صفحة الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني

الرد (هو لا يقول عظني)
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  التمحص في الموضوع في طريقة جادة تمنع الباحث أن يعطي أحكاماً مسبقة, في مستهل العنوان وجه الكاتب داود السلمان عنوان بحثه (البهلول شخصية حقيقة أم خرافية) واختار مدخلاً للبحث ليعطي حكماً مسبقاً، مبتدئاً بمسائل حقيقية، فالتاريخ فيه المزور، وفيه قصص وحكايات، لكن هذه الشخصية البهلولية لا تقرن مع شخصية عبد الله بن سبأ الخرافية، والتي ركبت لمغزى سياسي طائفي مقيت، ليجعلوا منه مذهباً من اتباعه للطعن.

 والكاتب يقول: ليس للبهلول وجود حقيقي إلا في بعض المصادر التاريخية غير المعتمد عليها، ولا أعرف كيف أقرن البهلول بنظرية ديكارت، ونحن نسأله: هل البهللة ظاهرة غريبة في المجتمعات التي حكمها سياسيو الدين، فظاهرة التبهلل ليست من ابتكار البهلول، والبهاليل كثيرون, ادعو الجنون أو البلاهة أو البلادة وهم عقلاء، فالبهلول رجل حكيم يتبع أساليب متقنة ودقيقة.
 وصحيح أن البهلول حاز على شهرة واسعة فاقت من سبقه ومن لحقه من البهاليل, وأول من تظاهر بالجنون هو الطفيل بن حكيم الطائي الذي أسر في وقعة الفتح مع القراء، فأراد الحجاج أن يقتل الطفيل، فأوهم الطفيل الحجاج بأنه قد ذهب عقله، فجعل لا يسأله عن شيء الا اجابه بخلاف سؤاله، فقال الحجاج: ذهب والله عقل الرجل، ويقول ابن عياش وهو عالم الشام وعمدتها: كان طفيل بن حكيم من أعقل الناس، لكنه أوهم الحجاج بأنه مهبول، فكان تظاهر البهاليل هو التقية والملاذ من بطش الحكام والجبابرة والمتسلطين، وكانت الكوفة من البهاليل وأغلبهم من أهل الزهد والتقوى مثل بهلول أبي نعيم، ومحدث الرواة ابن بابويه، والبهلول بن حسان بن سنان، وكان من أهل الأنبار معروفاً بزهده وعلمه، وأبي القاسم بن محمد بن إسحاق البهلول والذي كان قاضياً. نحن مع الكاتب كل الموروث يحتاج الى غربلة والغربلة تعني المرور عبر المصادر الموثوقة، أما الاضافات المفتعلة فهي واضحة ومعروفة؛ كونها تقصد تخريف الشخصية وجعلها وهمية، ومن الأمور التي لا تنطلي على الواقع حيث نجد قسماً منها يميل الى تضخيم صورة الرشيد، وإعطاء المنزلة الحكيمة الصبورة الواهبة.
 كما هو معروف أن شخصية البهلول شخصية حقيقية، والاضافات قد تكون أحياناً لترسيخ حكمة، مثلاً نصح البهلول يوماً هارون الرشيد بكلمة فأمر له بالمال، قال: ما كنت لأسوِّد وجه الموعظة.
 والمصادر المعتبرة التي نقصدها تؤكد أن هارون كان يبحث عند القضاة عن فتاوى القتل والفتك والابادة، ولو أخذنا حكاية البهلول من تلك المصادر اليقينية لأدركنا أنه شخصية حقيقية لا اشكال فيها، وهو من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام)، وكان يسعى في قتل الامام الكاظم (عليه السلام)، ويحتال في ذلك، فأرسل الى حملة الفتوى يستفتيهم بإباحة دمه، اذ هو يعرف ماذا يريد من القضاة، وليس كما يصور البعض انه يقف امام البهلول، ويقول: عظني، والرجل تبهلل؛ كي يتخلص من القضاء ومسؤولية الفتوى، وتبهلل باستشارة الكاظم (عليه السلام) حين أمره بإظهار الجنون ليسلم، وقيل أن هارون أراد منه القضاء، ولذلك عندما قال الناس جُنَّ البهلول، فقال هارون: ما جُنَّ بهلول، ولكن فرَّ بدينه منا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد الرزاق هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/04



كتابة تعليق لموضوع : الرد (هو لا يقول عظني)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net