صفحة الكاتب : عادل علي عبيد

حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
عادل علي عبيد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 انت تنصب اعواد مسرحك قبالة قصر البسام في منطقة الأثل ، تؤشر الى جودي خميس وحسين ثاني تطلق هتافك المدوي : كيف هي الرؤية الآن ، ف( الزبارة والكواته) * سيجتمعون ها هنا .. تلك المنصة لفريق رأس البر ، وتلك للخوال جماعة كراج العلي ، وتلك لزملائي من المعلمين عبد الامير وشنان وسعدون الخطاط وكاظم جبر مهاوي وسليم فرج وكاظم عبيد القرغولي ... وتلك منصة المتأنقين من المربديين المسيح والموظفين .. استعن يا جودي بعبد الستار عبد ثابت الوفي الوفي - الذي هم بتقبيل يدي امام جمع من المحتفين بذكرى رحيل سامي تومان - وكريم عبود وفلاح شاكر وعايش كيطان وكفاح محمود عبيد وبقية الاحبة الذين سيخلفوننا وسيستكملون مسيرة الفن في الزبير والبصرة .. بالمناسبة واحدة من قصص الاطفال التي كتبت ستكون ضمن مسرحية قصر البسام .. نعم تحدثت مرة مع زكي طليمات عندما زار البصرة ، ولكنه كان حديثا تعتوره المقاطعة بسبب تداخل المعجبين من مثقفي البصرة ، وانا شاهد المنولوجست شكوكو وهو يشيد بمهارات تومان الفنية بعدما احيا وصلة من معزوفاته بأنفه العريض الذي يسع كل نوتات الكون .
هذا الشريط السريع يمر عليّ في مرحلة الاسر ، تلك السنوات التي لم انسها ، والتي حاولت فيها ان اظهر بعض حبي للمسرح ، الا انه كان فنا مجهوزا عليه لاسيما والهم يركب رفاقي من الاسرى ، حاولت جاهدا ان اتعلم الفارسية بسبب ولعي بقراءة الشاهنامة واشعار سعدي والخيام ..لكنني اتقنت بعض مفردات اساسية اعانتي بالتعامل مع حراس الكم الرطب الذي سكناه . انا اشكر الله فالأسر لم يؤثر على شريط ذاكرتي ، بل زادني تأجيجا لمجمرة الذاكرة التي كنت احسن اتقادها . اعترف ان اغلب اصدقائي الاسرى قد انطمست بعض معالم ذاكرتهم ، لكنني وجدت بعزاء القراءة مفطنا لبقاء وديمومة الذاكرة . نعم هذا ما كان لرفيقي الراحل صلاح شلون وهو يحتفظ بذاكرة حية . سأعود يوما الى الوطن ، سأحقق رغبتي وابني مسرحا في قصر ابي سعود وآخر في ساحة باريس التي تغص بهواة الرالي ومدمني قيادة السيارات المتهورين الذين يثيرون الغبار الذي يحجب عنا مشاعل البرجسية والرميلة النفطية ، نعم يشتعل الغبار الابيض بسواد عودام الفنارات النفطية ليترك لوحة متحدة سوداء بيضاء هي صورة لمعاناة هذا الشعب الفقير .
رحلة الهند كانت متنفسا لتلك الطوافات التي قلبت حياتي غير المستقرة ، اظن ان التعليم قد اخذ من حياتي الكثير ، لكنه عاد علي بان اكون محبا للحياة ، ومنتجا لديونها التي تلاحقني .. هذا ما ابحت به الى صديقي البابطين الذي اصر على نشر كتابي عن تاريخ الزبير ، ووعدني بنشر بقية اعمالي المسرحية ، وحكايات الاطفال التي احتفظ بمسوداتها . اعدت عليه ايام الافلام الاجنبية تايرن باور وكاري كوبر وريك هدسن والن لان وصوفيا لورين وبرجيت باردو .. اسماء تذكرنا بشبابنا الطافح بالغريب .. لكنما الهند اعادة عليّ اصالة وانتماء من نوع خاص ، وذكرتني بنسيج صممناه من اجل مدينة تاريخية كانت تليق باهلها التي تتنوع مشاربهم وانتماءاتهم .. كنت انتمي الى البيوت الطينية واستحضر الاسطة عبود الخلفة وهو يمسك اللبن والجص ليتفنن ببناء بيت من التراث الزبيري الاسلامي لبيت الهوا او الحسينان و الدليجان او الهميلي ...الهنود سيدي ودودون ومتواضعون وفقراء يحيطون الاسرة البيض بملابس بيض حتى ان البوذي والسيخي والمهراجا يترك فيك اثرا لن يمحى ! في المشفى الهندي لا تحتاج الى مترجم فالابتسامة هي اعظم اللغات .
سأوزع مكتبتي التي تضمها ارفف وصناديق من الورق المقوى ومشاجب من الخشب واكياس جنفاص .. انني اخشى الأرضة مثلما اخشى الطارئين ، لكنها أي الارضة تخشى ان تصل اعتاب المثقفين الذين هم حصيلتي في هذه لوسيعة الفانية .. سأودع بعضا منها الى مكتبة الزبير التي حولوها الى مول تجاري ، عجيب حتى آمالنا لا تحقق متمماتها وساترك لمنتدى الزبير حال امتلاكه مقرا بعض من كتب ادبية ونقدية ، وللمكتبة المركزية بجامعة البصرة ، والمكتبة الاهلية في الزبير التي نام بين اروقتها عبد الخالق حسونة الامين العام للجامعة العربية وهو يرسخ اعجابه بثبوتها ومسوداتها وكتبها الفريدة .
هناك صور وثقتها بالأسود والابيض للميبب والمجصة والبيوتات الطينية والمقابر والمفتول وجوامع الزبير وخطوة الامام علي (ع) وصور لسفرات مدرسية وشخصيات ووجوه زبيرية وبصرية اتمنى ان يحتويها متحف الزبير الذي وعدونا به .. سيتذكرنا من يحمل لنا الوفاء ولعله يقرأ الفاتحة على ارواحنا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عادل علي عبيد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/01/25



كتابة تعليق لموضوع : حسن زبون العنزي قطار الرحيل السريع
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net