صفحة الكاتب : ماجد عبد الحميد الكعبي

عبد الله القصيمي : رحلة من الوهابية الى الالحاد و( لورين بوث ) : من الكاثوليكية الى الاسلام.
ماجد عبد الحميد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعرف كثير من الناس والمثقفين  عبد الله القصيمي وسيرته الاولى عندما كان من اشد المدافعين عن الوهابية وفكرها ، فقد رد على خصومها بكتب ومؤلفات نالت رضا السلفيين والمتعصبين فضلا عن الوهابية ، لكن الامر الذي لم يعرف عنه هو سبب ذلك التحول بل الانقلاب الكبير والثورة المفاجئة على الوهابية ورموزها ، عندما اصدر كتاب ( هذه هي الاغلال ) .
فاتهم القصيمي بالخروج عن الملة بعد ان الف كتبا  اخرى مثل : النفط يكتب عن مزايا الاديان ، الطغيان لا يقتل الموهبة بل يفسدها ، ايها العار ان المجد لك ، كبرياء التاريخ في مأزق ، العرب ظاهرة صوتية  وغيرها .
 ويستطيع الباحث ان يستهدي الى معرفة السبب عندما يقارن بين ما يحدث اليوم في بلاد العرب من محاولات بعض الشباب للصراخ بصوت عال وإعلان كفرهم - على صفحات الانترنت والمواقع الاجتماعية - بالعادات والأعراف والقيم الجاهلية التي صنعت وروج لها على انها صورة الاسلام الحقيقية ، وقضية حمزة كشغري خير مثال على ذلك.
 وما يحدث في الغرب من تقبل لقيم الدين الاسلامي الحنيف ، فالغرب  اليوم - ولا سيما بريطانيا - يشهد ظاهرة تحول كثير من المسيحيين الغربيين من معتقداتهم ودياناتهم ليعتنقوا الاسلام دينا ( من دون اشهار السيف الاعرابي ) ، وحسب دراسة اجريت في عام 2010 فان ما يقارب من 5000 بريطاني قد اعتنقوا الاسلام في عام واحد فقط ، ومن اشهر الشخصيات التي تحولت بعد 2010 الصحفية البريطانية لورين بوث ( شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير) .
ان الف علامة للاستفهام ترفع ، لكن اجابة واحدة تكفي لفهم وحل هذا التناقض في المواقف ، ولا  احد يستطيع ان يفتي ويحلل الاسباب والدوافع الكامنة خلف تلك الظاهرة مع وجود شهادات من هؤلاء المتحولين والتي تبين بجلاء وبشفافية اسباب ذلك التحول .
لورين بوث كشفت - في تجمع جماهيري اسلامي في لندن – بعضا من اسباب تحولها الى الاسلام بعدما عقدت مقارنة بين حياتها الاولى وكيف كانت تعيش تناقضات الحياة المادية الشكلية التي تسلب من الانسان ادميته ، فبدأت بسرد تجاربها مع المسلمين وحياتهم بعدما  عايشتهم عن قرب ،  بوصفها مراسلة في الشرق الاوسط لإحدى الصحف البريطانية ، تقول لورين : بدأت اقارن بين  الصورة التي تشربت في نفسي عن الاسلام من خلال المنظور الغربي وما اشاهد بعيني واسمع بإذني وافقه بعقلي صورة الاسلام الناصعة ، صورة الاسلام العملي والسلوكي ، قيم الاسلامية النبيلة ، الروحية والعملية ..
الصورة الاولى كانت  من فلسطين عام 2005 م  ،حيث الكرم والجود وطيب النفس على الرغم من الفاقة والحصار والمعاناة التي يعيشها هؤلاء الناس ، ففي احد الايام كنت اتمشى   في مدينة رام الله ، وقد فاجأتني امرأة كبيرة في السن لتدعوني الى دخول احد المتاجر لشراء بعض المستلزمات النسائية ( لان الاسرائيليين قد جردوني من حقائبي ومعطفي وأشياء اخرى قبل الدخول الى  الضفة الغربية  ) وقد اشترت لي معطفا وحقيبة وحذاء ، وقلت في نفسي ما هذا الكرم الذي لم ار مثله ومع الغرباء ! ، ثم  انطلقت بين الناس الذين كانوا يرحبون بي بتحية الاسلام ( السلام عليكم ) وكأني واحدة منهم ، هذه الصور كسرت في داخلي ركنا من الهيكل الذي احتفظت به ذاكرتي عن الاسلام .
