صفحة الكاتب : علاوي حسين محمد

وقالت كربلاء..
علاوي حسين محمد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 باشرت الإدارة المحلية بإنشاء بعض المدارس الابتدائية القريبة من مركز المدينة، وشيدت بعض المدارس الابتدائية، مما دفع الإدارة المحلية في كربلاء إلى توسيع المدارس؛ لكي تصبح قادرة على استيعاب أعداد التلاميذ الرغبين في الدخول الى هذه المدارس، لذا سعت الى فتح الجناحات الخاصة لبعض المدارس لأجل توسيع أحجام أبنية بعض الصفوف، أو بناء صفوف أخرى لاستيعاب اقبال التلاميذ على هذه المدارس التي لم تكن قبل سنة 1958م تعاني من مشكلة اعداد التلاميذ، ولكن لقلتهم؛ بسبب عزوف اهاليهم عن ارسالهم للحصول على تعليميهم لأمور اقتصادية واجتماعية وجغرافية.
 وانجزت سلسلة من المشاريع العمرانية في كربلاء من اعمال الانشاء والتشييد والترميم لبعض المدارس الابتدائية: كبناء العديد من المدارس، واتبعت الحكومة سياسة الباب المفتوح فيما يتعلق بقبول جميع الأطفال المؤهلة أعمارهم للدخول في المدارس الابتدائية الرسمية لتعميم التعليم الابتدائي الرسمي على نطاق واسع، باعتبار أن التعليم الابتدائي يشكل القاعدة الضخمة لصرح التربية والتعليم فتم بناء العديد من المدارس في كربلاء، واستنادا لهذه النهضة، تم انجاز العديد من المشاريع لا سيما في التعليم الابتدائي من خلال فتح بعض المدارس في كربلاء ونواحيها، أو توسيع بعض الصفوف المدرسية او فتح القاعات المدرسية.
كما شهدت كربلاء بناء مدارس عديدة من قبل الإدارة المحلية، فأنجزت تقريباً عشر مدارس ابتدائية بإدارتها بكلفة بلغت 152 الف دينار، وسعت حكومة كربلاء لتوفير الإمكانيات وتهيئة الفرص لإقرار حق التعليم لجميع أبناء وبنات كربلاء، وهذه الزيادة في البناء جاءت نتيجة الزيادة الحاصلة في اعداد التلميذات المقبولات في المدارس الابتدائية، وانتشار الوعي الثقافي بين أولياء أمورهن، فكان فتح هذه المدارس ما هو إلا لاستقبال الأعداد المتزايدة من التلميذات.
 وخصت كربلاء بالعناية الكبيرة من خلال تقديم الأموال اللازمة لتعميم التعليم في المدارس الابتدائية، وخولت الإدارة المحلية للإشراف على جميع الوزارات التي تهتم بالتعليم الابتدائي، فبعد أن كانت أعداد المدارس الابتدائية سنة 1961م (89) مدرسة أصبحت (97) مدرسة ابتدائية رسمية في 1962م.
ولقد لمست كربلاء عمل توفير الغذاء لجميع التلاميذ وبصورة مجانية تمنح دون مقابل للفقراء من التلاميذ، وبتاريخ 23/9/1959م أنيطت بمعهد التغذية الوطني مسؤولية الإدارة والاشراف على مشروع التغذية، وهذا المشروع هو إحدى الوسائل التي تستهدف رفع المستوى الصحي بين التلاميذ كتعلميهم على العادات الغذائية السليمة والصحية. ونظراً لما تؤديه التغذية من دور هام في تحقيق الفوائد السابقة، فإنها تساهم في زيادة حيوية ونشاط التلاميذ، وقابلية التركيز والانتباه الفكري.
 إن زيادة اقبال العوائل على تسجيل أبنائهم في المدارس الابتدائية أدت الى زيادة اهتمام كربلاء في مشروع التغذية المدرسية، وبذل الجهود لتوسيعه، كانت التغذية المقدمة على نوعين: تغذية جزئية، وتقتصر على تقديم الحليب والكعك يومياً، وكبسول زيت السمك ثلاث مرات في الأسبوع، والتغذية الكاملة يقدم فيها الحليب ووجبة غذائية تحتوي على مادة غنية بالبروتين: كالبيض والجبن أو أحد أنواع البقول.
 وكذلك احتواؤها على الفواكه والخضروات الطرية والخبز، كما يقدم التمر وكبسول زيت السمك، واستمر العمل بهذا المشروع مع التوسع في اعداد التلاميذ، وحقق نجاحاً ملحوظاً في جوانبه التربوية والصحية والاجتماعية على الأخص في مدارس القرى والأرياف؛ لأن الانسان هو النبتة الأولى التي يجب أن تكون قوية في صرح المجتمع الإنساني.
