لقائي مع الدكتور أحمد راسم النفيس من مصر.
نهاد الدباغ

 أجرت اللقاء:نهاد عبد الغني الدباغ.

عاش في مصر الكنانة بمدينة تدعى المنصورة طبيب وأستاذ جامعي وناشط أسلامي شيعي أثني عشري طيب القلب ذو أخلاق عالية هدئ متزن لاينفعل بسرعة يملك قوة صبر مذهلة،ولد في 2 أغسطس من مواليد 1952 أشتهر بسبب تحولة من المذهب السني الى المذهب الشيعي حيث كان ذلك عن أقتناع لسنين من البحث فقد قرأ العديد من الكتب والمؤلفات لمجموعة من الكتاب الأفاضل بتمعن وأستيعاب ليتحول بعدها للتشيع وهو مطمئن القلب واثق النفس بتحولة لطريق الحق والصواب طريق محمد وآل محمد،فركب بذلك سفينة النجاة التي قال عنها الرسول الاكرم محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وآله)(من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك وهوى).
واجة صعوبات بعد التحول حيث كان السجن والتعذيب والأضطهاد بأنتظارة فقد شنت عليه حربا شعواء وحورب في لقمة عيشه وواجة أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي ولكن مع كل ماجرى عليه ظل صامدا صابرا واثقا كل الثقة أن الله معه وسينصرة عليهم ولسان حاله يقول(لن تستطيعوا حجب نور الله عني بعد أذ هداني للطريق المستقيم).
حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة،أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وعدد من الأبحاث في المجال الطبي،كما شارك في العديد من المؤتمرات في الحقل العلمي.
كان رجلا مجاهدا وبطلا شجاعا وصلبا في مواجهة معارضية لم يتأثر بهم بل تركهم في طغيانهم يعمهون،فواصل حياتة بكل ثقة وأيمان وعزيمة وأصرار ولم يعبأ بهم هذا هو الدكتور المصري أحمد راسم النفيس،أستطعنا أن نلتقي به ونجري معه الحوار التالي:
_البصيرة:نبذه مختصرة عن حياتكم الشخصية ؟
_الدكتور أحمد راسم أمين أحمد النفيس العمر 66 سنة لدي أربع بنات ثلاثة متزوجات وواحدة بكالوريوس هذا العام ربنا يوفقها،ولدي أربعة أحفاد،والدي كان  من رجال التعليم،أما جدي فكان عالما من علماء الأزهر الأزهر الشريف يقوم بالخطابة في مسجد القرية وكان له منتدى يجتمع فيه المثقفين من أبناء القرية يتعلمون على يدية العلوم الدينية والفقهية والأدبية،أقيم في المنصورة بمصر،حصلت على درجة الأستاذية عام 2002 وحاليا أكاد أكون متفرغ للكتابة.
_البصيرة:متى كانت بداية تحولكم للمذهب الشيعي من المذهب السني؟
_بدايتي كانت في عام 1985 وعن دراية واقتناع،فلم تمض ألا أسابيع بعد البحث الجاد والمقارنة بين المذهب السني والمذهب الشيعي ألا وكانت المسألة محسوسة تماما من الناحية العقائدية،ثم إلتقيت بأحد الأصدقاء القدامى الذين وجدتة على هذا الأمر،وبدأنا في دراسة بعض الأحكام الفقهية الازمة لتصحيح العبادات.
وكنت مشغولا هذا الوقت في أنهاء رسالة الدكتوراه،حتى أنني أقفلت عيادتي للتفرغ للعمل بهذه الرسالة،وقبلت في نيسان عام 1986 وبدأت أتأهب لدخول أمتحانات الدكتوراه في تخصص(الباطنية العامة)فأقبلت على القراءة العلمية،وكانت راحتي ومتعتي الوحيدة إذا أصابني الملل من القراءة بالطب،هي اللجوء الى كتب أهل البيت(عليهم السلام).
