صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

حزب الدعوة الإسلامية, بلا مالكي.
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعد الدكتور إبراهيم الجعفري من الشخصيات البارزة في حزب الدعوة الإسلامية ,وهو يشتغل في إطار فكري يعتمد التاريخ الدعوي ,وأسس العمل الإسلامي التي وضعها المرجع محمد باقر الصدر,لكنه كبقية قيادات الحزب لم يكن معروفا لقطاعات واسعة من الشعب العراقي قبل العام 2003 .وكان المواطنون في العراق لايعرفون من حزب الدعوة الإسلامية سوى العبارة الشهيرة( حزب الدعوة العميل). التي روج لها النظام السابق عبر وسائل إعلامه ,ومن خلال الخلايا البعثية الحاكمة في المجموعات البشرية القاطنة في مدن وأرياف العراق ,ولم يكن الناس يرغبون بالمزيد من المعلومات خشية البطش,ولأن كثيرين من الشيعة في الوسط والجنوب كانوا على صلة بأعضاء أعدموا, وكانوا ناشطين ضمن صفوف الحزب,فقد حاولوا أن يبعدوا عنهم تلك الشبهة خشية الإعدام الذي كان من أسرع الأحكام التي تصدرها المحاكم الثورية المتصلة بمجلس قيادة الثورة الذي إشتهر عنه قرار (إعدام الدعاة ) الذي يحكم بالإعدام حتى على الذين تركوا حزب الدعوة ,وكانوا يجلبون ليعدموا بوحشية ,بعد وجبات من الوحشية في تعذيب سري بزنازين مغلقة. 
عندما حصل الحزب على السبق في تشكيل الحكومة العراقية ,والخلاف الذي تلا وأدى الى إقصاء الدكتور الجعفري,كان وجود رئيس الوزراء الحالي السيد نوري المالكي غير واضح المعالم لكنه كان يحتفظ بقدرات منها( الشراسة,والقدرة على المناورة ,والإيقاع بالخصوم) .كان المالكي بالفعل على العكس من الجعفري يمتلك الحظ,ففي ظروف غاية في التعقيد توافقت عليه قوى دولية وإقليمية ..
إستطاع الرجل أن يمسك بخيوط اللعبة وكان يلاحق تلك الخيوط أينما وجدت ,في النجف, أو في طهران, أو في دمشق, وصولا الى واشنطن, وعواصم عربية أخرى,وماحدث خلال السنوات الماضية كانت الأحداث تضعف خصومه ,وتقويه,وكان الحظ يلعب الى جانبه,وكانت الأخطاء كذلك تعود عليه بالنفع,ونتيجة وعيه بتلك الأحداث ,وإدراكه للإرادة الأمريكية ,والإقليمية ,فقد تمكن من عمله,حتى صار الحديث عن المالكي يعني الحديث عن حزب الدعوة,بينما لم يعد الحديث عن الدعوة يعني الحديث عن المالكي, وصار أكبر من وجود حزبه .
لاأعرف من الذي سرب خبر عزم المالكي الخروج من حزب الدعوة الإسلامية ,وتشكيل كيان مرتبط به شخصيا كما نقلت صحيفة البيان الإماراتية في عددها الصادر يوم الثاني عشر من إبرل ,في خطوة شبيهة بالتي بدأها الجعفري الذي خارج مغضبا لاراضيا كما هو الحال مع المالكي الآن.
وفي واحد من الإستفتاءات التي عرضت على السيد مقتدى الصدر ,حول إمكانية تشكيل الحكومة المقبلة أوضح أن ذلك يعود لإرادة الناس والأنصار,وهو القول الذي فسره البعض بأنه قبول مبدئي بهذه الفكرة ,فهل إن المالكي صار يؤمن اكثر بقدراته الذاتية, أو صار يشعر بان التحزب في مرحلة التململ العراقية الحالية لايجدي لتحقيق الغلبة في التنافس السياسي والصراع مع الآخر المناوئ؟ وأنه يجب أن يدخل بإسم ( نوري المالكي) في الإنتخابات المقبلة وليتبعه من شاء أو يبتعد من شاء دون أن يمنح الفرصة لأحد أن يستند إليه ويفوز ويحصل على كرسي وزارة أو برلمان .
المالكي حقق نجاحات هائلة على الصعيد الشخصي تفوق ماحققه على الصعيد الوطني ,وهو في كل الأحوال معرض لمواجهة تحديات حتى أكبر من التي واجهها في السابق,وعلينا الإنتظار أكثر لنتعرف على الصورة كيف تكون.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/29



كتابة تعليق لموضوع : حزب الدعوة الإسلامية, بلا مالكي.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : هادي المحنه ، في 2012/04/29 .

الا تعلم اخي العزيز ان المالكي كان في امته امه فهو كمن سبقه من العظام لايوحشه الطريق لقلة السالكين فهو يصول بالعراق والعراقين فهم اهله وحزبه فكيف يختزل بحزب اوجماعه بل هو العراق وشكرا لك اخي هادي على مااشرت اليه




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net