خطى النصر الزينبي
حوراء رضا

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   لا يخفى على العالم دور الإعلام، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، هذا الدور المتشعب والنافذ في مجالات عديدة، فمنها عبر المحطات الفضائية، ومنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يأخذ دوره بحسب القالب الذي يرتضيه، فالسيدة زينب (عليها السلام)، كانت مبدعة إنسانياً بما تحمل من صبر وشجاعة مؤمنة، أولد هذا الموقف تأثيراً إعلامياً، بفضح الجور ومواجهة الظلمة بكل جيل.

وبما أنها ابنة أمير الفصاحة والبلاغة (عليه السلام)، تصدّت بكل ما تحمل من قوة معنى، وهذه البلاغة توّجت الموقف بمؤثرات الضمائر التي كانت في سبات عميق عن الحق والحقيقة. 
حملت هذه السيدة رايات النصر، وهي تسير بين البلدان شامخة قوية بالرغم من المأساة، تعبّر عن مكنون ما يحدث بكل جرأة وصلابة، تدرك تماماً أن تلك الأحزان هي مصائر أمة، لابد أن يكبر فيها صوت الحق الثائر والوعي الثقافي البلاغي في إظهار الحق ونصرة المظلوم.
 وقفت بكل بسالة أمام جموع الكوفة متحدية كبرياءهم وغطرستهم، مخاطبة إياهم، فلم تقف المصائب والأحزان حاجزاً أمام قيادة زينب (عليها السلام) للأمة، بل تابعت سيرها ونضالها الروحي حتى دخولها مجلس يزيد، وكانت جبلاً عظيماً في صبرها ورباطه جأشها، متحدية طاغية عصرها وفي عقر داره، وبلسان وفصاحة أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام). 
 وكانت أشدّ عزماً وإصراراً على كشف الحقائق، واستطاعت بأسلوبها الواعي أن تؤثر في تلك النفوس، فالثورة الزينبية تشعّبت لتتوهج بجميع مكونات الشجاعة والبسالة والايمان والبيان المؤثر الذي اختطّ منه الاعلام أسس وجوده.
 دروسٌ تعلمُ أهلَ الاعلام كيفية بناء الصروح الاعلامية الواثقة من نفسها، وهي تخط مسيرة بناء الأمة، وتعلّم العالم أن الاعلام راية من رايات الاصلاح والاعلامي، مصلحٌ يقدّمُ لأمته سبل الرشاد، والاعلام الحقيقي في الثورة الزينبية يعني تحمّل المسؤولية، وبيان الحقائق التي باتت غامضة في عيون بعض  الناس.
أمسكت لواء النصر بيديها، لم تنهكها المصائب والآم السبي عن نصرة الحق وبيانه، ولم تكن المسافات البعيدة سدّاً مانعاً لإيصال صوت الحق، سارت حتى صارت رمزاً إيمانياً واضحاً في نصره المظلوم، والدفاع عنه، متيقنة بأن كل الأحداث التي جرت كانت بعين الله تعالى، والسلام على آية الصبر زينب الحوراء (عليها السلام).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء رضا

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/13



كتابة تعليق لموضوع : خطى النصر الزينبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net