول العالم الثالث  وشهدنا موجات جفاف شديدة في دول جنوب حوض البحر المتوسط وأفريقيا . وكذلك الهند، التي تنتج كميات كبيرة من القمح ولديها مخزون ضخم منه سمح لها بطرح محاصيل إضافية في الأسواق في الأعوام الماضية  وهي الان ايضاً تعاني  من جفاف قاسٍ حاليا وقلة مجمل مخزونها من القمح  ولن تتمكن من زيادة التصدير هذا العام  وخاصة بعد اندلاع حرب روسيا – اوكرانيا والتي يراد لها ان لا تنتهي او تحسم قريباً.

وفي هذه الايام هناك مخزون عالمي يقدر بحوالي ( 270)  مليون طن من القمح على كوكب يستهلك 800 مليون طن سنويًا.

فماذا يتهدد الامن الغذائي العالمي استناداً الى تلك المعطيات . هل العالم مقبل على مجاعة ...

 الله اعلم 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . جابر سعد الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/23



كتابة تعليق لموضوع : حــروب القمــح والمجاعــة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net