صفحة الكاتب : شهد الدباغ

لقد أسمعت لو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادى
شهد الدباغ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تشكيل الحكومة و ما تقوم به الاطراف السياسية لحل هذه الازمة , اضافة الى مئات المقالات والتحقيقات الصحفية والاعلامية و استطلاعات الرأي وآراء القراء الكرام التي تنشر بشكل يومي , وكذلك وسائل الإعلام عبر الفضائيات وبشتى اللغات !! تزدحم صفحاتها وشاشاتها بهذه النصائح، لتطرح من خلالها الرؤى والأفكار..
وقد لا تجد شيخاً ولا شاباً إلا ولديه مايقوله عن هذه الازمات و المعاناة و ما تجري عليهم من مصائب جراء هذا الواقع المرير. كتب علينا أن نلدغ من ذات الجحر مرات ومرات، والحية واحدة والجحر واحد دون أن نحتاط أو نعد العدة وأخذ الحيطة والحذر.. تبلّدت أحاسيسنا وتجمّدت مشاعرنا لكثرة الضربات التي تلقيناها ونتلقاها صباح مساء, فأفقدتنا القدرة على التفكير والتركيز ولكن سوف لا تبعدنا عن الطريق السوي ورد الفعل القوي..
 بلغ الصلف الإرهابي ذروته فداس تحت أقدامه كل الأعراف والقوانين وجرّعنا المر من خلال ما ارتكبه من موبقات طالت البشر والشجر والحجر.. فبلغت الوقاحة حدها الأقصى بهدم الحسينيات وأحراق المساجد و الكنائس .
في الوقت الذي تمر فيه البلاد بفراغ دستوري شكل ازمة مستعصية في محادثات ومشاورات الكتل السياسية , عرقل من التوصل لصيغة حل لتشكيل الحكومة نتيجة استمرار دوامة الصراع السياسي بين قادة الكتل الكبيرة ,اصبحت حياة وطباع الساسة اليوم من الصعوبة لدرجة أننا يئسنا من أن ينصلح الحال، وصرنا نتصايح ناصحين لهم ، لكن لا أحد يسمع و أضحينا نلاقى القهر والظلم عند كل منعطف ونجد أنفسنا أمام حالة غريبة، أن لا أحد يستجيب..
نرى ضعفاء النفوس منهم يصطافون ويبذخون الملايين من خزينة العراق ويوغلون في الحياة الفارهة في دول الجوار والعالم، والشعب يعاني ويان من صعوبة الحياة وقساوتها, ورفضوا لانفسهم ان يقاسموا ابسط ما يعانية ابناء الشعب، الذين صوتوا لهم واوصلوهم الى ماهم عليه اليوم ، وبذلك لا اعتقد انهم يعتبرون في قرارة انفسهم المريضه باقي ابناء الشعب العراقي مواطنيين من الدرجة الاولى؟ عند الحديث عن المعاناة، تقف الكلمات عاجزة عن وصف الحالة، فاستيعاب المنظر لم يكن بالأمر اليسير،اود اشير هنا الى ماذكرته جمعية الاطباء النفسانيين العراقية :
ان اعداد متزايدة من ابناء شعبنا  باتت تعاني امراض نفسية متنوعة جراء الغزو وتداعياته وجراء ماشهدته البلاد من اقتتال وتفجيرات دموية وان المستشفيات النفسية تغص بنزلائها في ظل نقص الاسرة الطبية و الادوية والاطقم الصحية.
أيوجد ما هو أقسى من أن يقضي الانسان عمره كله شاهد حرب؟؟؟؟؟؟؟!!! ولكن \"لن تغدو، ساعة المصيبة، بلا أمل، فبلورات المطر تنهمر من غيوم سوداء\"
اريد ان اكرر سؤالي الذي طرحته في كتاباتي السابقة واقول لكل الساسة و القادة , هذا الوطن الذي اوعدتمونا به و هذه الحياة الكريمة ؟ لا تزال تدوي في آذاننا صرخات عويل مئات الأمهات وأطفال شهداءنا , وفي النفس ألف سؤال وسؤال ممزوجات بالقلق والحسرة والألم!!
صرخت من هول ما رأت عيناي من شجون و حسرات الايتام و الارامل ونسابت دمعتي واستقرت في مآقي و شتد حزني , كادت حناجرنا أن تبوح بما نحمل من أسى ووشائج حميمة تجاه ما يجري من دم عراقي على أرض الوطن الحبيب, ومرارة الواقع المأساوي وأنين وآهات المظلومين , وخنقنا عبراتنا و علينا نحن المهمومين بالألم الإنساني أن نتصدى ونعري الهمج وألاعيب سياسة الآحزاب ونحملهم مسؤولية ما يعصف بالوطن وشعبه والا فسوف يبقى الحزن طالما هناك متاجرة بأرواح البشر,دونما مسائلة من ضمير يعي حقيقة الوطن ولغة الدم.
أين هم من الله تعالى سبحانه وتعالى ورسوله (ص) والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة والحق ,فسوف نوقفهم ونحاسبهم أمام الواحد الأحد!! فهذا الشعب أمانة في أعناقهم.ولعل العراقيين اصبح لديهم واضحا من هو العميل ومن هو الوطني .
ومنذ بداية الجريمة الكبرى, جريمة غزو الوطن  وتدمير مؤسساته وزرع الفتنة, يشرف اليوم الاحتلال بشكل مباشر او غير مباشر في قتل الشعب وتهجير الملايين من العراقيين ويتلذذ بمعاناته!!
وبعد أن طاب له استغباء الساسة واستغباء ملوك وامراء العرب ، فهو يطمع منهم أن يقفوا صفا واحدا على أقدامهم ثم أن يحنوا ظهورهم ثم أن يطأطئوا رؤوسهم بذل أمام الاحتلال ويرددوا: لا تحرجي نفســــــك يا ماما أمريكا لقد قبلنا اعتذارك بحتلال العراق وتأجيج العنف وتمزيق النسيج العراقي الواحد والطرب لدوي الانفجارات وتطاير اشلاء الضحايا!!((( وضرب الحبيب زبيب)))!!!
وها هوالعالم يتفرج اليوم دون وخزه ضمير او شرف او إحساس يدفع من يوقف هذا النزف او يدخل لنشر روح التسامح والمحبة بين مكوناة هذا الشعب الجريح!!!!
بات وطننا الحبيب كالكعكة التي يريد كل واحد من المجتمعين حولها أخذ حصته وكأنها ملكهم ونسوا ان العراق هو للعراقيين الشرفاء ,أهل الإباء والعزة والكرامة لكن من يسمع ومن يفهم.
وبات ينطبق علينا بيت الشعر العربى:
(( لقد أسمعت لو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادى)) وفي الصدر كل هذه الحسرات الحارقة وكل هذه الزفرات المؤلمة وكل هذه التساؤلات القلقة!! ولكن كل ذلك لم ولن يوهن يقيننا المطلق والأبدي بالخطاب النبوي الشريف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:\" واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا\" ،إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهد الدباغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/12/05



كتابة تعليق لموضوع : لقد أسمعت لو ناديت حيا..ولكن لا حياة لمن تنادى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net