صفحة الكاتب : د . م . حسن حسون الدلفي

الزلازل... نعمة ام نقمة !
د . م . حسن حسون الدلفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ان ألأرض التي تحت قدميك  هي متحركة دائما بسرعة لا تتجاوز سرعة نمو أظافرك  والأرض التي نعيش عليها متكونة من اثني عشر صفيحة تكتونية وتكون بالمجمل 71%  من قاع ألبحار والمحيطات  و تسمى الصفائح التكتونية المحيطية وال29% الباقية هي التي تكون اليابسة وتسمى الصفائح التكتونية القارية . فلو امتطيت جدلا احدى هذه الصفائح المتحركة ازليا لما شعرت بحركتها طيلة حياتك اطلاقا.

 ولألقاء الضوء على هذا المكون الرباني وهي الأرض الكروية التكوين والمدحاة بقدرة ربانية ب23 درجة عن الشاقول العمودي لتوفير قاطنيها بالفصول الأربعة. حيث أن الشمس هي المحرك ألأساسي للعمليات الجيولوجية التي تحدث فوق القشرة السطحية للأرض من تعرية وتآكل وترسبات وحركة مياه والرياح والسحب اضافة الى كل عمليات الخدمات الطبيعية من تنقية مياه وهواء وعمليات تكوين الغذاء للنباتات والتخمير....
أما  باطن ألأرض فهو الأخر يخضع ازليا لعمليات جيولوجية فريدة من نوعها. ففي هذا العمق تحدث عمليات حرارية وذرية هائلة. تتكون نواةالأرض من كتلة صلبة محاطة بمادة منصهرة وشبه صلبة تصل درجة حرارتها الى 4800 درجة مئوية وعند عمق 5000كيلومتر تحت مستوى سطح البحر. وتكون هذه الطبقة والمسماة( المانتل) السمك الأكبر لطبقات الأرض  تسبح فوقها القشرة الأرضية التي لا يتعدى سمكها الثمانين كيلومترا بجزيئيها القاري والمحيطي والتي توفر لبني البشر وغيره كل مصادر الاستدامة من معادن ووقود احفوري ....
والأرض بمكوناتها الثلاثة ( وقد صنفها الباري الأجل بسبع طبقات والله اعلم من العباد) عبارة عن قدر ضغط في حالة غليان مستمر والحال هكذا حيث تتحرك الكتل الصخرية المنصهرة  بشكل حملي صعودا لما تحت القشرة وهبوطا بتياراته الصخرية الباردة وهكذا تتكون الصخور المتنوعة من كرانيت ومرمر وغيره.
 لقد اصبحت طاقة باطن الأرض في هذا الوقت منهلا للطاقات المتجددة ويمكن ان تكون بديلا مثاليا للوقود الأحفوري المدمر للبيئة وقد اعتمدت دول صناعية استثماراتها في هذا الجانب الحيوي من الطاقات المتجددة.
والحركة الحملية لباطن الأرض بتصوري المتواضع يكسب هذه الأرض تجددا واستدامة بعطائها حيث ان (في الحركة بركة). ونتيجة  لهذه الحركة الصخرية في باطن الأرض تتولد اجهادات عظيمة لابد من التنفيس عنها في بؤر زلزالية عند أعماق متفاوتة تتراوح مابين  عشرين الى ثلاثين كيلومترا  تنعكس تأثيراتها على قشرة الأرض السطحية بشقيها القاري والمحيطي على شكل زلازل تصل الى المليون زلزال يوميا لا نتحسس معظمها لعدم قدرة الكائن البشري تحسسها جميعا. والزلزال عبارة عن حركة ارتجاجية ناتجة عن اجهادات في ا لأعماق  وتحدث حركة نسبية بين الصفائح التكتونية الآنفة الذكر فان كانت على اليابسة فتسمى الزلزال وان كان تأثيرها في المحيطات تسمى حينئذ  تسونامي والذي قد ينتج عنه فياضانات تسببها الموجات المائية العاتية تصل عند السواحل الى اربعين مترا كما هو الحال في  تسونامي سومطرة. وهذه الحركات النسبية بين اي صفيحتين تكتونيتين قد تكون تحدبيا كما هي الحال  في الخط الزلزالي  الممتد شرق الخليج العربي صعودا الى جبال زاخروس شمالا  وقد يكون تباعديا كما هو الحال للخط الزلزالي الغربي المار على طول البحر الأحمر   او انزلاقيا كما هو الحال في الخط الزلزالي المحوري للمحيط الأطلسي.
لقد وهب الأعز الأجل ميزة للمخلوقات الأخر غير البشر بالتنبؤ بها وقبل حدوثها درءا للخطر . والبشر بدوره تمكن هو الأخر من تطوير مجسات الكترونية  ومحذرة لحدوث الزلزال قبل تحسسه  لأخذ الحيطة والحذر.
ان وحدة قياس الزلزال هي الرختر وهي مبنية على مبدأ الازاحة الشاقولية للجسم المتحرك وعلى شكل علاقة أسية للأساس عشرة وتبدأ من صفر الى اثنا عشر تصاعديا وهكذا.... حيث ان قوة الهزة  العظمى هي عشر مرات اعظم من سابقتها الصغرى وهكذا.......ومن الجدير بالذكر هو أن أعلى هزة أرضية مسجلة لحد ألأن هي في أمريكا الجنوبية حيث وصلت الى تسعة ونصف على مقياس رختر. ,ان اكثر البقع نشاطا زلزاليا هي اليابان حيث تصمم المباني  بحيث تجلس قواعد وأساسات المباني على نوابض ودواليب تسمح بحركة المبنى دون سقوطه حيث تطبع الناس هناك على معايشة الزلازل . واليونان هو الأخرى ناشط زلزالياأيضا حيث تصمم المباني لتحمل الزلزال لقوة تصل  الى تسعة على مقياس رختر.
وتترجم الاجهادات الداخلية لباطن الأرض على شكل حمم بركانية تلقي بحممها على شكل صخور منصهرة ورماد كثيف يغطي مساحات شاسعة ويمنع احيانا حركة النقل الجوي حيث يكسب الأرض خصوبة وتجددا وصخورا ذات فائدة لبني البشر. في حين آخر تتلف الزلازل البنية التحتية من جسور وطرق ووسائل اتصالات  ونزوح للبشر وتشريد للحياة الفطرية وتلف  للمزروعات والخدمات فما بين هذا وذاك  فهو حدث طبيعي لابد منه بنعمه وشروره
وبناءا على ماتقدم آنفا يجب أن تاخذ السلطات التنفيذية كل المخاطر الناجمة بعين الأعتبار في التصميم الانشائي السليم للمباني والتوفير المسبق لوسائل الأيواء ألأحترازي ووسائل علمية وتقنية في منظومات الدفاع المدني عند تخطيط المدن القريبة لأي نشاط زلزالي  
  والله المستعان.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . م . حسن حسون الدلفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/05/02



كتابة تعليق لموضوع : الزلازل... نعمة ام نقمة !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net