صفحة الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني

حوار مع أبي سعيد..
اسعد عبد الرزاق هاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  استضفناه فسألناه: كونك من خاصة أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام)، وكنت من أقرب الناس الى مولاي الحسن (عليه السلام)، فهل فعلاً كنت من المخالفين لصلح الامام الحسن (عليه السلام) مع معاوية؟

 أجابني: عندما تعيش مع امام معصوم، لابد أن تطيع إمامك أولاً، وبعيداً عن تمحيص الرأي، هذا هو التسليم، فرأيه مطاع وهو امر علينا، لكني لا احب معاوية، ولا احب الصلح معه، سألت مولاي الحسن (عليه السلام): يا بن رسول الله (ص): لِمَ هادنت معاوية وصالحته، وقد علمت أن الحق لك دونه، وأن معاوية ضال باغ؟
 فأجابني (عليه سلام الله): يا أبا سعيد، ان علة مصالحتي مع معاوية هي علة مصالحة جدي رسول الله (ص) لبني ضمرة وبني اسجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، ولولا ما اتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل، وهكذا رد مولاي الحسن (عليه السلام) على اعتراض بعض منا.
 ويحكم ما تدرون ما عملت، والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت. قلت أسأله: وهل تخاذل الناس عن مساندته حقيقة أم هي صيغة من صيغ الرواة؟ قال:ـ إن الامام الحسن (عليه السلام) مهّد لاختبار الناس، ومعرفة مدى ايمانهم بالحرب والاستعداد لها، خطب فيهم قائلاً:
 (انا والله ما يثنينا عن اهل الشام شك ولا ندم، وانما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع، إلا ان معاوية دعانا لأمر ليس فيه نصفة، فإن أردتم الموت رددنا عليه، وحاكمناه الى الله (عز وجل) بحد السيوف، وان اردتم الحياة قبلناه، واخذنا لكم الرضى.
 أتعرف أن الامام الحسن (عليه السلام) بعث حجر بن عدي فأمر العمال بالمسير واستنفر الناس للجهاد، فتثاقلوا عنه ثم التحق به اخلاط من الناس بعضهم شيعة له ولأبيه، وبعضهم محكمة يؤثرون قتال معاوية، وبعضهم أصحاب فتن وطمع من الغنائم وبعضهم أصحاب عصبية اتبعوا رؤساء قبائلهم، لا يرجعون الى دين.
 ازدادت بصيرة مولاي (عليه السلام)، فخذلان القوم له وفساد الحكمة فيما اظهروه من السب والتكفير واستحلال دمه ونهب أمواله، ولم يبق معه من تؤمن غوائله إلا القليل من شيعته وشيعة أبيه امير المؤمنين (عليه السلام) وهم جماعة لا تقوم لأجناد الشام فاستجاب للصلح. 
سألته حينها: وهل حقاً عارضتم الصلح بكلمات مريرة لبعض المخلصين اساءت لتواريخهم؟ فأجابني: لا أحد منا لا يحب الامام او لم يطعه، لكنه كان الرأي في رفض الصلح مع معاوية وربما حماسنا للقتال، وفهمنا للأمور اكيد لا يصل لفهم امام معصوم، قال مولاي (عليه السلام): إن معاوية نازعني حقا هو لي دونه، فنظرت لصلاح الامة، (رأينا حقن دماء المسلمين افضل من اهراقها)، وحينما طلب معاوية من الإمام الحسن (عليه السلام) بعد الصلح التحرك لمحاربة الخوارج، رفض ذلك ورد على كتاب معاوية قائلاً: (لو آثرت أن أقاتل أحداً من أهل القبلة لبدأت بقتالك).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبد الرزاق هاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/14



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع أبي سعيد..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net