صفحة الكاتب : حوراء جبار

صناعة الفشل وتسطيح العقول
حوراء جبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 


من اخطر مايواجه الجيل الحالي حمى  تسطيح العقول، التسطيح ذاته بكل انواعه ونتاجاته من غسيل للعقول، او سطو، او تمييع لثوابته ومعتقداته، او مايضعهم تحت ضغط السلبية؛ الامر الذي تصبح معه العقول عاجزة عن التفكير فيصدق فيهم اصطلاح "تسطيح العقول"،  ومن يخضعون لهذا المصطلح سوف يعانون من تدهور ثقافي واخلاقي وديني وحتى أنساني، علاوة على تردي الواقع المعيشي وضعف مستوى التعليم، وأنتشار الفقر والجهل والأمية.
أن صناعة التفاهة والجهل  العنصر الرئيسي الأن في مشروع التسطيح، برغم الكم المهول من الثقافة والعلم التي تستطيع  ان تجده بسهولة من المتاح والمتوفر بتعدد المصادر وسهولتها، لكن تسطيح الإهتمامات الفردية، تسطيح المجتمع، تسطيح المحتوى، تسطيح القضايا المصيرية تجعل المتلقي في صراع نفسي وضغط عصبي ودفع للمجهول.
حتى الممارسات السلبية والمرفوضة والمحرمة دينيإً و أخلاقياً في المجتمع يتم تسطيحها بطرحها في الاعلام ومواقع التواصل بأسلوب السخرية والتعميم؛ لتطبيع المجتمع مع هكذا ممارسات شاذة وتعميمها، و الكارثة إن بعض النتاجات تجعل من ممارسي الخطأ والرذيلة ابطالاً، وقدوة يحتذى بذكائهم وقوتهم، أو تشريعها للمتابع بعرف الأنتقام ورد الظلم والاساءة.
فالكثير من البرامج الدرامية والأعمال الفنية خالية من الأهداف والمضامين الإيجابية وربما  الكثير منها يهدف إلى تسخيف العقول، عبر أفكار وتصورات لا تمت إلى الدين الإسلامي، والعادات والتقاليد العربية والإسلامية الصحيحة بصلة، وأدت إلى تنويم العقل عن التفكير السليم.
هذه المشاهد والمحتويات التي تعرض في الوقت الحالي سواء كانت على برامج التواصل الاجتماعي او على القنوات الفضائية  تمهد للانحلال والانحطاط الأخلاقي بذريعة إيهام الناس ان هذا الشي  يعتبر شيء حضاري وثقافي وتطور الشعوب، ويصبح لدى البعض الانحلال  شيء طبيعي ومتعايش.
 ان سياسة التسطيح هذه تمهد لنقاط كتيرة و خطيرة جدا، منها إنك بعد فترة تفقد هويتك، ودينك، وبوصلتك التي تعرف بها الخطأ من الصواب، وتغرق في بحر الجهل، ولا تبقى لديك معرفة بدينك ولاتاريخك ولا هويتك، ولا أي شيء، وبالتدريج مع تسطيح عقلك تفقد هويتك ودينك وثوابتك، فالخطورة تكون على جيل الشباب غير المحصن ثقافيا واجتماعيا، فقد يشكل بعض المحتوى الفارغ افكارا تدس له السم في العسل؛ فضلاً عن هدر معظم وقت الشباب الذي يجب ان يمتليء بتنمية المواهب وتعزيز القدرات وبناء القيم التي تعزز من كيان الفرد وفاعليته في المجتمع لا ان يضيع وقته أو تبنى افكاره بطريقة سلبية فاشلة.
للأسف، ان للاحزاب المتنفذة وإعلامها المؤدلج والمحكوم بأوامر قيادة تلك الاحزاب دور كبير في التخدير و نشر وباء التسطيح من خلال صناعة العدو الوهمي، وذالك لتخويف الشعب واسكات الأصوات المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي من جهة، والتهرب من المسؤولية من جهة ثانية.

فالمرجعية الدينية العليا طالما حذرت المجتمع والاسرة بالخصوص من خطر هذا الوباء المستشري ونبهتهم لاخذ دورهم في مواجة هذا الخطر والحد من تأثيره  فمن تواجيهاتها للاسرة والفرد:
(ينبغي الالتفات إلى الأبناء المراهقين والأطفال وكيفيّة استعمالهم لوسائل التواصل الاجتماعي – وهذه مسؤوليّة الأسرة – فعليها أن توجد العلاجَ وتُراقب وتُتابع – لا أن تشتكي ولا تحرّك ساكنا – وإلّا سنواجه شخصيّات جديدة لم نألفها من قبل تسب وتشتم وثقافتها مُخجلة...
الأسرة مسؤولة عن الأبناء – فعليها أن لا تسمح بتدنّي ثقافتهم أو تسطيح وعيهم – فالعراق بلد ثقافي عريق ، وقد واجه مصاعبَ وتجاوزها بالتضحيات وآخرها الفتنة الداعشيّة – فعلى الأبّ أن يتكلّم مع ولده ليرى كتابته وعقله وفهمه ، وهذه مسؤوليّة تضامنيّة واجتماعيّة عامّة) جانب مما جاءَ في خطاب المرجعية الدينية العليا الشريفة، الجمعة، الرابع والعشرون من شوال 1440هـ، الثامن والعشرين من حزيران، 2019 م.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء جبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/01



كتابة تعليق لموضوع : صناعة الفشل وتسطيح العقول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net