_البصيرة: ماهي أسباب دخولكم المذهب الشيعي،وكيف أستطعتم تكوين فكرة عن المذهب للدرجة التي أمنتم بتحولكم بكل أطمئنان؟
_بكل تأكيد عن طريق القراءة وأقتناعي بما أنا مقبل عليه لكونة طريق الحق الذي كنت أبحث عنه فقد قرأت بعض الكتب التي ألفها شيوخ أفاضل وهم الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاكي وكتابة(لماذا أخترت مذهب أهل البيت)والسيد الحريري وكتابة(خلفاء الرسول الأثني عشر) وكتاب(الأمام جعفر الصادق)للمؤلف الكبير المستشار عبد الحليم الجندي وغيرهم من الكتب والمراجعات قرأت هذه الكتب فأقتنعت بها فكان ذلك سبب تحولي للتشيع.
سبب تحولي المذهبي كنت في أحد أيام صيف عام 1984 في سفرة عائلية،فعثرت في أحدى المكتبات على كتاب عنوانة(لماذا أخترت مذهب أهل البيت)فأستأذنت في أخذه،ولم يكن أحد يعبأ به أو يعرف محتواة فأخذت الكتاب وقرأتة فتعجبت!!!!
ثم تعجبت كيف يمكن لعالم أزهري هو الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاكي مؤلف الكتاب أن يتحول الى مذهب أهل البيت(عليهم السلام) فأرقتني هذه الفكرة وقلت في نفسي هذا الرجل له وجهة نظر ينبغي أحترامها،فلم أقرر شيئا آنذاك واحتفظت بالكتاب،وبعد عام وفي التوقيت نفسة وفي المكان نفسة عثرت على الكتاب الثاني( خلفاء الرسول الأثني عشر)فقرأتة وفهمتة ولم أقرر شيئا،ولكنني شعرت بأنني أقترب بصورة تدريجية الى فكر أهل البيت، مضت أيام 
،وكان هناك معرض للكتاب في كلية الطب بالمنصورة فمررت به فوجدت كتابا بعنوان(الأمام جعفر الصادق)تأليف المستشار عبد الحليم الجندي،طبعة مجمع البحوث الأسلامية 1997م فقلت في نفسي هذا كتاب الأمام جعفر الصادق من تأليف كاتب مصري سن وصادر من قبل مؤسسة رسمية قبل قيام الثورة الأسلامية في أيران فأخذتة وقرأتة وتزلزل كياني لما فيه من معلومات عن أهل البيت طمستها الأنظمة الجائرة وكتمها علماء السوء،فأن القوم لايطيقون أن يذكر آل محمد بخير.
فعدت الى الكتابين السابقين،وأخرجت مافيهما من المعلومات،ووجدتها جميعها من مصادر سنية،فقلت في نفسي لعل المسلمين الشيعة كذبوا فأوردوا على الناس مالم يقولوه!
فلنعد الى هذه المصادر بنفسها،فقمت بعملية جرد دقيق لجميع هذه الكتب،سواء منها ماكان في مكتبتي الخاصة أم كان في مكتبة جمعية الشبان المسلمين،وتحققت فعلا من صحة هذه المعلومات.
لم تمض ألا أسابيع بعد البحث الجاد والمقارنة بين المذهب السني والمذهب الشيعي إلا وكانت المسألة محسومة تماما من الناحية العقائدية فحسمت قراري بالتحول للمذهب الشيعي،ثم ألتقيت بواحد من الأصدقاء القدامى الذي وجدتة على هذا الأمر،وبدأنا في دراسة بعض الأحكام الفقهية الازمة لتصحيح العبادات.
_البصيرة: هل لاقيتم أو واجهتم صعوبات بعد تحولكم للتشيع من قبل الحكومة أو المحيطين بك؟
_ أمر طبيعي أن نجابه بمعارضة قوية من قبل المتعصبين ممن لا يؤمنون بحرية الرأي وحرية المعتقد  والحكومة بشكل خاص،فعندما تم تسريب نبأ أعتناقي مذهب آل البيت (عليهم السلام)جوبهت بمقاطعة تامة وأتسعت حلقاتها وأخذت تضيق وتزداد بشكل كبير من قبل المحيطين بي(وكنت أتسائل في نفسي لما هذا العداء والشراسة بمواجهة كل من يحاول الأنتماء لخط أهل البيت(عليهم السلام )وأي جريمة أرتكبها أولائك المنتمون لهم) وبالرغم من ذلك كنت صابرا محتسبا ولكن الأمر لم ينتهي لهذا الحد فقد أخذت المضايقات تزداد وتأخذ طابعا أخر،فهذه المرة من الحكومة حيث قامت بحملة أعتقالات بالأسلاميين في مصر ممن ينتمون لتنظيمات محضورة أو ممن يهددون أمن الدولة وكنت أنا من بينهم بالرغم من أنني لاأنتمي لأي تنظيم سواء محضور أم لا ولم أكن أهدد أمن الدولة،ولكن الأمر أصبح واضحا للضغط علي كي أترك عقيدة التشيع تعرضت خلالها في السجن للتعذيب النفسي والجسدي،وبعد فترة أفرج عني ولكنهم لم يتركوني بحالي فقد أخذ التأمر يسلك شكلا أخر  الهدف منه أخراجي من عملي بالجامعة بكل مالديهم من قوة ووسائل،لأجل ذلك تم تأخير حصولي للدكتوراه لمدة ست سنوات من الضغوط الوظيفية والمعاشية لأجباري على تغيير عقيدتي ولكن الله كان معي فقد هيأ لي قيام مجموعة من الأحرار بالدفاع عني وعن غيري من المظلومين سواء كانوا من رجال الجامعة أم من رجال الصحافة والأعلام حتى فشلت حملتهم المسعورة.
