صفحة الكاتب : رزنة صالح

الثأر
رزنة صالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يربط الثأر بمعتقداته العارمة، على ظهر جيتار الواقع، يعزف بأصابعه الشرسة على اوتار الارواح البريئة يدميها بحده الضغينة الشخصية، جرائم متسلسلة في مجتمعاتنا ترتدي ثياب مكللة بالخطايا، بنية آخذ الحق لأصحابه، وتغلغل الجائحة وتنتشر بين زقاق المجتمعات بزي كاذب وردي!! 

ارتدى الصغار حقدًا متوارثًا سلب منهم وسام الطفولة؛ يضعون وشم القتل على السنتهم، ويتبخرون برائحة الدماء المترسبة بين الجثث المطروحة..
بدأ أحد المشايخ الكبار حزينًا يحاول شرح قناعاته لأحد الفتية الذينَ يطمحون لأخذ الثأر..
- أنت يا صغير تمتلك سطوة الموضوع وعدوك يركن أمامك ولكنك لازلت نابغ فكيف تطالب بهذا الانهيار؟
- سآخذ بحقي ولو بعد حين..!
- الرغبة وحدها لا تكفي أنك بحاجة إلى قلب غير قلبك وروح غير تلك المزهرة في حب الحياة،
ولا تعدني بأنك ستأخذ بذلك الثأر حتى تجد الطريق المؤدية إلى القسوة..
- وعدت عشيرتي بأني سوف أخذ بثأر أبي وها أنا أتجهز لتلك المهمة بِقَلْب صلب لا يأبه بالحياة..
- دع وعدك في أحد الأركان واعلم بان ثمن تِلك الدماء غالي جِدًّا لا شيء يمر إلا ويأخذ منك بضع أو الكثير، القتلة ماكرون يا بني وفي كل حال فإن من المستحسن أن تدرك جوهر القضية قبل الغوص في أعماقها والتدحرج على مطباتها وأنت لا تملك سترت نجاة..
إن بعض الأجداد يورثون الحقد لأحفادهم لان من عاش في الظلمة لا يريد أن يرى غيره النور..
قالها الشيخ واختفى لكن كلماته لم تصمت ظلت في رأس الفتى معينا من النصح حتى إنه بدأ يرى جمال الدنيا وصحوتها، وقبل أن يختفي ردد كلمات صغيرة ولكنها تركت صدى واسع في لب الصغير غدًا تأتي إلى حامل قلبك منتصرًا على الجهل أو حامل ثأرك منتصر على الحب.. 
يحاول الكثير التوعية من تِلك الجرائم المتراكمة ولكن بعض القراء تظل متصلة بظلامها دون المحاولة للعودة الى النور، ويتم التصرف بتلك المعتقدات ويذهب الضحايا أناس أبرياء لا صلة لهم بما يحدث، قبل عدة أيام حدث اضطهاد في مدينتي وبدا جسد الثار  في الظهور وكانت ضحيته امرأة لا حول لها ولا قوة، نحن بين سطور هذه الفكرة نخسر الكثير دون التفكر أو أخذ الموعضة والعبرة،
كانت ولا زالت العقول تترسب عليها أفكار مختلفة تُزيح الهدف الحقيقي للعيش وتترك قلوب ملتاعة خوفًا وذعر، لا أعلم أي صلة يتصل بها المرء حين يضع أبرياء تحت حصار جرائم لم يرتكبوها،
ويرددون بعبارات غريبة حيث كان شعارهم ولا زال " الدم بالدم " والكثير الكثير من التبريرات المندثرة الى دجى اللعنة التي يُقال لها الثأر 
كانت هذه الظاهرة من العهد الجاهلي مستفحلة على العقائد وزحفت بناء الى واقع يضع عبائته على أعين الجميع...
ويروجون أصحاب هذه السطوة لتلك المفاهيم  بانها مُطالبة بالرفعة والكرامة و يزينوها بسمات مغلوطة او تبريرات لا اساس لها إلا تدمير ما تبقى من البنية والجسد الوطني الذي هزته الحرب وانتشلته كفريسة ضعيفة...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزنة صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/09



كتابة تعليق لموضوع : الثأر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net