والصورة الثانية من لبنان عام 2007 م بعد حرب الجنوب لكي اشاهد الدمار الذي خلفه القصف الاسرائيلي في الجنوب ، واكتب بعض المقالات الصحفية عنه ، بعدما التقي بشخصيتين  سياسيتين  من حزب الله ، وكنت اتخيل انهما سيكونان بهيئة دينية ، جلباب فضفاض  ولحية طويلة وعمامة كبيرة ، لكن ما فاجاني في مطار بيروت ، اني وجدت شابتين مسلمتين ترتديان ازياء معاصرة وقد علا الحجاب رأسيهما ، فتلاطفن معي مرحبات بـ ( السلام عليكم ) ، كانتا شابتين تتمتعان بحيوية وحضور لافتين للنظر ، متعلمتان وتتصرفان بعفوية ، تحبان اسرتيهما ووطنهما وتحترمان دينهما ، شي لم اره واسمع به من قبل ، بعدها ذهبنا الى الجنوب وقد التقينا بشيخ دين ملتح يرتدي جلبابا ويضع عمامة كبيرة على رأسه ، وكنت متصورة ان تصرف هاتين الشابتين سيكون مختلفا عن ما جرى في بيروت ، فكنت اراقب  تصرفاتهمم  وكيف  تكون ردود افعالهم مع بعض ، وفي نفسي صورة رجل الدين الذي يقمع ويحتقر المرأة ، فاذا بي اشاهد رجلا مختلفا تماما ولاسيما عندما  رأيت احداهن توقف حديث الشيخ وتعترضه موجهة الي بشرح وجهة نظري التي ربما لم تصل اليه بالقصد الصحيح ، وكنت اتوقع ان الشيخ سينهرها ويحقرها ويستهزئ بها ، لاسيما وانه هو الرجل الثالث في سلم المسؤوليات الحزبية ،  لكن ما فعله الشيخ ادهشني ،  عندما نكس  رأسه ، قائلا عفوا اختي  استمري .
لقد استفدت من هذا الموقف ، ان الاسلام يتمتع بقيم انسانية كبيرة ينعكس في تعامل المسلمين مع بعضهم ، وان للمرأة المسلمة حرية في تصرفها ولها شخصية مستقلة ، وقد كسر ما رأيت وما شاهدت جزءا اخرمن الهيكل ، ولكن لم اكن ساعتها حقيقة في سبيلي الى الاقناع كليا بالإسلام .
وفي غزة كانت الصورة الثالثة عام 2008م :  
 شاهدت هؤلاء المسلمين وهم يعيشون اقسى الظروف لكنهم في رمضان يصومون وينقطعون عن ملذات الحياة ، وعندما سالت امرأة فلسطينية استضافتني في بيتها الصغير والذي يعج بالأنفس التي ضاقت بها الامكنة ، لماذا تصومون وأنتم في هذه الظروف الصعبة ؟ فأجابتني : ان الله والرسول يأمراننا بذلك لكي نكون متساوين في مشاعرنا الانسانية ، الفقير والغني والراعي والرعية ، فالإسلام اوصانا بالعدل والمساواة .
وهناك صور اخرى نقلتها لورين- يستطيع القارئ الكريم الوصول اليها-  تعكس جوانب مشرقة من حياة المسلمين وإسلامهم الذي يتمتع بقيم انسانية وروحية لم تعرفها الاديان السماوية والمعتقدات الوثنية الاخرى ، هي التي دفعت لورين وغيرها باعتناق الاسلام .
ومن هنا فليس غريبا ان يأتي يوم  يهب فيه مسلمو اوربا وأمريكا ليشنوا حربا على الشرق تحت راية ( الاسلام الانساني ) على غرار الحروب الصليبية !.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد عبد الحميد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/11



كتابة تعليق لموضوع : عبد الله القصيمي : رحلة من الوهابية الى الالحاد و( لورين بوث ) : من الكاثوليكية الى الاسلام.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net