حسد وخيانة: من يخلص العالم من فيروس السقوط الأخلاقي؟!
الشيخ فوزي آل سيف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان يوم 7 يناير 2020م حين أعلنت السلطات الصينية عن أن فيروس (كورونا الجديد) هو المسبب لحالات الإلتهاب الرئوي الذي أدى إلى وفيات، يوماً استثنائيا، لا سيما وأن هذا الفيروس لم يلبث أن تحول إلى وباء عالمي، وانتقل بشكل مذهل إلى مختلف دول العالم المتقدمة منها قبل النامية، ولم تمر خمسة أشهر حتى تحدثت التقارير عن أن عدد الإصابات على مستوى العالم يقارب الملايين الستة بينما تجاوزت الوفيات الثلاثمائة ألف! حتى كتابة هذه السطور.

هذا المرض استنفر كل قوى العالم الطبية والصحية، فبينما انهارت بعض الأنظمة الصحية في بعض البلدان، أصبح بعضها الآخر ينوء تحت ضغط الإصابات! وتعطل اقتصاد العالم شاهدا ما يشبه الركود، وتوقفت الحركة الاجتماعية والسياحية مع فرض الدول حظر التجول بشكل كلي أو جزئي! بل لقد تأثرت الشعائر الدينية والعبادية في كل الديانات، فلا حج ولا عمرة ولا مساجد ولا زيارة ولا كنائس ولا معابد!

لقد تأثر كل شيء في العالم! بسبب هذا الفيروس وما نتج عنه من المرض! وكان من الطبيعي أن يستجيب العالم بهذا النحو وإلا واجه الكارثة!

هذا في مرض الأبدان والأجسام! ترى لو كان المرض أخلاقيا هل كان سيستجيب العالم له بهذا النحو؟ هل سيتنادى رؤساء الدول وحكوماتها للتخفيف من آثار الأمراض الأخلاقية التي وإن لم تؤثر بشكل مباشر على أبدان الناس لكنها بلا ريب تفسد أرواحهم وتهدم بناءهم الداخلي!

هل ستتسابق الدول فيما بينها، وتسابق الزمن لإنتاج عقار يحمي من أمراض الحسد؟ وبذاءة اللسان؟ والحقد؟ والتكبر؟ أو أنها ستحاول اكتشاف تطعيمة ضد الخيانة؟ والظلم؟ أو ستقوم بفحص مواطنيها عن أدواء الكسل واليأس والاستبداد؟

للأسف أن ذلك لم يحدث ولا يحدث!

ماذا لو أن الشعوب أعلنت حالة الطوارئ في مقابل الخيانات المالية التي تنتج فسادًا عريضًا في إدارة المال العام؟ أو مقابل الخيانة الزوجية التي تشكل تحديًا لأوامر الخالق وتدميرًا لبناء الأسرة؟ كما يتم إعلان حالة الطوارئ الطبية وحظر التجول أمام الفيروس الجديد؟

بالطبع لا نريد أن نهون من خطورة هذا المرض؟ ولكننا نعتقد أن الأمراض الأخلاقية تستحق اهتماما أكثر من المجتمع البشري.

المصدر: كتاب الأمراض الاخلاقية: نظرة جديدة في عوامل السقوط 

المصدر : موقع الائمة الاثنا عشر 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ فوزي آل سيف

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/11/30



كتابة تعليق لموضوع : حسد وخيانة: من يخلص العالم من فيروس السقوط الأخلاقي؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net