صفحة الكاتب : عمار عبد الكريم البغدادي

من وحي شهريار وشهرزاد (61)  من يحفظ السر أكثر ؟ (2)
عمار عبد الكريم البغدادي

شهريار : وصلنا في حديثنا السابق الى القول :إن صاحبنا اليوم في نهاية العقد الثالث والأخت الصديقة في بداية العقد الرابع ، وهو لم يجد صدرا حنونا يودع عنده آلام أخفاقاته بعد جهد جهيد بذله لنجاح تجربته الثانية أكثر من أخته، وبعد جلسات (سرية جدا) بين الصديقين قرر الرجل إنهاء علاقته ، ومضت المرأة الثانية الى حال سبيلها .

بعد شهرين تكرر المشهد نفسه مع الزوجة في المناسبة الإجتماعية آنفة الذكر ، وهي في غاية القلق ، ولأنها تعرف تماما أن زوجها صديق مقرب لأخته ، وتلك الأخت صديقة صدوقة لها من قبل أن تتزوج أخاها ، فكان من البديهي أن تلجأ إليها، تلك الدقائق لم تكن محرجة للأخت الصديقة ، فهي مازالت تطلب الدعم والمساندة له ، وكأنها تناست أنها تطلب التعاطف من زوجته ، فأخذت تقص عليها ماجرى ، وبقصد أن تثير مزيدا من المشاعر الحميمة لدى المرأة التي تجلس أمامها أضافت من خيالها (مِلحَ ) الحب الغامر الذي كان ينبض في قلب المرأة الثانية تجاه أخيها ، لكنه ، على حد وصفها ، رفض الزواج بها لأنه يحبُ زوجته.

في تلك اللحظات وبدلا من أن تسمع (الأخت الصديقة) عبارات الثناء والدعم والمساندة والتعاطف من صديقتها المقربة، توقفت عن الحديث على وقع صرخات وعويل ، ولم يكن أمامها إلا أن تتخذ موقفا دفاعيا عن أخيها ، والمصيبة أنها لم تتوقف عن تذكير صاحبتها بأن المرأة الثانية كانت جميلة وغنية لكنه لم يقبل الزواج منها لأنه يحبها هي ولن يفرط بها .

ماحصل بعد ذلك أن الزوج دخل في صراعات طويلة مع زوجته قبل أن يقنعها (تقريبا) ، بأن الموضوع كان عارضا ولم يصل الى حد العلاقة مع المرأة الثانية ، وأن حبَ أخته له دفعها الى المبالغة في التعبيرعن (موقفه النبيل) تجاه زوجته ، وحينما عادت الزوجة الى صديقتها لم تتردد الأخيرة - بقصد الدعم والمساندة ، لكن هذه المرة للاخ الصديق والصديقة الصدوقة في آن واحد – لم تتردد للحظة بأن تقر في مبالغتها ، وأنْ أخاها لم يلتقِ المرأة سوى مرتين في مناسبة عامة ، حين عرضت عليه الزواج لكنه اعتذر وأكد تمسكه بزواجه الأول ،وبعد أخذ ورد طويل حصلت الأخت الصديقة أخيرا على الدعم والمساندة والتعاطف الحميم من صديقتها ،ونسيت تماما أن رغبتها العارمة بالحصول على تلك المشاعر كانت سببا في افشائها سرا خطيرا كاد يتسبب (بخراب مالطا) ،وحينما عادت الزوجة الى المنزل وعلامات الرضا بين عينيها عانقها زوجها بقوة ، بينما كان يقسم بأغلظ الأيمان ، من غير ان يصدر صوتا : أنْ لا يفشي سرا لامراة ، بعدالآن ، وإن كانت (أخته الصديقة ) .

هذا هو الحال ياشهرزاد على العموم ، ولكل قاعدة شواذ كما يقال ، لكنها الطبيعة البشرية المتحكمة بأسرار الرجال والنساء على نحوين مختلفين تماما .

وقد قيل لي ذات مرة : إن أجهزة المخابرات في الدول المتطورة تعتمد على النساء في كشف أسرار الأعداء ، لكنها تتكئ على الرجال في حفظ أسرارها الخاصة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار عبد الكريم البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/11



كتابة تعليق لموضوع : من وحي شهريار وشهرزاد (61)  من يحفظ السر أكثر ؟ (2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net