 ولتنفيذ مشروع التغذية المدرسية سعت الإدارة المحلية الى توفير متطلبات التغذية والمدرسية ولمعظم المدارس الابتدائية الرسمية لا سيما التي يعاني تلاميذها ظروفاً اقتصادية عسيرة: كالفقر الشديد، والابتلاء بالأمراض المختلفة لا سيما مرض الملاريا الذي ينتشر في عموم العراق بين الحين والآخر، ويعرض أجسامهم للضعف والنحول، ويفقدهم نشاطهم، ثم قد يؤثر على مواصلة دراساتهم، فكانت 26 مدرسة ابتدائية مشمولة بمشروع التغذية المدرسية كاملة وتوفير وجبة واحدة من الغذاء الكامل والصحي الى 26 مدرسة ابتدائية، تضم 2928 تلميذاً، و19 مدرسة ابتدائية بمشروع التغذية الموسع.
 إن مشروع التغذية المدرسية الذي تبنته الإدارة المحلية حقق نجاحاً لا بأس فيه انعكس على زيادة التلاميذ للإقبال على الدراسة، وعدم انقطاعهم عن مدارسهم، وساهم المشروع في القضاء على الأمية، وتحسن المستوى الصحي لتلاميذ المدارس الابتدائية، وساهمت كربلاء منذ 1958م في توفير الملبس لجميع التلاميذ الفقراء في المدارس الابتدائية الرسمية.
ويعتبر الاكساء عاملاً من عوامل اقبال التلاميذ، والتوجيه نحو المدارس الابتدائية، ويحقق الاكساء المدرسي التجانس بين التلاميذ ويقلل الفروق الفردية الطبقية بين الجميع. وقد قامت الإدارة المحلية في كربلاء بتجهيز هذه المدارس سواء كانت في المدينة او القرى بالملابس الشتوية والصيفية للبنين والبنات، يتكون من قطعتين من الملابس، وأحذية بمختلف الأحجام سواء للبنين او للبنات.
 واختصت الإدارة المحلية في كربلاء ضمن مصروفات الميزانية بتزويد المدارس الابتدائية وتزويد القرى والأرياف بالإكساء المدرسي، وسعت الإدارة المحلية في كربلاء بتخصيص المبالغ اللازمة لتجهيز المدارس الابتدائية الرسمية في اللواء في 1958م استمرت بإنجاز مشروعها وبنجاح كبير.
 كما تولت مديرية التجهيزات المدرسية مهمة الاشراف على تجهيز مدارس العراق بالأثاث المدرسي، وقامت بسد حاجة المدارس التي تفتح حديثاً بالأثاث، وتعتبر المكتبات العامة والمركزية ضمن العمل الثقافي والفكري، وذات صلة وثيقة بالتربية والتعليم، فتوسعت المكتبات بصورة عامة، وشحنت بالكتب والمطبوعات والمجلدات وتأمينها في كل مكان من المدن والقرى والارياف بحيث تسعى المكتبة الى القضاء قبل ان يسعى القضاء اليها، فنالت رعاية كبيرة وفق أسس علمية وثقافية شأنها شأن المؤسسات الثقافية والتربوية المنتشرة في العراق.
 والمكتبات المدرسية إحدى الوسائل التعليمية والثقافية المهمة في المدرسة، إضافة الى كونها مجالاً من مجالات النشاط المدرسية اللاصفية المتعلقة باللغة وآدابها، وجزءاً لا يتجزأ من النهج الدراسي.
 وللمكتبة المدرسية وظائف تربوية مثل: تنشيط عملية القراءة وجعلها وسيلة من وسائل العادات الصحيحة تدريب التلاميذ على القراءة المستقلة التي يحتاجون اليها فيما بعد في حياتهم العملية، تساعد المدرسة على تحقيق اغراضها التربوية تيسير القراءة وتشجيع استعمال المواد المطبوعة: كمصدر المعلومات تكميل المنهج المدرسي عن طريق شحذ التفكير، وتوسيع المجال، وتعليم الطلاب أنواعاً طيبة من السلوك الحسن: كالمحافظة على الهدوء ومعرفة آداب المعاملة، واستعادة ما يحتاج اليه القارئ، والحرص على النظافة، وضبط المواعيد، وحق الاعتذار عند التأخر.
 وتشرف على شؤون المكتبة لجنة تسمى لجنة المكتبة المدرسية، يترأسها مدير المدرسة ويتولى امين المكتبة سكرتارية اللجنة، ويمكن للجنة المكتبية أن تبقي المحاضرات العامة في أسبوع المكتبة، أو في سائر الأيام الأخرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاوي حسين محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/05



كتابة تعليق لموضوع : وقالت كربلاء..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net