صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة المائدة (ح 2)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عن مفاهيم حول الاستخلاف لآية الله السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: هناك فرضية تشير إليها بعض الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام وهي أن الأسماء عبارة عن أسماء العناصر والذوات الانسانية الموجودة في سلسلة امتداد الجنس البشري من الأنبياء والربانيين والاحبار الذين جعلهم الله تعالى شهودا على البشرية والانسانية، واستحفظهم الله تعالى على كتبه ورسالاته "إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" (المائدة 44)، ويكون وجود هذا الخط الانساني الإلهي الكامل هو الضمان الذي أعده الله تعالى لهداية البشرية والسيطرة على الهوى وتوجيه الإرادة نحو الخير والصلاح والكمال. ويكون العلم بهذه الأسماء معناه تحقق وجودها في الخارج باعتبار مطابقة العلم للمعلوم، وتعليم آدم الأسماء انما هو اخباره بوجودها. أو يكون العلم بالأسماء معناه معرفة هذه الكمالات التي يتصف بها هؤلاء المخلوقون وهي صفات وكمالات تمثل نفحة من الصفات والكمالات الإلهية، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن كلمة الأسماء في القرآن تطلق على الصفات الإلهية بنحو من الاطلاق. والظاهر أن هذه الفرضية هي التي ذهب إليها استاذنا الشهيد الصدر قدس سره.

مسيرة الاستخلاف: وهي مسيرة تحقق الخلافة في الأرض، فيقع الكلام فيه أيضا في جانبين: الأول: تشخيص مجموعة من المفاهيم والتصورات التي وردت في القرآن الكريم حول هذه المسيرة. الثاني: بيان الصورة النظرية الكاملة حول هذه المسيرة.

عن القصص القرآنية لشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم: أهمية تأكيد دور موسى عليه السلام: وأما النبي موسى عليه السلام فان موقعه من الديانة اليهودية والانجاز السياسي والاجتماعي الذي حققه لهم، وكذلك ما تحقق من خلال التوراة من تشريع وحكمة وقانون، إضافة إلى معاناته الطويلة التي تشبه معاناة رسول الله صلى الله عليه وآله سواء تجاه الطغاة الفراعنة أم المنافقين، أم في توطيد دعائم الحكم الإلهي في الأرض، وموقعه من الديانتين اليهودية والنصرانية، لان النصرانية أيضا كانت تعترف بالتوراة القائمة العهد القديم كل هذه الأمور كانت تفرض هذا اللون من التأكيد. ونجد ملامح الظروف الموضوعية القائمة التي كانت تواجهها الرسالة والقرآن الكريم في موطن نزوله، والمجتمع الذي يعمل على تغييره موجودة في كل هذه الأمور المرتبطة بهذين النبيين العظيمين، لان القرآن كان يعايش ويتفاعل باستمرار مع أهل الكتاب وعلمائهم وأقوامهم، وكان بحاجة إلى هذه التفاصيل، والحديث أحيانا حتى عن الحياة الشخصية لموسى عليه السلام، لما في ذلك من التأثير في أوساطهم. خصوصا وان العرب المشركين كانوا ينظرون إلى علماء اليهود الذين يتصلون بهم أحيانا أنهم أهل الذكر والكتاب والوحي والمعرفة كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك، وبذلك يكون القرآن الكريم أكثر تأثيرا في هذه الأوساط أيضا عندما يتحدث عن النبي موسى عليه السلام. كما أن القرآن كان يسعى جادا لاعطاء فكرة أن هذه الرسالات انما تمثل امتدادا واحدا في الوحي الإلهي، وانتسابا واحدا إلى السماء في الوقت الذي كان يؤكد استقلالية الرسالة الاسلامية، بمعنى أنها ليست تابعة ومتشعبة من التحرك الرسالي أو السياسي للرسالات الأخرى، كما انها ليست عملا تغييرا في اطار تلك الرسالات، بل هي من جانب مصدقة لها، ولكنها من جانب آخر وفي الوقت نفسه مهيمنة عليها: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" (المائدة 48). ويتضح ذلك بشكل أفضل بملاحظة سياق الآيات السابقة عليها والتي يشير فيها القرآن الكريم إلى نزول التوراة والإنجيل والنسبة بينهما، والتي تختلف عن نسبة القرآن إليهما.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/25



كتابة تعليق لموضوع : اشارات الشهيد السيد محمد باقر الحكيم عن القرآن الكريم من سورة المائدة (ح 2)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net