صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الإيمو في بلاد الإسكيمو ؟
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تختزل المشكلة بكلمة واحدة (إيمو)، التي تقترب من معنى الحساسية الزائدة, والشفافية المفرطة, والرغبة في رؤية العالم من مكان معتم خافت الأضواء ,وعبر نافذة لا ينتبه لها أحد من المارة في الشارع. نوع  العطر يختلف, وليس كالذي أستخدمه في الغالب، ملابس غامقة، تسريحة شعر مختلفة، رغبة في تقمص شعور وإحساس الجنس الآخر، سواء بإرتداء ثياب نسائية، أو وضع مساحيق التجميل.
ولكن هل هو الصحيح فعلا أن تختزل المشكلة بهذه الكلمة؟ لا. فالسلوكيات المشينة تملأ الشارع، ويغوص المجتمع في وهدتها،فكم لدينا من لصوص ,وأدعياء, ومفسدين ,ومنحرفين وكذابين، ونصابين، ودجالين ,وخونة ,وباعة كلام وشعارات يستحقون القتل ليس بسلاح (البلوك) إنما بأشكال من الطابوق والحجارة والأحذية والقاذورات.؟
هؤلاء الشبان المحبطون الفاشلون الذين فقدوا الرغبة في التعايش مع المجتمع ومسايرته وتحديه، وسيطر عليهم النزوع الى الإنتحار والعزلة بعيداً عن الضوء, فصاروا كمن أصيب بمرض (التوحد) لايملكون من أنفسهم شيئاً ,وهم أحوج الى التوجيه ,والنصح فقد تملكتهم السفاهة وأحاط بهم الفراغ ,وفقدوا الإيمان بجدوى الحياة، وظاهرتهم أكبر من التي جرى الحديث عنها، وأكبر من عمليات القتل التي يروج لها الإعلام بمختلف أشكاله, وربما كانت عوامل المراهقة تدفع لجهة الظهور بأشكال ونزاعات غير مألوفة كالتي نشاهدها عادة عند فئات من الشابات والشبان الذين يرتدون زيا خاصاً بهم ويسرحون شعورهم بطريقة لا تشبه ما يفعله الحلاقون مع عامة الناس.
لكن عامة الشبان يفعلون الشيء ذاته أو ما هو قريب منه، فترى منهم من يطيل شعره, ويدهنه بدهان خاص ,ويرتدي الثياب التي تثير الإنتباه حتى إن البعض يرتدي البنطلون الكاوبوي ,ويرخي الحزام لتبدو مؤخرته للعيان في الشارع كما هو حاصل عندنا، وبالتالي فليس من السهل تحديد من هو الإيمو من بينهم.
هذه الظاهرة ليست وليدة المرحلة الحالية، منذ سنوات, وكنت مدعوا لإلقاء محاضرة في ندوة مجتمعية ناقشت موضوع المشاركة الديمقراطية والإنتخابات، وكانت تعقد في قاعة معروفة وسط العاصمة، وكان عليّ أن أستدل عليها بنفسي، وأسأل المارة في الشارع، وحين علمت إسم القاعة صقعت لأنها مشهورة بحضور الشبان المايعين أو ما يصطلح على تسميتهم (الجراوي)، والجرو هو صغير الكلب.
 لم أجرأ أن أسأل كبار السن أو الرجال والشبان المحترمين ,وبصراحة صرت أنظر في نوعية ثياب وتسريحة شعر ووجه وحركة أي شاب كنت أريده أن يدلني على مكان القاعة لكي لا يشك أحد من المحترمين أني من الباحثين عن جرو!!!! وبالفعل وجدت القاعة وعرفت أن المؤسسة التي دعتني لم تكن وجدت قاعة لعقد الندوة لكثرة اللقاءات والندوات في حينه.
أخشى في المستقبل أن لا نجد من شبابنا من نشهد له بحسن السيرة والسلوك في حال ظل التقليد الأعمى للموضة الغربية والإنحياز للميوعة والإنحلال، وقد نضطر لمواجهة مجتمعية من نوع ما..وهذا صديق أصلع يسألني ساخراً: ماذا لو تم إستهداف (الصلعان) أمثالي؟ قلت له: لك الله يا صديقي.
سؤال: لماذا لا نجد لظاهرة الإيمو من وجود في بلاد الإسكيمو؟
الجواب سهل جدا.
 ما عليكم سوى مراقبة النشرة الجوية, وحالة الطقس، والطبيعة المناخية السائدة في تلك الناحية من الأرض.
 
hadee jalu maree
Iraq-Baghdad
Journalist & Writer
(JFO)

009647901645028
009647702593694

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/12



كتابة تعليق لموضوع : الإيمو في بلاد الإسكيمو ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net