صفحة الكاتب : د . جابر سعد الشامي

مالكم كيف تحكمون ؟؟
د . جابر سعد الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما وقعت تلك الآية تحن بصري توقفت كثيرا - رغم اني لست من الحاكمين - والحمد لله ورسوله تيقنت ان الله سبحانه يعاتب عتبا شديدا ويتوعد بعذاب اشد للذين يخالفون شريعته وسنة رسوله ص. في حكم عباده وسياسة امورهم.
جالت في خيالي ذكريات كثرة بعيدة بدأت من هجرتي الى بلد كان فيه من يحكون اليوم في بلدي يتمتعون بالامتيازات ولكني ارى في وجوهم خنوع وذلة , وما اكتشفت هذا الا بعد رجوعي الى العراق وبدأت تتكشف اسباب ذلتهم لي ...
انها العمالة يا سيدي.....
والعمالة او (الخيانة العظمى) كما تسمى احياناً وتوجه هذه التهمة إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده و يقاتل مع طرف آخر ضد بلاده ويخطط ضد الدولة، يتخابر مع دول أخرى عدوَّه مُسَرِّبَاً لها أسرار الدولة، هي بضعة أمثلة شائعة لما يمكن اعتباره خيانة عظمى. وتكون العقوبة العادية على هذه الخيانة هي الإعدام أو السجن المؤبد. ويُسمَّى الشخصُ المتهمُ بالخيانة العظمى في العادة( خائناً او عميلاً).
والخيانة او العمالة في المفهوم اللغوي تعني الغدر وعدم الإخلاص وجحود الولاء لوطن وارض ولدت عليها ونشأت فيها ومنها انت وآباءك واجدادك .
والطامة الكبرى التي تلحق بالبلاد هي اذا وصل هؤلاء الخونة العملاء الى سدة الحكم وتسلطوا على رقاب العباد , سيرى الناس منهم العجب العجاب والظلم والشر المستطير لأنهم لا يراعون لله حرمةً ولا لرسوله سنة ولا للأخلاق والاعراف ذمة . وجاء في الحديث القدسي فيما روى عن رسول الـلـه صلى الـلـه عليه وآلة وسلم «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا».
والادهى والامر من ذلك هو أدعاء من يحكم او يسوس الامور بانه متدين او مسلم او يحكم بشريعة او عقيدة يعرفها الناس جيدا ويمارسونها وخبروها , فيختلط على الناس الفكر وتضطرب الرؤية لديهم ويبدء التشكيك ويصل أحيانا ً الى النبذ والتخلي عن جزء كبير من عقائدهم او شرائعهم وذلك لانهم رأوا ان الحاكمين ( المدعين) قد قدموا نموذجا سيئاً لتلك العقيدة او الشريعة التي يدعون أتباعها - وهم كاذبون-
يا سادتي... ما يحدث في العراق يحار له العقل .
ففي العراق يحتل العملاء والخونة والفاسدون المناصب الرفيعة وفي العراق السرقة جهاراً نهارا ومحمية بالقانون وقوة الاحزاب وجبروتها . وفي العراق يصرح العملاء بالعمالة دون أي وازع من خجل او خوف عرف او قانون .
في العراق تباع ارض واسرار الوطن وتراث الوطن والشعب بثمن بخس, دراهم معدودات , وفي العراق لا تراعى لمقدسات حرمة ولا لفقير او مسكين او مريض خاطر. وفي العراق صارت شرعنه الفساد مباحة , وفي العراق صارت شيطنة من يخالف فكر المتحزبين والكتل مسألة تستدعي التصفية , في العراق يكرم الفاسد والشرير والمنافق, وصدق أمير المؤمنين علي ع حين قال ( يوم يكرم صاحب الشر اتقاءً لشره ) .
فهنيئاً لكم التكريم ....وهنيئاً لهذه المجاميع الخنوع.... وهنيئاً لهذا الشعب ( نومة العوافي )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . جابر سعد الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/03



كتابة تعليق لموضوع : مالكم كيف تحكمون ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net