صفحة الكاتب : عدي المختار

تجاهلنا الفكر فظلمنا الصدر
عدي المختار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لا يختلف احد بأن الشرارة الأولى نحو تغيير السائد المظلم بأخر أكثر حرية واعتدال كانت انطلاقتها الأولى من فكر الشهيد أية العظمى المفكر الكبير محمد باقر الصدر الذي أعلن ثورته وفق خطين متلازمين , الخط الأول خط فكري فناقش ونظر في المسكوت عنه آنذاك واخرج الحوزة العلمية من ميدان التنظير والانعزال إلى المواجهة والنزول الى حيث الشارع ولكي يغطي مساحة الشارع كلها كانت إلى جانبه أخته العلوية بنت الهدى كي تصل بفكره إلى حيث لا يصل هو حيث مجالس المرأة وسيدات الصون والعفاف كي يكتمل الطريق بنصفي المجتمع , أما الخط الثاني كان خطا سياسيا أعلن فيه إن للإسلام كلمة في إدارة الحياة و بكلا الخطيين كان نهج الصدر هو الاعتدال والمواجهة بالحجة والبينة التي لا تقبل القسمة على اثنين فلم يجرؤ أي تيار أو فكر أو نظام من مواجهته فاختاروا بعد أن عجزوا عن مواجهته طريق الغدر فاغتيل على الطريقة الفاشية هو وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى في ليلة ظلما افتقد فيها البدر و(نجم سهيل ) معا , إلا انه حتى في موته كانت ثمة رسالة قالها في أكثر من مرة " باني أسرع بالمواجهة ما بيني وبين البعثيين علهم يقتلوني فيستغل الناس دمي لإسقاطهم" ,حتى دمه كان عنوان ثورة لم يفهمها للأسف حتى هذه اللحظة حتى دعاته من بعده ولم يفهمها إلا شهداء قبضة الهدى السعداء.

    ورب سائل يسال مالذي فهمه الجيل الجديد جيل ما بعد 2003 من فكر الشهيد الأول ؟ ومالذي نعرفه كجيل شاب عن نظرياته في كتبه فلسفتنا واقتصادنا ؟وان سئلنا ذات مرة في فضائية أو جلسة ما عن مالذي في فكرنا كشباب عن فكر الشهيد الأول الذي نملأ الدنيا ونشغلها صورا له وكلمات تأبين كلما تحل ذكرى استشهاده ؟ مالذي نعرفه عنه غير انه كان مفكرا مجددا هو وأخته العلوية و.و.. وغيرها من كلمات المدح والثناء ؟ هل حاولنا أن نجتاز مرحلة المقدمات في الحديث عن هذه الشخصية ؟هل حاولنا أن نعبر مرحلة الصور التي نعلقها له وما هي إلا واجهات ندعي بها انتسابنا له كخط ثوري أو سياسي لا غير؟ .... نعم إن الكلام موجه إلى كل المعنيين بفكر الشهيد ودمه ودم أخته الطاهرة الذي أهدراه ليس ليكونا شعارات بل ليكونا أفعال تتجسد في المجتمع العراقي بما انه انعم علينا ببركات دمه الطاهر بسقوط هبل العصر بعد أن نخرته سنوات طويلة رصاصة الصدر التي إن لم تصب فأنها استنهضت الجرح وأبقته صاحيا يتوق للخلاص في كل وقت حتى جاءت ساعة الخلاص فسقط نظام الصنم وتهوى تحت أقدام الملايين الغاضبة في ساحة الفردوس.

    كانت كل حركة الصدر تدور في فلك الشباب فدعاته الذين اختارهم كانوا شبابا ومرافقيه ومن كانوا حوله ووصاياه كانت تؤكد على أن مستقبل هذا الفكر وذاك النهج صلاحه واستمراره بالشباب وليس غير الشباب لأنه يؤمن بان الشباب لديهم الهمة والإقدام والشجاعة في مواجهة أي مصاعب وقيادة أي مجتمع كان إن تم تحصين ذاتهم وفكرهم جيدا ,إيمانه بحركة الشباب ودورهم لا تحدها حدود,لذلك نرى أننا مقصرون بحق فكر هذا الرجل كثيرا لان من سار على خطه ونهجه لم يقدم فكره إلى الشباب ولم يوصله بالطريقة المثلى لان شبابنا بحاجة لجلسات وندوات مناقشة مع دعاة وقيادات فهمت الصدر الأول ونظرياته جيدا لتشرح لها كل ما جادت به مخيلة وفكر ذلك المفكر الكبير أما أن تسير أو تجري العادة كالمعتاد بان نكتفي بكلمات الاحتفاء والصور في كل مناسبة فهو ظلم لا يستحقه الصدر منا جميعا لأننا بتجاهلنا لفكره فأننا نظلمه كظلم صدام الملعون له .

    هو بحاجة إلى أن تدخل نظرياته في فلسفتنا واقتصادنا والأسس المنطقية للاستقراء في خطط وبرامج وزارة الشباب وان تطبع كل نظرية على حدا في كراس وتوضع برامج لمناقشتها وإيصالها للشباب ليكون واثقا بان رموزه كانوا أهلا لتلك المنزلة لأنهم قدموا الكثير للفكر والإنسانية والدين وهي قليلة بحق دعاة التغيير ورموزه بان تصل أفكارهم وفتوحاتهم الفكرية والإنسانية للجيل الحالي وآلاتي وان كثفنا من هذه الخطط فباستطاعتنا أن نملأ الفراغات في ثقافة الشاب وبالتالي يكون لدينا شبابا يحملون من النضج والوعي الكثير بدلا من أن نوجه اللوم له ولثقافته ونصفها بالفارغة والضحلة ونحن لم نؤدي واجبنا ودورنا التثقيفي اتجاهه ....

    تعالوا جميعا حكومة وأحزاب لنفهم فكر الصدر الأول جيدا ومن ثم ننصفه بدلا من ألف صورة ومهرجان احتفاء .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/25



كتابة تعليق لموضوع : تجاهلنا الفكر فظلمنا الصدر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net