صفحة الكاتب : حاتم عباس بصيلة

لشاعر الذي مشى في جنازته..Read In English...
حاتم عباس بصيلة
مات في غرفته وحيدا,وكما كان لا يشعر به أحد,جيء به و بأوراقه إلى زاوية من زوايا بيته الوحيد!!,ليجمع الوجدان العاطفي
صاح أحدهم..... مات الشاعر!!, وقال ؟آخر:كانت حياته عبثا!!....جمعت الأوراق التي جسد فيها مشاعره لعشرين عاما..... أخذ البعض منها جزءا ليفرشه على مائدة الطعام!!,والآخر مزق مسوداته... وداست الأقدام ؟آ خر أشعاره!! ولم يعرف الأحفاد شيئا عن الكلمات.
مات الشاعر وبعد شهر واحد باعت أسرته كتبه لتبدل المكتبة بآخر موضات العصر!! وفي جنازته لم يمش سوى أدباء كانوا يتحدثون عن حياته قال أحدهم:لم تكن شاعريته جيدة... كان ذاتيا... وقال آخر
: كان يتعلم مني بعض الشيء وصاح آخر...هكذا أذن وتنسون دوري... لولاي لم يكن شاعرا!!، وراحت الأقلام تكتب ...كتب شاعر مثله لولا هذه الكلمات لضاع هذا الكائن ثم أردف أنا ألذي صنعته وتذكر مقولة لأصحاب المذهب الطبيعي(لا فرق بين موت إنسان وكلب من وجهة نظر الطبيعة) كان الشاعر يمشي في جنازته ويسمع الآخرين وتعجب من أصدقائه فقد كان أكثر أحبائه الذين يعجبون بشعره يشّرحه تشريحا أمام حوقلة الآخرين!! قائلا :مثلا لم يكن لديه ثمن المجيء إلى بغداد!! وكان يستدين مني!! وأنا أعطف على حاله!!
كان جوهر النفوس يطفح إلى السطح ولم تكن هناك موعظة من موت الشاعر!!!
لقد قرأ المرحوم لافتة موته المعلقة على الجسر وقف أمامها قرأ الفاتحة على روحه وراح يتألم أكثر من موته حين سمع نفاق أصدقائه وكذبهم ومحاولة تشويهه لقد كانوا يبيعون ويشترون به! ولم يكن بالطبع جميع الأدباء بهذه الطبيعة بل كان أصدقهم صامتا ينكسر على شاعر يعرفه جيدا
كما زارت قبره امرأة مجهولة جميلة.. عاش عمره المبعثر من أجلها.صامتا بليغا ..وضعت شمعة على قبره كانت الشمعة تبكي شاعرا خالدا...لا تعرفه إلا امرأة صادقة وشمعة ترثيه بصمتها!!
لذا قرر الشاعر ما يلي:
1-أن يدفن في جرف نهر يرويه ماء متجدد بموجاته
2-أن لا يأتي إليه إلا عاشق محب للإنسانية وأن يتجرد من ألهويات المحلية والقومية
3-أن يحف به الأطفال والفقراء والصادقون من الأغنياء
4-أن لا يأتي إليه مدع بالفكر أو ألاعتقاد الروحي أو الفلسفي 
صحا الشاعر من موته فضحك كثيرا على نفاق البشر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حاتم عباس بصيلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/21



كتابة تعليق لموضوع : لشاعر الذي مشى في جنازته..Read In English...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net