ولكن مع كل مالاقيتة والحمد لله كنت صابرا صامدا طالما أن هذا الأمر في سبيل الله نرى فية سعادة وبالعكس أن نكون سببا لأغاضتهم نراه مفخرة لنا.
_البصيرة:ماهي الأمور التي لم تقتنعوا بها بالمذهب السني مما أدى بكم لأن تبحثوا عن معتقد تقتنعوا بة وتطمئنوا  الية؟
_لايوجد مذهب سني أصلا،لم نكن نعرف في مصر مايسمى بالمذاهب السنية فقد كان عندنا كتاب مختصر فقه ولو سألتم أي شخص مصري أنت تقلد؟
سيجيب لاأعرف وسيجيب أقلد كتاب المدرسة،وأن سألتموهم عن كتب الكتاب وحضور الشيخ ستكون أجابتة على كتاب الله وسنة نبيه ومذهب أبو حنيفة النعمان.
_البصيرة:ماهي النشاطات التي قمتم بها لكونكم ناشط أسلامي شيعي أثني عشري؟
_أنا أخصص 99% من وقتي في الكتابة تأليف الكتب،ومع ذلك أن طلب منا الحضور في ندوة ندرس ندرس لكي نستعد ونعرف ماذا نقول وبماذا نرد ونجيب وأن كان ذهابنا فية شجار أفضل أن لا أذهب ألا أذا كانوا مصممين على حضوري(ماذا نقول لهم مرضى نفسيين).
_البصيرة:ماهي الشهادات التي حصلتم عليها؟
_دكتوراه باطنية وماجستير وبكالوريوس وبروفيسور أي بمعنى(خمس سنين أستاذ مساعد وخمس سنين أستاذ)من غير العمل الذي عملتة والكتب التي ألفتها فأنا أعتبر أي كتاب من الكتب التي عملتها لو أن هناك من يقيمها بمعنى أن نصفهم ماجستير ونصفهم دكتوراه بمعنى عشرة ماجستير وعشرة دكتوراه.
_البصيرة:ماهي أهم الكتب الخاصة بكم،وبماذا تختص؟
_كتبنا كانت تختص بالقضايا الفكرية للأخوان المسلمين،الجماعات الأسلامية،الوهابية،تاريخ الدولة الفاطمية،القرضاوي وكيل بني أمية وهذا الكتاب ألفتة عام 2005 أيام عندما كان القرضاوي يستقبل أستقبال الملوك في الدولة.
_البصيرة:هل كانت هذه الزيارة الأولى لكم للعراق،وكيف وجدتم العراقيين من ناحية الأستقبال والضيافة والمعاملة معكم؟
_لا لم تكن الزيارة الأولى لي للعراق العزيز،فقد زرت العراق عدة مرات من 2013 ،كان العراق بالفعل أهل خير ومضياف نسأل الله تبارك وتعالى أن يمن عليهم بمزيد من التألف والوحدة فيما بينهم.
_البصيرة: كلمة أخيرة ؟
_تحياتي للشعب العراقي الودود والمضياف الذي ضحى من أجل أبقاء الحق ولو لاه لما بقي التشيع ونحن مجرد أضافة(و)بالنسبة للعراقيين.

الموضوع السابق القمر مثلنا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat