صفحة الكاتب : منتظر العلي

أنا صرت هو
منتظر العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

:ـ لِمَ فعلت ذلك..؟ لا أعرف، ربما كنت متأثراً بالموقف الذي عاشه هو، أنا أحبه، وكنت أقرأ كل ما يكتب عنه، وأتمنى أن أعيش الموقف الذي عاشه ولو بعد ألف وخمسمائة عام، طالما سألت نفسي: ماذا لو عشت أنا نفس الموقف هل كنت أفعلها..؟ أعتقد نعم يحق للإنسان أن لا يثق بكل قدراته؛ كونه لم يجربها، هذا يعني انك تحتاج الى موقف يعزز هذه القدرة، تحتاج الى قضية، وهذه القضية لابد أن تكون بحجم قضيته بحيوية معناها، وأن تكون مدركاً للمعنى عارفاً بما تفعله، أجده كان طوال حياته يعد نفسه لهذا الموقف، وكان يصلح ذاته؛ لكي تتوافق وحجم المشهد، وأنا مثله كنت أنتظر الساعة التي تحمل الموقف نفسه، عساي أكون مثله، او أكون بعضاً من (هو)، هل سأفعلها..؟ أسأل نفسي أحياناً: لِمَ نزع قميصه، وهو يواجه السيوف القاطعة المنقعة بسموم الحقد والجهل والجشع..؟ ما هذه القوة التي جعلته يعري جسده للسيوف؟ موقف أن يغرس الانسان روحه فيه، أي انه يختصر التاريخ في لحظة، فينزع عن قلبه دنياه، على كل حال يا صديقي، أنا لست عابس ولن أكون، أنا الشهيد نوفل إبراهيم طعمة الملقب بأسد آمرلي.
 قلت: أكيد أنت تعشقه لحد الجنون، وخاصة لحظة أن نزع الدنيا في قميص، فقال: لا أخفيك، كنت أراه فيّ أحياناً، وخاصة عندما يشتد وطيس الحرب، وأحياناً كنت أراه ينهض فيّ.
 وفي آمرلي كنت أنا قائد القوات المتقدمة من أحد المحاور باتجاه آمرلي، وكان هدفنا سليمان بيك المعروفة بقوة تمركز الإرهاب فيها، وبسبب كثافة النيران خصوصاً القناصة، لاحظت أن القوات تلعثم مسيرها في التقدم.
 لا أعرف ما الذي جرى لحظتها، لكن الذي حدث اني قفزت امام القوات أحفزهم للتقدم، استيقظ فيّ عابس، فخلعت قميصي، وتقدمت أمام القوات لحظتها بقوة أذهلت العدو، وأصيب عابس بشظايا الحجر الأغبر، عندما هربوا منه ورموه بالحجر من بعيد، توزعت جسدي شظايا رصاص القنص.
الحمد لله كان أول من استقبلني هو عابس، حاملاً لي قميصاً من استبرق، صمت لحظة وقال: نسيت أن أقدم لك شيئاً للضيافة، قلت له: نحن تعودنا أن نستضيف نحن الشهداء، ونهدي الى أرواحهم سورة الفاتحة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/15



كتابة تعليق لموضوع : أنا صرت هو
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net