صفحة الكاتب : ضياء محسن الاسدي

الإسلام بين التراث السلفي والفكر المعاصر  
ضياء محسن الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  (( بما أن الإنسان يتطور في فكره وفي إنجازاته العلمية نحو آفاق مفتوحة متطورة في العالم والكون ووصوله إلى مستويات عالية من التقنيات تساعده على فك رموز الكون والطبيعة والمحيطة به من خلال الاكتشافات والحقائق الكونية والعلمية فأن الله تعالى وضع حيزا كبيرا ومتطورا لاستيعابه واحتوائه في كتابه المقدس القرآن الكريم كما قال تعالى ( فيه هدى للناس ...... ) و( وتبيان لكل شيء..... ) فالقرآن الكريم ومحتواه وتفسيره لا يمكن أن يكون حبيس تفسير عقليات القرون الماضية فقط مقابل هذا التطور الهائل في العلوم الكونية والإنسانية والاكتشافات التي تتعارض مع عقلياتهم منها الفلسفية والأخلاقية وتطور نمط الحياة الجديدة لحياة الإنسان المعاصر مع جل الاحترام للعقليات التي سبقتنا وجهودهم التي قادت مجتمعاتهم في زمانهم فلا بد أن يكون للقرآن الكريم والعقيدة الدينية الإسلامية وتطبيقاتها المعاصرة لحداثة المجتمع والعلم ومواكبة تطوراته حتى قيام الساعة شريطة المحافظة على النص القرآني وقدسيته ومراده في العبادة والتوحيد لله تعالى وحده وقيمه الإنسانية وتنزيهه وطاعته وفق ما أراده للإنسان الحديث والقديم على حد سواء لهذا لا يمكننا أن نتماشى في حياتنا وتطبيق مفهوم أسس عقيدتنا على ارض الواقع الجديد وقيادة أجيالنا القادمة والحاضرة وفق أطروحات دينية على منهج  السُنة السلفية والتراث والإرث القديم تحت دعوة السلفية القديمة وتطبيقها بحذافيرها وملابساتها بدون تمحيص ونقد وغربلة من خلال التحاور بعيدا عن النقاش والجدل فأن الاختلاف أنفع من الخلاف على ما علق بها من غبار أيادي وعقول العابثين بها .
أن عملية التنقيح والغربلة للعقيدة الإسلامية وتنقيبها من التراكمات الخاطئة المشوهة التي لحقت بها عبر العصور الماضية وإظهارها بحلتها الجديدة والصحيحة والرصينة من قبل رجال متنورين عرب وأجانب لتبيان عظمة الدين الإسلامي المحمدي وفكره الناصع الإنساني قبل كل شيء لكي لا تكون للآخرين من الجهة المقابلة من الإسلام الحجة القائمة لانتقاد الفكر الإسلامي برمته والخوف منه والوقوف بالضد من أفكاره وخصوصا من الأجيال الجديدة بحجة التطور والتقدم لعقلية البشر واتهامه بعدم تلبية متطلبات العصر الجديد وتطوره . 
فقد بدأت في السنوات الماضية والحالية جهود حثيثة من قبل المفكرين والمتنورين في الوطن العربي والإسلامي محاولات للبحث والتنقيب وإعادة صياغة الموروث الديني والتاريخي والعقائدي والتفاسير لآيات القرآن الكريم والغوص في بطون أمهات الكتب وخصوصا المكتشفة حديثا والبحث بالإرث الإسلامي وإظهار مكنوناته القيمة والتعرف على حقائق جديدة غيرت اتجاه العقل العربي في كثير مما تضمنته عقيدتنا الإسلامية وكتبنا وأفكارنا التي عشنا معها وتناقلتها أجيالنا الماضية والحالية وبقيت جزءا مهما من ديننا ونظام حياتنا وتربيتنا الأسرية والاجتماعية وهذا لا يمنع من ظهور أفكارا معاصرة وطرح جديد ومغاير لما يحمله الإرث السلفي وخصوصا في عقيدتنا ( السنة النبوية الشريفة ) وهذا الكم الهائل من المحرمات والمنهيات ( المنهي عنه ) وأصبحت تنافس القرآن الكريم من خلال الأحاديث النبوية الموضوعة بين دفة الكتب تجعل المتلقي في حيرت من أمره بمن يثق أو يعتمد على من ؟ في الدراسة وهنا يجب الاعتماد على المقارنة والبحث والتفكير والنقاش والحوار الهادئ البناء مع الآخرين للوصول إلى الأفضل والأقرب للحقيقة العلمية والدينية والأخذ بأحسنها والاعتماد عليها بثبوت وجودها وصحتها مقابل ما قيل سلفا وهذا لا يدعنا أن نجزم بمعرفة كل شيء قيل في القرآن الكريم من حقائق فالعلم والتقنيات الحديثة كفيلة بمعرفة المزيد في القرآن ولا نغلق باب المعرفة بوجه المتنورين الجدد في البحث والطرح والتفسير ومن جانب آخر ليس من حقنا أن نشكك بحدود عقيدتنا في ما تطرحه النظرية السماوية وأن تقادم الزمن والعلم والمعرفة والتطور الحضاري للإنسان بفكره وعقليته بعيدا عن تكميم الأفواه وغلق باب الحوار والتحاور المثمر الهادف للتصويب في الفقه والعقيدة والتراث ولا نُخطأ الآخرين ونقف بالضد منهم كما فعلوا مع المعتزلة والذين أدلوا بدلوهم في هذا الصدد وقدموا دماء وذهبت أبرياء بل أعطاء الفرصة للأجيال القادمة مساحة مريحة تتحرك  فيها بالتصحيح والتصويب والإضافة خدمة لديننا الإسلامي الحنيف )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

ضياء محسن الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/14



كتابة تعليق لموضوع : الإسلام بين التراث السلفي والفكر المعاصر  
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : البعاج ، في 2022/05/14 .

لعلي لا اتفق معك في بعض واتفق معك في البعض الاخر .. ما اتفق به معك هو ضرورة اعادة التفسير او اعادة قراءة النص الديني وبيان مفاد الايات الكريمة لان التفسير القديم له ثقافته الخاصة والمهمة ونحن بحاجة الى تفسير حديد يتماشى مع العصر.
ولكن لا اتفق معك في ما اطلقت عليه غربلة العقيدة الاسلامية وتنقيح الموروث الديني وكذلك لا اتفق معك في حسن الظن بمن اسميتهم المتنورون.. لان ما يطلق عليهم المتنورين او المتنورون هؤلاء همهم سلب المقدس عن قدسيته .. والعقيدة ثوابت ولا علاقة لها بالفكر من حيث التطور والموضوع طويل لا استطيع بهذه العجالة كتابته .. فان تعويلك على الكتاب والكتابات الغربية والعلمانية في تصحيح الفكر الاسلامي كما تقول هو امر مردود وغير مقبول فاهل مكة ادرى بشعابها والنص الديني محكوم بسبب نزول وسياق خاص به. تقبل احترامي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : علي هشام الحسيني
صفحة الكاتب :
  علي هشام الحسيني


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net