صفحة الكاتب : محمد الحمّار

ثورتنا أكبر من ترابنا فلنتوسّع بفضلها
محمد الحمّار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم تكتفِ فرنسا  بالـ35 في مائة من بترول ليبيا كأجر على تدخلها للإطاحة بالقذافي ونظامه. هاهي تتأهب لاكتساح الساحة الثقافية في هذا البلد العربي الشقيق باللغة الفرنسية حيث إن السلطة الجديدة في ليبيا تنوي إدراج تدريس هذه اللغة في مدارسها بكثافة. فهل دورنا يتمثل في ترك هذا العمل يُنجز  ونبقى مكتوفي الأيدي ومنغلقي العقول أم هي فرصة لرد الفعل كما تريده الثورة وباتجاه التاريخ؟
 إذا تأملنا في الفرصة التي تمنحها لنا الثورة التونسية للنهوض بالمنطقة المغاربية وبالوطن العربي عموما سنرى أنّ الوقت ربما قد حان لتبديل الرؤية للغات الأجنبية وللهدف من تعليمها للناشئة. من هذا المنظور تبدو هذه اللغات كمدخل مستقبلي للغزو العقلاني والروحي لأوروبا ثم أمريكا من طرف العرب. فالحدود بين بلاد العرب كانت فرضتها اتفاقيات سايكس بيكو. والذي بدأ يظهر بوضوح الآن ويعطل المسار الديمقراطي  جاء كنتيجة لاستيفاء الشروط الموضوعية المتاحة لنا لمواصلة الثورة والتي تشتمل على المعطى الحدودي التجزيئي كعائق خطير أمام الثورة وأمام النهوض. لذا إن أردنا وضع حدّ لِما نعانيه الآن من تشرّد فكري وضياع إيديولوجي لا بد علينا أن نتوسع في مجال التفكير في البدائل بكل ثقة في النفس. وإلا لِم تصلح الحرية و مع مَن سنعيش بديمقراطية خيالية؟ 
إنّ مثل هذه الغاية الإستراتيجية من شأنها أن تضع أيضا حدا لِما يحدث من صراع إيديولوجي بين علمانيين وإسلاميين الذي تشهده الساحة الداخلية في تونس ومصر بالخصوص، ومن شأنها أن توجه الطاقات الصراعية من نقطة انطلاقها من الداخل باتجاه أهداف خارجة عن الدائرة المحلية فتدرأ عنا الألم والمعاناة. فالصراع  الحالي الذي في داخل المجتمع الواحد هو الذي تنبأ به الألماني ستيفن فايدنر لمّا طوّر تفسير نظرية "صراع الحضارات" التي جاء بها قبله الأمريكي صامويل هنتنقتن. أما إذا بقينا نتفرج فسوف ننسف بعضنا ببعض ونندثر لا قدر الله.
 
إذن على النخب المثقفة الجديدة في تونس وفي كل بلد عربي تطاله الثورة أن تنكبّ على إعداد تصوراتٍ لتعليم جديد ولتربية جديدة ولاقتصاد جديد، وذلك باعتبار ضرورة التوسع متعدد الأبعاد، من جهة نحو ليبيا ومصر والجزائر والمغرب وموريتانيا، وحتى مالي، ومن جهة أخرى باتجاه إيطاليا وفرنسا شمالا في مرحلة أولى. فوجود ليبيا مرتبكة إلى جنوبنا والجزائر مبعدة إلى غربنا ومصر مترددة نعتبره من الحوافز الهامة على ضرورة إدراج فكرة التعاون التوحيدي في برامج السياسة لكي نكتمل ديمقراطيتنا على أفضل وجه. كما أن النخب الثورية التونسية مطالبة بإعداد برامج لغزو ثقافي لأوروبا وذلك بالتعويل على القوة التي يمثلها المهاجرون هناك. فلا مخرج لثورتنا إلا بذلك.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الحمّار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/16



كتابة تعليق لموضوع : ثورتنا أكبر من ترابنا فلنتوسّع بفضلها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net